هناك العديد من العوامل المتداخلة التي أشعلت الحرب بين الليبيين ولم تقعدها بالرغم من الآلام التي يعانيها الليبيون منذ فترة ليست بالقصيرة، ويعد العامل الأمني والاقتصادي هما أهم هذه العوامل فقد كانا سببا رئيسيا في بداية الحرب واستمرارها إلى حد الآن، فمن خلال انعدام السلطة القوية التي تحفظ الأمن وتديره تكونت تشكيلات مسلحة عديدة منها من حاول الانضواء تحت الدولة ولكنه فشل لعدم وجود الدولة أصلا ولأن المسؤولين في السلطة لم يُقدّموا شيئا يذكر في هذا الشأن أو في غيره بل في بعض الأحيان قاموا بدعم بعضا من هذه التشكيلات المسلحة، كما ساهم عدم قدرة وخبرة من تولى أمر المهام العليا في الدولة في تكوين شبكات مسلحة مهمتها هو السطو المسلح على كل شيء بداية من المواطن إلى استفزاز المسؤولين من وزراء وغيرهم حتى أصبح الجميع شعبا وحكومة رهينة هذه التشكيلات والعصابات.
وأثّر ذلك على حياة المواطن من الناحية الاقتصادية فزادت معاناته المالية حتى فقد مقومات الحياة الأساسية فماذا تريدون بعد؟.
من اتفاق الصخيرات إلى تونس الآن كلٌ يسعى لمصالحه فتكاد تكون البنود المجتمع عليها هي نفسها التي أُجتمع عليها في اتفاقية الصخيرات التي لم نر منها شيئا إلا الهم والغم وبقاء نفس الوجوه في المشهد فعلى سبيل المثال من البنود الجاري البحث بخصوصها هي المصالحة الوطنية، تشكيل حكومة وحدة وطنية، تدار المرحلة بمجلس رئاسي ورئاسة وزراء! أليست نفس البنود وتكرار نفس الخطوات ونفس المشهد منذ خمس سنوات خلت فما الذي يحدث!!! الذي لفت نظري في فقرة من بنود الاتفاق وهو المضحك المبكي حيث تنص هذه الفقرة على “منح الأنواط والأوسمة طبقا للتشريعات النافذة” وأنا لا أدري أأضحك أم أبكي فهل نحن في وضعنا السياسي والاقتصادي المزري أن من أولوياتنا أن نمنح الأوسمة والجوائز وعامة الشعب لا يملك قوت يومه ونحن أيضا مازلنا على فوهة بركان قد يشتعل في أي وقت، عجيب أمر هؤلاء!.
سمعنا من هو يناقش في الاجتماع بضرورة أن يكون الرئيس أو رئيس الوزراء من جهة أو منطقة بعينها ويذهب البعض بفرض أسماء بعينها وهي في المشهد السياسي منذ بدايته ولم ولن يقدموا شيئا لأنهم لا يستطيعون ذلك فهم لا يملكون من المقومات القيادية ما يؤهلهم لإنجاز شيئا لصالح الوطن والتنازل من أجله بل من التجربة المريرة مع هؤلاء نستنتج أن همهم الوحيد هو مصالحهم الضيقة التي لا ترقى إلى المستوى الوطني.
على سبيل المثال لا الحصر فالسوقة ومن يدّعون الفهم وهم جاهلون ولا يعرفون أنهم جاهلون كثير في بلادي ومن بين هؤلاء ومن الأسماء المطروحة لرئاسة ليبيا هو السيد عقيلة صالح رئيس برلمان طبرق، دعني أقول لكم بصراحة وهذا الرأي ليس في شخصه ولكن حين يتعلق الأمر بقيادة ليبيا، حين يتعلق الأمر بالكفاءة، حين يتعلق الأمر بانتشال ليبيا من الوحل الذي أغرقونا فيه أقول إن هذا الرجل هو أحد الذين أوصلوا ليبيا إلى الحالة التعيسة التي تعيشها الآن ولأنه لا يملك أدنى أي أقل المقومات القيادية لم يستطع وكان في إمكانه ولن يستطيع أن يقدّم للوطن شيئا لأنه لا يملك من أمره شيء، لأنه لا يستطيع لا يقدر!!! لماذا كل هذا الجهل؟ لماذا كل هذا التعصب؟ لماذا لا ينحاز هؤلاء لليبيا؟ تبّاً للقبيلة وتبّاً لرجل بجاهلية، يصنعون بوطن ما صنعوا ويتمادون فوق جهل الجاهلين ألا بعداً ألا سُحقاً.
أختم قائلا بأن الأمن والاقتصاد عاملين من أهم عوامل استقرار المجتمعات فهل لدى هؤلاء القدرة على الفهم والمناورة والتطبيق؟.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً