تناولت أول مناظرة تلفزيونية جرت مساء أمس الثلاثاء، بين المرشحين للرئاسة الأمريكية الديمقراطية كمالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، عددا كبيرا من الملفات، وسط تباين تام بالآراء بين الطرفين، لمعظم القضايا!
وحول حرب غزة، قالت هاريس: “لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، لكن المهم هو كيف تتصرف.. هذه الحرب يجب أن تنتهي على الفور”، فيما قال ترامب: “النزاع لم يكن ليبدأ أبدا لو كنت رئيسا، هاريس تكره إسرائيل، وإذا أصبحت رئيسة، أعتقد أن إسرائيل ستختفي من الوجود خلال عامين”.
وحول أوكرانيا وروسي، قال ترامب: “أهم شيء بالنسبة لنا هو إنهاء الصراع والتوصل إلى اتفاق، والاتفاق على صفقة، يجب أن نضع حدا لتدمير أرواح البشر، سأفعل ذلك بسرعة وأنهي الحرب بين أوكرانيا وروسيا، إذا انتخبت رئيسا، سأفعل ذلك قبل أن أتولى منصب الرئاسة”.
وأضاف ترامب: “أعرف الرئيس الروسيي فلاديمير بوتين والزعيم الأوكراني فلاديمير زيلينسكي جيدا، إنهما يحترمانني ولا يحترمان بايدن، سأتحدث مع أحدهما، ثم سأتحدث مع الآخر، وسأجمعهما معا”، مضيفا: “بايدن” لم يتصل حتى هاتفيا مع “بوتين” أو بأي شخص آخر خلال العامين الماضيين، إنه حتى لم يحاول القيام بذلك، لم يكن لدى “بايدن” أي فكرة عن كيفية التحدث مع (بوتين)، كما لم يكن لديه أي فكرة عن كيفية إيقاف ذلك، والآن هناك ملايين القتلى، والوضع يزداد سوءا”.
وتابع ترامب: “هاريس”، “أسوأ نائبة رئيس في التاريخ” وفشلت في منع وقوع الحرب وهي تشغل هذا المنصب”.
من جهتها قالت هاريس: “دعم أوكرانيا يصب في المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة”، مضيفة: “حلفاؤنا في الناتو سعداء جدا لحقيقة أن ترامب لم تيعد رئيسا، لو كان “دونالد ترامب” رئيسا، لكان “بوتين” يجلس الآن في كييف، وينظر إلى بقية أوروبا، بدءا من بولندا.. بوتين “ديكتاتور سيأكلك على الغداء”.
وحول الاقتصاد الأمريكي: قالت هاريس: “نخطط لبناء “اقتصاد الفرص” وسأعمل على حل مشكلة تكاليف السكن ومساعدة الأسر الشابة والشركات الصغيرة، ونحن بحاجة إلى الاستثمار في مصادر الطاقة المختلفة لتقليل اعتمادنا على النفط الأجنبي”.
وأضافت هاريس: “أسفرت إدارة “ترامب” عن عجز تجاري يعد واحدا من الأكبر في التاريخ الأمريكي، وساهم في بدء الحروب التجارية، وباعنا ببساطة للصين عندما بدأ في بيع الرقائق الأمريكية لها لمساعدتها على تحسين وتحديث جيشها.”، مضيفة: “من المهم بشكل أساسي أن تفوز الولايات المتحدة بالسباق التكنولوجي مع الصين ومن الضروري زيادة إنتاج الرقائق في الداخل”.
وقالت هاريس: “عندما تنظر إلى خطة ترامب الاقتصادية، فإن الأمر كله يتعلق بالإعفاءات الضريبية لأغنى الناس، لقد ترك لنا دونالد ترامب أسوأ معدلات البطالة منذ “الكساد الكبير”.. كل ما فعلناه نحن (الديمقراطيون) هو تنظيف الفوضى التي أحدثها دونالد ترامب”.
بدوره قال ترامب: :الصين تشتري رقائق من تايوان، والولايات المتحدة “لا تنتج الآن تقريبا أي أشباه موصلات بسبب فلسفة وسياسات” الديمقراطيين”، مضيفا: “هاريس” ليس لديها خطة لمحاربة التضخم المتفاقم وتحسين الاقتصاد الأمريكي”.
وتابع ترامب: “الديمقراطيون دمروا الاقتصاد في أربع سنوات، وقامت هاريس ببساطة بنسخ البرنامج الاقتصادي لجو بايدن، وسنفرض تعريفات جمركية كبيرة على دول أخرى”.
وحول الديمقراطية ومستقبل أمريكا، قالت هاريس: “الديمقراطية في الولايات المتحدة بعد رئاسة ترامب كانت في أسوأ حالاتها منذ الحرب الأهلية.. زعماء العالم يضحكون على دونالد ترامب.. لقد تحدثت مع قادة عسكريين، بعضهم عمل معك (يا ترامب) ويقولون إنك عار”.
وقال ترامب: “هاريس” من أنصار الفكر الماركسي.. “إذا تم انتخابها، فستغير كل شيء، وستكون ذلك نهاية بلادنا.. الجميع يعرف أنها ماركسية، فوالدها أستاذ ماركسي في الاقتصاد وقد علمها جيدا”.
وقالت هاريس: “إذا فاز (ترامب) بالانتخابات، فسيفرض حظرا كاملا على الإجهاض في البلاد.. نحن مع استعادة الحق الدستوري في الإجهاض”، فيما قال ترامب: “لن أوقع على قانون حظر الإجهاض على مستوى البلاد.. سياسات الديمقراطيين بشأن الإجهاض “متطرفة”، وحظر الإجهاض يجب أن يتم تحديده على مستوى الولايات”.
وتابع ترامب:” نحن بحاجة إلى جدران (على الحدود المكسيكية)، ويجب أن نبنيها. يجب أن تكون لدينا حدود ويجب أن نجري انتخابات جيدة. لدينا انتخابات سيئة، والكثير من هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين يأتون إلى هنا ويحاولون (الديمقراطيون) إجبارهم على التصويت… ولهذا السبب يسمحون لهم بالقدوم إلى بلدنا، تذكروا إنها (هاريس) ليست إلا بايدن.. ورئاسة جو بايدن كانت “الأكثر إثارة للانقسام والفرقة في تاريخ بلادنا”.
وقالت هاريس مخاطبة ترامب: “أنت لا تترشح ضد جو بايدن، أنت تترشح ضدي أنا، سمعت أمريكا هذا المساء “رؤيتين مختلفتين للغاية لبلادنا: واحدة تركز على المستقبل، والأخرى تركز على الماضي – وهي محاولة لإعادتنا إلى الوراء.. لكننا لن نعود”، مضيفة: “سأكون رئيسة لجميع الأمريكيين.. وأعتقد أن الشعب الأمريكي يعرف أن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا، ويمكننا رسم مسار جديد للمضي قدما، ونؤمن بما يمكننا القيام به معا، وهو دعم مكانة أمريكا في العالم والتأكد من حصولنا على الاحترام الذي نستحقه بحق، بما في ذلك احترام جيشنا والتأكد من أن لدينا القوة الأكثر فتكا في العالم”.
وقال ترامب: “أنت تؤمنين في أشياء لا يؤمن بها الأمريكيون.. نحن بلد في حالة تدهور خطير. أصبحنا موضع سخرية في جميع أنحاء العالم.. لقد أصبحنا مهمشين في كل مكان في العالم. زعماء العالم لا يفهمون ما حدث لنا، ليس لدينا قيادة ولا فهم لما يحدث، بلادنا تموت، نحن دولة فاشلة، وقد حدث هذا قبل ثلاث سنوات ونصف (عند انتخاب بايدن رئيسا). إذن ما الذي يحدث هنا؟ نحن على وشك الدخول في الحرب العالمية الثالثة، وذلك فقط من أجل تغيير الأجندة”.
وأضاف ترامب: “هناك صراع في الشرق الأوسط، هناك صراع بين روسيا وأوكرانيا، ستتحول (هذه الصراعات) إلى حرب عالمية ثالثة، ونحن نتحدث عن حرب لم يسبق لها مثيل بسبب وجود الأسلحة النووية”.. لا ينبغي للأمريكيين أن يضحوا ببلادهم بسبب القيادة السياسية السيئة لشخص آخر”.
في السياق، شبّهت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء، “المناظرة الانتخابية الأمريكية، بالنزال الذي دار على متن “تيتانيك” قبل 15 دقيقة من الاصطدام بالجبل الجليدي”.
وخلال مقابلة لزاخاروفا مع وكالة “سبوتنيك”، وردا على سؤال حول الفائز من وجهة نظرها بالمناظرة، قالت زاخاروفا: “إن صياغة السؤال في هذه الظروف وفي هذه الفترة التاريخية غريب إلى حد ما، دعونا نتخيل الوضع بشكل مختلف، وننظر إلى الصورة على نطاق أوسع قليلا”.
وأضافت زاخاروفا: “سفينة تيتانيك القوية والمكلفة للغاية والمروّج لها بشكل جيد، وعلى متنها تواجد أشخاص وصلوا إلى مستويات عالية في أعمالهم، ودار على متن السفينة نزال بين ملاكمين مشهورين وبعد أن انتهى بدأ الناس يسألون عن الفائز”.
وتابعت زاخاروفا: “بما أن كل هذا حدث في الواقع على متن سفينة تيتانيك، من الذي فاز في رأيكم؟ هل يهم ذلك؟ إذا كانت هناك 15 دقيقة متبقية على الاصطدام بالجبل الجليدي”.
وشددت زاخاروفا على أنه “ضرب من الجنون أن تستمع لشخصين يناقشان كيف سيعاقبان العالم كله”، وتابعت: “سأقول لكم بصراحة، لا أعرف لماذا تعتبرون تلك المناظرة خبرا رئيسيا، المناظرة التي رأيناها ليست أكثر من عرض يؤديه أشخاص من الواضح أنهم لا يتحملون أي مسؤولية عن كلماتهم”.
وأكدت زاخاروفا: “ستكونون مسؤولين عن خطاياكم، على الأقل خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ولبضعة عقود من الزمن، ستكونون مسؤولين عن أفعالكم في أفغانستان وفي العراق، على الأقل يجب أن تسألوا بعضكم بعضا هذا السؤال: هل تمكنت من تحقيق شيء ما دون أن تتلطخ يديك بالدم؟”.
وأشارت إلى أن “العالم كله منخرط في الخلاص”. وتابعت أن “العالم كله يشكل مفهوم التعددية القطبية، التي تتكون من نفس قوارب النجاة وسترات النجاة. لقد بدأ العالم كله في إنتاجها بشكل عاجل، وطلبها، وخياطتها، وبنائها. العالم كله يفهم أين يندفع كل هذا بسرعة كبيرة”.
هذا ومن المقرر أن تجري الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة يوم 5 نوفمبر المقبل.
اترك تعليقاً