ربما يدفع البعض باسم عبدالحميد الدبيبة فهو المعترف به دولياً.
ولنبتعد عن السياسة بقدر أنملة ونُمحص الواقع على الأرض لنكتشف الشك الدؤوب في صحة هذه الإجابة، الدبيبة جرت ضده محاولة خلعه ولم ينقذه من ذلك إلاّ شركائه في الحكم و الدبيبة سيصبح غير آمن على حياته إذا تخلى عنه داعمي حكمه.
ولكن من هم هؤلاء الذين تحوم شكوكي وريبتي حولهم؟ إنهم بلا شك الجماعات المسلحة في غرب ليبيا فمن الزاوية يأتيه الدعم من مجموعات مختلفة وأهمها مجموعة الفار، وطرابلس أصبح يسيطر عليها الآن غنيوة وعبد الرؤوف كارة ومحمود حمزة مشاركة بينهم، ومصراتة نجد القوة المشتركة هؤلاء انتهوا من السيطرة على مدنهم وأصبحوا الآن يسعون أن يضيفوا إلى سيطرتهم العسكرية السيطرة المالية وهم يعتقدون أنه لابد من المال للاستفادة من القوة ودعمها ولهذا بدأت معركة السيطرة على المناصب التي تتحكم في خزائن الدولة، لقد ظهرت الآن جماعات مليشيا الوظيفية حيث تُلغى معها سيطرة الرئيس على مرؤوسه فرئيس الشركة القابضة أو المحفظة أو الاستثمار لا يستطيع أن يغير من الإدارة بمجلس جديد إلا بموافقة القوة المسلحة التابع لها المجلس القديم والمدعمة له، وعبدالحميد الدبيبة للأسف يعلم ويتغاضى عن هذا ولا يفعل شيء وكأنه يعلمنا بأن له شركاء في الحكم، ويعلم الدبيبة أن بقاءه في الحكم مشروط بقضاء مصالحهم والتغاضي عن نهبهم وسلبهم لخزينة الدولة وأن لكل من شركاءه حق في نصيب من الثروة كما له هو الحق، فالمتكرر أن ترى قرارات تعيين وتغيير مناصب قد يأمر بها الدبيبة شخصياً ويُضرب بها عرض الحائط ومن المتكرر أيضاً أن تجد كتائب تتحشد لكتائب أخرى جاءت لتنفيذ الأمر لتبديل الإدارة السابقة بالقوة وتمنعها من ذلك، ولكل منصب حساس وكبير في الدولة داعمين وشركاء يعمل لحسابه وحسابهم ويُفيدهم ويستفيد.
هذا هو الواقع المؤسف على الأرض و ارتسم ذلك منذ يومين في صورة قوات يرسلها أحد الوزراء لتستولي على مجموعة من الشركات النفطية ليضع على رؤوسها من هم من عشيرته، فشلت هذه المحاولة بعد أن تحشدت القوات الموالية لمجالس إدارة الشركات الحالية.
أما في شرق ليبيا فالأمر لا يختلف فإتحاد المليشيات الذي يتحكم في الجهة الشرقية تحت اسم الكرامة يُعين من يشاء من مؤيديه وشركاءه ويستولي على المناصب وأموال المؤسسات طوعاً وكراهية ويجعل من مجلس النواب المُشرّع لأعماله الإجرامية ونهبه وسرقاته وقد وصل به الدرجة إلى أن يقوم بطبع العملة الليبية لصالحه.
ويبدو أننا في اتجاه استنساخ المنظومة اللبنانية بتنوع أكثر فنجد في لبنان أن الأحزاب المسلحة تستولي على المناصب السياسية والمالية والإدارية وتتقاسم تلك الأحزاب المسلحة السلطة ومنافع الدولة بينهما وماذا انتهى الأمر بهم؟ انتهى إلى أن الليرة فقدت 98% من قيمتها (100 ألف ليرة بدولار واحد) وانهارت سويسرا الشرق الأوسط.
هل سيصبح حالنا مثل حال لبنان؟ أقول نعم ربما أسوأ ما لم يمتطيء فرس الحكم فارس يُقلِم أظافر الجميع وينزع السلاح من أيدي العابثين ويجعل كُل امرئ يعرف قدر نفسه.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً