أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أمس الجمعة، بأن إحدى المحاكم بالولايات المتحدة، تسلمت من عائلتين ليبيتين ملف قضيتهم بشأن جرائم ارتكبها خليفة حفتر بحقهم وحق أسرهم وأملاكهم.
وبحسب ما نقل المركز الإعلامي بعملية “بركان الغضب” عن الصحيفة، فإن المحكمة الفيدرالية بولاية فرجينيا استمعت لأقوال الليبية منى صويد، وعبد الله الكرشيني، باعتبارهم ضحايا في قضية ضد حفتر، دون تفاصيل عن هذه القضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن حفتر ومحاميه تغيبا عن أول جلسة إجرائية ولم يتواصلا مع المحكمة.
وأوضحت أن “محكمة فرجينيا قبلت رفع القضية بسبب إمتلاك حفتر الليبي الأمريكي عقارات في المدينة اشتراها ما بين عامي 2014-2017 بقيمة 8 ملايين دولار”.
وأشارت كذلك إلى أن “صدى هذه القضية وصل للأوساط السياسة في الكونغرس الأمريكي بسبب استجلابه لمرتزقة روسيين وارتكابه عددا من جرائم الحرب متعددة في ليبيا”.
وفي وقت سابق من العام الجاري، أصدرت محكمة بالولايات المتحدة الأمريكية أوامر استدعاء بحق خليفة حفتر وصقر الجروشي وعارف النايض ومحمود الورفلي، بشأن دعوى قضائية تقدم بها مواطنون ليبيون ضدهم في الولايات المتحدة لارتكابهم جرائم حرب وتحريض في عدوانهم على طرابلس.
وأوضحت محكمة كولومبيا في بيان الاستدعاء، أنه يجب على من تم استدعاؤهم أن يقدموا لمحامي المدعي رداً على الشكوى أو التماسا بموجب القاعدة رقم اثنتي عشرة من القواعد الفيدرالية للإجراءات المدنية في غضون 21 يوما.
ولوحت المحكمة بإصدار أحكام غيابية بالتعويض المطلوب في الشكوى ضد من تم بحقهم الاستدعاء في حال لم يقوموا بالرد على طلب المحكمة، وفق نص الاستدعاء.
هذا وأفاد رئيس التحالف الليبي الأمريكي عصام عميش؛ في وقت سابق، بأن القاضي بالمحكمة الاتحادية في ولاية فرجينيا الأمريكية قبل القضية المرفوعة ضد خليفة حفتر طبقا للقانون الأمريكي.
وأضاف عميش في تصريح تلفزيوني، أن حفتر استلم إخطاره بالقضية عبر الصحف بالخطوة الجوهرية، حيث كانت المحكمة تشترط لقبول الدعوى فيما سبق استلام حفتر للإخطار بشكل شخصي.
وأشار إلى أن القاضي أمهل المدعين أسبوعين لتوفير المزيد من المستندات لاستيضاح تفاصيل القانون ومدى تطابقه مع حالة حفتر، مؤكدا قبولهم الطلب وعزمهم توفير المستندات المطلوبة في المدة المحددة.
كما طلب القاضي بعض الخطوات الإجرائية التي ستنفذ خلال أسبوعين، وبعدها سيصدر الحكم ضد حفتر.
يُشار إلى أن مواطنين ليبيون مُقيمون بالولايات المتحدة الأمريكية، ممن قُتل أقرباؤهم جراء العدوان على العاصمة طرابلس، قاموا في وقت سابق، برفع دعوى فيدرالية ضد خليفة حفتر ودولة الإمارات، لدورهم في ارتكاب جرائم حرب في ليبيا.
وأفادت مصادر إعلامية بأن الدعوى تم تقديمها إلى محكمة المقاطعة في العاصمة واشنطن.
وتُسلط الدعوى الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان وعمليات القتل خارج نطاق القانون التي قامت بها عناصر حفتر.
كما تتهم الدعوى دولة الإمارات بمعرفة تبعات استخدام حفتر لطائراتها المُسيَّرة التي قتلت الليبيين، بحسب نص الدعوى.
هذا ورُفِعت الدعوى من قِبل مكتب “مارتن مكماهون” بالنيابة عن 6 عائلات تم قتل أو إصابة أقاربهم من قِبل المتهمين.
وفي سياق ذي صلةٍ، قامت 4 عائلات ليبية مُقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، العام الماضي، برفع دعوى قضائية ضد خليفة حفتر كونه مواطنا أمريكيا، بتهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات لحقوق الإنسان في ليبيا.
وطالبت العائلات في محكمة المقاطعة الأمريكية بولاية فرجينيا، الإدارة الأمريكية وأجهزتها بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبها حفتر ومحاسبته وفقا للقانون الأمريكي باعتباره يحمل الجنسية الأمريكية.
وبحسب ما نقلته شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية الأمريكية فإن الدعوى التي تقدمت بها العائلات تُطالب بدفع 100 مليون دولار كتعويض عقابي و25 مليون دولار كتعويض عن المعاناة والصدمات الناتجة عن الهجمات التي تسببت في مقتل أحبائهم في غارات بالمدافع الصاروخية وقذائف الهاون وقصف الطائرات على مشارف العاصمة طرابلس.
وجاء في الدعوى: “تُشكل الأنشطة الإرهابية التي ارتكبها المدعى عليه حفتر انتهاكا لقوانين الدول التي تحظر التعذيب والقتل الجماعي والتدمير العشوائي للممتلكات المدنية والإبادة الجماعية.”
وتنضم دعوى مقاضاة حفتر هذه لأخرى كان قد رفعها مواطن ليبي ضد حفتر في باريس عام 2018، متهمًا إياه بقتل عدد من أفراد أسرته في منطقة قنفودة ببنغازي، وإخضاعه وآخرين معه للتعذيب نهاية عام 2014.
وقد رُفعت الدعوى من قِبل محامين فرنسيين لدى مكتب الجرائم ضد الإنسانية بالعاصمة الفرنسية، وكانو قد طالبوا فرنسا بالتحرك ضد حفتر ومساءلته أثناء وجوده على التراب الفرنسي بشأن الجرائم التي اتهم بارتكابها في ليبيا.
اترك تعليقاً