مع كل المعاناة التي يعيشها الشعب الليبي إلا أنه تبلور عنده بعض الوعي والإدراك، ولو بدرجة متواضعة، بما يحاك له من مؤامرات وتدخلات أجنبية خارجية تهدف لانتزاع مصالحها وبالقوة من أرض ليبيا وعلى حساب مصلحة الشعب الليبي! بل ولو كانت التكلفة أن تسيل شلالات من دماء شباب ليبيا!.
فرنسا الكارثة وربيبتها الإمارات الملعونة!
مع التدخل الإماراتي المشبوه بقوة في جبل نفوسه في 2011 ودول أخرى فلقد كان أكبر كارثة للشعب الليبي تدخل فرنسا بقوة ضد المستبد معمر القذافي حيث كان تصدرها لملاقاة الأرتال المسلحة المتجه إلى بنغازي في 19 مارس 2011 وتدميرها ليس من أجل حماية المدنيين في بنغازي ولكن للأسباب التالية:
- الانتقام من معمر القذافي الذي بعد قبول عرض شركة توتال الفرنسية للاستثمار في الغاز بحوض نالوت في 2010، ثم رفضه وفسخ الاتفاق.
- ضمان استمرار سياسة سايكس بيكو المستند إلى القومية العربية والتوجهات السلفية التكفيرية.
- تريد موطأ قدم للمتابعة والتواصل مع مستعمراتها الواقعة على الحدود الجنوبية لليبيا.
- العمل على استمرار تفكيك النسيج الاجتماعي بالعمل على تحريك نعرات العصبية ودفع المدن والقبائل نحو تخزين السلاح ونشر فكرة: ليكون لكم حصة في الحوار عليكم أن تملكوا مساحة أوسع من الأرض. ولقد تم توظيفها لتهريب البشر والنفط!.
- لا نستغرب أن فرنسا عمل دوراً لا يستهان به في توجيه قنوات الأعلام وخاصة التابعة للأمارات بتجاهل الأمازيغ والتقليل من شأن دوره الرئيس لأجل التحرير.
يتكرر استهداف عسكريين من جادو :
سمعنا أكثر من مرة خلال حرب التحرير في 2011 استشهاد أحرار فبراير بقوات صديقة نتيجة القصف بالطيران!!! ولقد تم بلع تلك الأخبار بصعوبة ولكن اليوم نتساءل هل كان بالفعل خطأً ارتقاء 10 شهداء من خيرة العسكريين بجادو في 17 أغسطس 2011؟ لا يمكن اليوم قبول تلك الادعاءات بسهولة وخاصة أنه يتكرر اليوم نفس المشهد في 13 أبريل 2020 بارتقاء ثمانية شهداء وجرح خمسة عشر شباب.. فلماذا جادو؟ وربما للإجابة على هذا السؤال نستذكر الآتي:
- أثبتت تجربة 2011 وجود خبرات عسكرية كانت قادرة على تشغيل منصات الجراد والتصويب بها.
- تقع جادو على تماس مع مدن من الشرق والجنوب وهي على تواصل مع الداعشي حفتر.
- لعبت بعض القيادات العسكرية دورا لا يستهان له به في حرب 2011 و 2014 ولها عدد من الكتائب المشاركة اليوم في حرب الدفاع عن العاصمة.
- تجارب الحرب في 2011 و 2014 مكنت جادو من امتلاك معدات وآليات عسكرية لا يستهان بها.
- إضافة للقوة العسكرية القوة الحقيقية لجادو أنها مدينة لا تترسخ فيها القيم القبلية ولا المناطقية بقدر ما ترتبط بأواصر متينة بجميع الأمازيغ في ليبيا وهو ما لا يعجب فرنسا وخاصة في محاولتها الفاشلة في الاستفراد ببعض القيادات العسكرية من جادو!.
- تسيطر جادو على نقطة جغرافية مهمة لتسريب مرتزقة الداعشي حفتر المحاصرة في الوطية وكما نقول بالليبي فجادو غصة في حلق وطريق من يريد الهرب إلى الرجمة.
الوطية ومصير مرتزقة الداعشي حفتر:
خسائر الداعشي حفتر التي مُني بها في الأفراد، قبل المعدات، على أسوار العاصمة الأبية طرابلس دفعت به لتعويض قتلاه بالمرتزقة وحيث أن الوطية مركزاً للعمليات يتم من خلالها التزود بالإمدادات لجبهة جنوب طرابلس ومتابعة المسيطرين على مدن الساحل الغربي فبالتأكيد يوجد عدد لا بأس به من الأجانب بالوطية الذين لم يسعفهم الوقت بالهروب بالطائرات بعد القصف المتكرر لها بنسور بركان الغضب، ويوجد أيضاً عدد كبير ممن هربوا من صبراته وصرمان والعجيلات ورقدالين وزلطن والعسة، وبالتأكيد الخيوط الفرنسية القديمة والإماراتية تتحرك اليوم من أجل وقف الهجوم على الوطية وخاصة بعد استهداف بوابة شكشوك التابعة لمديرية أمن جادو ! ومطار الوطية كما ذمرنا معطل ولا يمكن تهريب أي مرتزق منه جواً.
ماذا ستكشف لنا الأيام؟
نحن اليوم أمام عدد أثنين من السيناريوهات المتوقعة للمحاصرين بالوطية وعلى النحو التالي:
- قد يتحرك الشعور الوطني ليقطع الخيوط القديمة بين بعض الشخصيات بمدن الجبل وفرنسا والأمارات ولا يسمح بفتح أي ممر آمن للمحاصرين في الوطية بحيث يتم استهدافهم بالطيران وترسم خطة محكمة لاقتحام الوطية وكنس أو أسر كل من فيها! وبهذا نثأر لشهداء جادو وتبرد نار أحرار ليبيا.
- تنتصر الخيانة على الوطنية ويفتح ممر آمن للمرتزقة والمجرمين والمداخلة المحاصرين بقاعدة الوطية.
ويظل السؤال هل ستنتصر الوطنية على خيوط التآمر المتصلة بفرنسا والإمارات في ليبيا ونثأر لشهدائنا بجادو وبأبوقرين ولكل من ارتقوا إلى رب العزة نتيجة غدر وخيانة من يحسبون أنفسهم على الشعب الليبي.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً