الصيف هو موسم تساقط الثمار الفاسدة، والأكاذيب أيضاً، إذ شهد الصيف المنصرم سقوط جملة من الأكاذيب الكبيرة التي طالما راجت خلال السنوات الماضية عبر المنصات الإعلامية المؤيدة لخليفة حفتر ومشروعه، الأكذوبة الأولي هي أسطورة الرجل القوي في شرق ليبيا، وقد ساهمت صحف وفضائيات كبرى في ترويج الأكذوبة عن قصد أو بتأثير الضخ الإعلامي المتواصل من الذباب الالكتروني والمنصات الإعلامية المصرية والإماراتية والسعودية لتكريس الأكذوبة التي كادت تتحول الى حقيقة مسلم بها، غير أن انكسار حملة حفتر على أسوار طرابلس بعد زعمه التمكن منها واقتحامها خلال أيام معدودات، وتزعزع سيطرته المزعومة في الجنوب الليبي وعودة المواجهات القبلية بين مكوناته، أسقطا الأكذوبة، وفي حوار أجرته إذاعة فرانس إنتر مع المبعوث الأممي لليبيا خلال أبريل الماضي بعد نحو ثلاث أسابيع من إعلان حفتر هجومه على طرابلس، قال غسان سلامة بمنتهى الوضوح ناسفا الأكذوبة من جذورها: “إغواء فكرة الرجل القوي واسعة الانتشار، المشكلة هي أن الرجل القوي ليس قويا مثلما يبدو، وهذه هي المعضلة لمن يدعمونه”، ويقصد سلامة في العبارة الأخيرة أن الأكذوبة انطلت حتى على الدول الداعمة لحفتر رغم أنها هي من صنعتها عبر مؤسساتها الإعلامية و أجهزتها المخابراتية، جدير بالذكر أن تصريحات سلامة في هذا الحوار كانت صريحة وواضحة، وتناقلتها وسائل إعلام عديدة، وقد أثارت غضب حفتر إلى حد تلميحه بوقف التعامل مع غسان سلامة.
سمى حفتر قواته الجيش الوطني الليبي، وقدم إعلامياً صورة لقوات موحدة القيافة و أرتال منتظمة في الاستعراضات تلائم تكوين الجيوش التقليدية، تكرست الصورة في الأذهان، وراجت التسمية في كل البيانات الرسمية و التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية المهتمة بالشأن الليبي، وكان هذا أمر مفهوم لاعتبارات قانونية تلزم هذه المنظمات بذكر الهيئات والكيانات وفقا لما تسمي به نفسها، اقترن إذا اسم الجيش الوطني بحفتر الذي منح لنفسه رتبة المشير من دون أن يتساءل أحد، أليس مخالفاً لكل اللوائح والأعراف العسكرية أن يعود ضابط الجيش للعمل العسكري بعد وقوعه أسيراً لدى أعدائه؟.
أصوات قليلة لم تستلم للأكذوبة صادحة بأن جيش حفتر هو تجمع لعدة مليشيات ومجموعات مسلحة وليس جيشا حقيقيا كما ينبغي أن تكون المؤسسات العسكرية، فنسبة العسكريين فيه لا تتعدى %20، فأغلب الأفراد فيه مدنيون تلقى بعضهم تدريبات سريعة، وبعضهم الآخر تمرس في القتال خلال شهور الثورة، وكانت هذه شهادة ضباط انشقوا عن حفتر تباعا بعد إطلاقه لعملية الكرامة، وقد أوضح فريدريك ويري الباحث المرموق في مؤسسة كارنيغي تركيبة جيش حفتر في مقال مطول نشر في فبراير 2017 تحت عنوان (ليبيا بعد داعش) الجيش الوطني الذي يقوده ليس وطنياً ولا جيشاً حتى في الشرق، يتألف السواد الأعظم من عناصر هذا الجيش من مقاتلين مدنيين، مليشيات من خلفيات متنوعة تتلطى بصورة مطردة خلف هيئات وحدات جيش نظامية، في الغرب والجنوب وحدات الجيش الليبي هي ذات تركيبة قبلية واضحة”.
لكن هذه الأصوات رغم المصداقية العالية التي تتمتع بها إلا أن الأكذوبة لم تسقط إلا في الأيام التالية لهجوم حفتر على طرابلس، فالحدث دفع بالشأن الليبي لصدارة الأخبار في مختلف وسائل الإعلام و كان لافتا أن تصف جل التقارير قوات حفتر بالمليشيات و زعيمها بأمير الحرب، حتى وزير الخارجية الأمريكي بومبيو قال بعد أيام من الهجوم على طرابلس “لقد قلنا بكل وضوح إننا نعارض الهجوم العسكري الذي تشنه قوات خليفة حفتر ونحن على الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية” لم يطلق صفة الجيش الوطني الليبي على هذه القوات لكي يكون الوصف والتصريح مطابقا للحقيقة التي يعرفها الوزير جيداً.
تبلغ مساحة ليبيا نحو مليون و759الف كيلومتر مربع. يُزعم حفتر أنه يسيطر على ما لايقل عن %80 منها، رغم أن تعداد قواته في أفضل التقديرات لا تتعدى 24 الف ما بين ضباط وجنود ومتطوعون مدنيون، عمليا تحتاج المساحة التي يُزعم حفتر السيطرة عليها أضعاف ما لديه من قوات مع كافة التجهيزات الحديثة و خطوط إمداد لوجستي سلسة خالية من العوائق، أما ديموغرافيا هذه المساحات الشاسعة شبه خالية من السكان والعمران، فغالبية السكان يقيمون في غرب البلاد حيث لا يملك حفتر إلا سيطرة محدودة قفز إليها عبر إبرام تحالفات هشة قبل هجومه الأخير مع بعض القبائل وبقايا مجموعات مسلحة تنتمي للنظام السابق. أكذوبة أخرى راجت كثيرا عبر وسائل الإعلام وتم تضخيمها ليظهر حفتر في حجم أكبر بكثير من حجمه الحقيقي، فليبيا خلال هذه السنوات مستباحة من المهاجرين القاصدين أوروبا و عصابات التهريب والمجموعات الإرهابية خاصة في الجنوب، فأين هو الجيش الذي يُزعم أنه يفرض وجوده ويسيطر على أغلب البلاد؟.
في مستنقع الأكاذيب لا تسبح سوى الأسماك الميتة، يقول مثل روسي، فأكاذيب حفتر التي طبخت بعناية في معامل متخصصة في التضليل وصناعة الأكاذيب لم تصمد طويلا، صحيح، كثيرون انخدعوا بها وانساقوا خلف التضليل خلال السنوات الماضية، ولكنها انهارت في نهاية المطاف أمام طوفان الحقيقة، و كشفت معركة طرابلس مدى الضعف الذي يعانيه حفتر و قلة كفاءته العسكرية، و مع اقتراب لحظة سقوطه سيبدأ الهروب الكبير من مستنقع أكاذيبه، لن يبق سوى الأموات الذين ربطوا مصيرهم بمصيره، هؤلاء سيكونون الأكثر بؤساً وتحطماً من بين كل ضحاياه.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
يا الصغير نطلب من الله ان يكون هذا مقالك القادم هذا ان انت فاهم ما يحصل في طرابلس ( فتحي باشاغا يبحث مع رئيس الأهلي طرابلس سبل تشجيع الشباب لممارسة الرياضة) لممارسة الرياضة اي نوع من الرياضة الله اعلم
ندعوا الله أن يكون هذا الصيف أيضا موسم لسقوط إعلام إلدجالين والمؤدلجين والأفاقين المأجورين والمرتشين الذين أرهقوا الليبيين بإفتراءاتهم وسخرتهم قنوات الإسلام السياسي الفضائية التي إنتشرت في الفضاء الإعلامي مثل السرطان،
– حسب رآي الأخ الكبير “لعله يكون قريب من الصديق الكبير” أن صيف 2014 الأسود كان أول موسم لسقوط ثمار فاسدة وهي “المئاة من توار الزنتان أسود الجبل ومطار طرابلس العالمي وخزانات النفط وسقوط العاصمة ومؤسسات الدولة” في أيدي ميليشيات غجر ليبيا.
– يقول الأستاذ أن الإكذوبة الأولي هي أسطورة الرجل القوي في شرق ليبيا حفتر وينكر الحقيقة أن قنوات الجزيرة ومن يدور في فلكها هم من صنعوا حفتر سنة 2011 وأستلمت العشرات من القنوات المؤدلجة والمأجورة إستلمت تسليط الأضواء عليه بحيث لا تمر لحظة ولا خبر على شريط الأنباء ولا ندوة ولا تحليل سياسي أو علمي أو حتى برنامج رياضي الا ويحشر فيه إٍسم هذا البعبع حفتر. ببساطة هي سياسة “صنع العدو وتضخيمه” وهي سياسة ماكرة إبتدعتها الأنظمة الدكتاتورية الفاشية في إدارة الدولة بحيت يكون هذا البعبع شماعة ودريعة لفشلها وجرائمها وقهرها للشعب.
– أهل طرابلس يعون جييدا عدم مصداقية الأقلام والأصوات التي تنهق وتبكي اليوم على طرابلس أين كانت خلال شهر سبتمبر الماضي عندما تعرضت أحياء طرابلس لهجوم مروع وقصف سقط خلاله 114 مدني قتيل وقفل مطار معيتيقة شهر كامل. صمت هؤلاء إلدجالين والمؤدلجين والأفاقين المأجورين والمرتشين لأن إعلامهم المغرر المنحاز إدعى حينها بأن العدوان ما هو الا هجوم للقضاء على ميليشيات الحوالات وسراق المال العام “توار طرابلس” وميليشيات المداخلة “السلفية” وأدعى بأن المهاجمين وهم كانيات ترهونة وقوة حماية بنغازي أنهم “اللواء السادس” يعني جيش نظامي وتم دعمهم من في الجبهة من قبل لواء صمود بادي مما جعل الشيخ الغرياني يتعذر لهم بالقول “أنهم ظلموا وحرموا” ولا ندري هل أهالي طرابلس الذي سقطوا قتلى هم من حرموهم أو أن سلطة الصخيرات ومركزي الكبير هم من حرموهم حقوقهم وظلموهم؟.
هذه هي مسرحية فبراير يا إخوان، وكل صيف وانتم بخير،
اخي عبدالله المحترم هل يعلم هذا الصعلوك مقتبس مقولة سيده القديم الذي قال عن جماعته جماعة الخوان يتساقطون مثل اوراق الخريف عندما اشتراهم ابنه سيف بابخس الاثمان ……ومن تعلم بالتساقط بالبخيس سوف يسقط باقل منه
بالفلاقي…بره غنى بعيد…حفتر سيدكم واشرف منكم…وتسعين بالمئه في المنطقه الغربيه مع الجيش…ننصحك توتى شناطيك…وتحجز مكان لك في تركيا مع خونة الوطن
ياسادة يامعلقين راهو العالم يقرأ في تعليقاتكم ـ اكتبوا شيء فيه فائدة وإلا ريحوا أرواحكم . ـ
والسيد الطرابلسي اللي ينفخ في حفتر في تعليقه ـ سيدكم ـ نقوله سيدك بروحك ـ الليبيين أسقطوا سيدك الاول القذافي وسيدك حفتر جايه الدور ـ ورور على سيد جديد تنفخ فيه .
شكرا، فالإتحاد السوفيتي السابق يقول أكذب وأكذب حتى تصدق كذبتك وتتبنها، وهذا ما وقعت فيه دول الإستبداد، والهزيمة قربية له ولمن يراهن على الحصان الخاسر.