بداية أقول (جاء منذ فترة وجيزة فى صحيفة الفيجارو الفرنسيه أن هناك تدخل فرنسى وشيك فى ليبيا وقد تم التجهيز لذلك).
إن أكبر خطأ يصل إلى مرتبة السقطة السياسية القاتلة التى أسأل الله تعالى أن ينهض منها الوطن مُعافاً سالماً ، هى عدم رفض الليبيين البسطاء الطيبين دخول الأيدولوجيات والأحزاب على الخط وإلى ساحات الإنتفاضة حيث كانوا يجلسون على الأرصفة من بعيد وكأنهم جواسيس دول غربيه ، بينما شباب الإنتفاضة لم يكن لديهم أى دراية بتاريخ ومساوئ هذه الديناصورات والتماسيح والذئاب المفترسة وما تحمله من أحقاد فى أجوافها على الشعب الليبى الذين يعتبرونه كان يعيش فى (بحبوحة) أيام النظام السابق لهذا هم يكرهون ويكيدون للشعب قبل رأس النظام ، تلك الشراذم التى هبت من كل حدب وصوب لإقتسام الكيكة السياسية يعبقون وراء صفوف الشباب الذين أستخدموا دون علمهم فى المقدمة لإنجاح إتفاضة فبراير ودون أن يكون هناك دستور وقانون لعمل هذه الأحزاب، وقد وقف أتباع الأيدولوجيات وذيول الأحزاب فى الداخل يتفرجون حتى إنتهت الإنتفاضة لكى يحصدون الغنائم المالية والسياسية ولكن ما هى إلا فترة زمنية بسيطة حتى إنكّشفت ألاعيبهم وسقطوا من عيون الليبيين إلى الأبد.
هكذا هم يا سادة لا تفسير لدى إلا هذا لما قاموا به … واليوم بعد سنوات من عمر الإنتفاضة التى أوصلت الشعب الليبى إلى المهانة والذل والنزوح والفقر والتهديد بالتدخل العسكرى الأجنبى وتوقف الدراسة والجامعات وفقد الأحبة والأقارب والجيران ، كل هذه الكوارث كانت بسببهم وتطاحنهم على السلطة ولهثهم وراء الأموال وتضخيم الحسابات فى الداخل والخارج ، اليوم يقبعون فى مدن وقرى غير مدنهم أو بالخارج لأنهم يعلمون جيداً ما أوصلوا البلاد إليه من دمار وخراب وإنتكاسات ولا زالوا يتآمرون ولكن من على بعد خوفاً من القادم ولعلهم يجدون ثغرة للهروب الكبير.
عندما قلنا أجّلوا تغلغل الأيدولوجيات والأحزاب لا بارك الله فيها ولا بمن يقودها ومن هم على رأسها ، إلى ما بعد إعتماد صياغة الدستور حيث كان ذلك فى وقت مُبكّر جداً ، قامت القائمة من قبل ذيول الأيدولوجيات والأحزاب الذين إنبهروا بصرف الأموال عليهم من أحبار الأحزاب وسلاطين الأيدولوجيات فى الداخل الخارج ، أولئك الذين يعرفون أنفسهم فى مدينتى تحديداً حيث سارعوا إلى الإجتماعات السرية والإتصالات المشبوهة حتى أقنعوا المجلس الإنتقالى إما تهديداً أو وعيداً أو إغراءاً مادياً ، لست أنا فقط من يعلم ذلك ولكن الكثير لهم دراية وعلم ولكنهم غير قادرين على رفع أصواتهم للأسف.
أقولها كلمة حق بأعلى صوت يصل إلى عنان السماء لا أهدف من ورائها إلا ضرورة أن يأخذ أهلنا الحيطة والحذر فى كل شبر من أرض الوطن الغالى ووضع القطار الإجتماعى والإقتصادى والسياسى على السكة الصحيحة لكى يصل بالمواطن الليبى إلى بر السلام وشاطئ الأمان ولكى توضع الأمور فى نصابها.
كفانا ضحكاً على الذقون وضحك أشباه الرجال على الرجال وضحك دعاة النضال على الشرفاء والمخلصين المدفوع ثمنه من أموال الشعب ، أقولها للمرة المائة أن الوطن لم يُوفق فى إنتخابات ما يُسمى المؤتمر الوطنى ولا ما يُسمى البرلمان ولا لجنة الدستور من أشخاص إدّعوا الإستقلالية فى خدمة ليبيا وللأسف قد هبّ الناس لإنتخابهم بكل صدق وبمجرد وصولهم لقاعة إصدار القرارات إنقلبوا على مدنهم وقراهم ومنتخبيهم ومواطنيهم وأصبحوا من أتباع الكتل السياسية بجميع أشكالها التى تتحرك بالريموت كونترول وإنصب همهم على المكاسب المالية وجمع المكافآت وما يُصرف لهم للمهمات الرسمية بالعملة الصعبة والهرولة على فنادق الخمسة نجوم فى مصائف ومنتجعات دول الجوار.
أما كان الأجدر بهم نزع حق ومصالح مدنهم وقراهم ومناطقهم من فم الأسد تلك المصالح والخدمات والتنمية التى وعدوا بها مُواطنيهم حيال وصولهم للكراسى ، ولكن كانوا هم أول من يعترض طريق مصالح أبناء مدنهم ومنتخبيهم إما بالوشاية أو إستبدالهم بالأقارب والأحباب والشلل أو من أتباع أيدولوجياتهم أو إفشال أى مشروع لصالح مواطنيهم.
أقول … لا شك أن العديد من المدن والقرى والتجمعات الليبية قد خُدّعت من أولئك الذين إنتخبتهم برفع شعار (العضوالمُستقّل) وإتضح أن ذلك الشعار كذبة سياسية (دُبّرت بليل) من قبل أحبار الإيدلوجيات الإسلامية الآثمة ، حيث صدّقها السُذج والقبليون والجهويون والدراويش والإنفصاليون والبُسطاء الذين لا يعرفون الصُبح إلا بطلوع الشمس.
واليوم أولئك المواطنون يعضون الأنامل من الندم ويشعرون بالألم والخجل من أكبر ضحكة إستخفاف ممن وثقوا فيهم وحملوا لافتاتهم وتحدثوا عنهم فى مجتماعتهم ووسائل الإعلام المحلية يدعون لهم ويشيدون بأخلاقهم وقيمهم وتاريخهم ونضالهم الكاذب دون أن يكون لهم أى خلفية حقيقية عنهم وعن سيرتهم غير المرئية للكل.!!
إنهم من ضحكوا على ذقون منتخبيهم فى جميع المدن الليبية، لذلك وحتى لا يقع المواطن فى ليبيا مرة أخرى ضحية وفريسة للكذب والإحتيال السياسى والذى سجّله التاريخ فى صفحاته السوداء وستقرأه الأجيال القادمة والتى تليها … وجب على الكل أخذ الحيطة والحذر والتنبيه للمواطنين وأعضاء المجتمع المدنى والمشائخ والأعيان والأعضاء الفاعلين فى المجتمع الليبى أن يأخذوا حذرهم من التحايل المُتعمد الذى يمكن أن يتكرر فى المرحلة القادمة حيال إجراء أى إنتخابات جديدة…. أو إختيار المسؤولين بأى طريقة كانت ويتقوا الله فى إختياراتهم فإذا وقعوا فى الفخ مرة أخرى فالعيب فيهم وليس فى أولئك الإنتهازيين … وقد أعذر من أنذر.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً