لا أشك أبدا في نظرية المؤامرة التي تحاك ضد أوطاننا والتي ينفذها الغرب منذ الحروب الصليبية وحتى اليوم وانتقالها من مرحلة إلى أخرى ومن طور لآخر.
المؤامرة في العصر الحديث كانت دقيقة واستخدم فيها الغرب أدوات محلية حتى تغيب عنه أصابع الاتهام وحتى يجني الثمار دون تكاليف وحتى يستطيع أن يتدخل وينظم للجلاد برامج جلده لمواطنيه وحتى يظهر لنا الغرب كحمامة السلام وأن يقنعنا بأن الوحش كامن في عقولنا.
في العصر الحديث عمل الاستعمار على بناء جيوش تتسمى بأسمائنا وتتلقى تعليماتها من واشنطن ولندن وباريس جيوش ليس من مهامها تحرير فلسطين أو الدفاع عن الأوطان بل هي لتأديب الشعوب وقهرها واحتقارها وصارت تلك الجيوش دول داخل الدول تتعامل مع الخارج كما تشاء وتتلقى المعونات ويسافر ضباطها كما يشاؤون دون إذن ولا حتى بلاغ وصارت تُدير التجارة والزراعة وزارعة الطماطم والبذنجان وتستورد الأدوية وتبني الجسور وتقوم بكل شيء إلا تطوير قدراتها العسكرية فليس لها معارك تستحق الاستعداد فقط صارت تحرص على مصالح قادتها أصحاب الكروش المنتفخة والمؤخرات البارزة وتحولوا إلى سد منيع من موانع الحرية والديمقراطية والتي يمكن أن تصنع نظاما يحاسبهم أو يحد من عمالتهم.
إن العامل الصلب الذي أفشل الثورات العربية هي تلك الجيوش المشؤومة وقادتها العملاء ففي مصر هم من قاد الثورة المضادة وأجهز على الثورة ليعود العسكر لحكم البلاد وتدميرها والعودة بها إلى عصور الظلام التي بدأت مع انقلاب يوليو 1952 فقد جاء رئيس المخابرات ليجعل مصر حاميا رسميا لإسرائيل حتى قالوا إنه صهيوني أكثر من الصهاينة وليضع مصر تحت الديون جسدا منهكا وليموت أطفالها جوعا ورجالها كمدا وهو لا يمتلك أي قدرات تؤهله لقيادة دولة بحجم مصر فهو أقل وصف له أنه عبيط.
وفي بلاد الزيتونة تونس الخضراء قبلة الثورة أدار الجيش انقلابا آخر من وراء الكواليس واستغل جنون الرئيس وقدراته المحدودة ليضرب به كل القوى فربما يعتقد البعض أنها المعادية للوطن أو الحرية والديمقراطية وحقيقة الأمر أن القوى التي يريد الجيش ضربها هي القوى المعادية لفرنسا فالجيش التونسي يدعي الطهارة وأنه جيش وطني ولكنه يقود انقلابا ليس الرئيس فيه إلا دمية سيتم التخلص منه في الوقت المناسب وخطة الجيش واضحة وهي ضرب كافة القوى الديمقراطية المطالبة بضرورة اعتذار فرنسا وتعويضها عن سنوات الاحتلال وعودة كافة الموارد النفطية للحكومة التونسية ويسعى الانقلاب إلى ضرب القضاء وترهيبه ليكون أداة العسكر كما هو في مصر ويحاول السيطرة على الإعلام لصناعة مأجورين كما في المشهد الإعلامي المصري أيضا.
وكذلك المشهد الدموي في سوريا وما يفعله الجيش السوري الذي لم يطلق رصاصة تجاه إسرائيل في خمسين عام بينما دمر مدن سوريا وهجر الملايين من أهلها.
وليس ما قام به جيش السودان وقادته من إجهاض للثورة ببعيد، ولا ما يفعله الجيش الجزائري أيضا بغريب.
أما جيوش الممالك فهي لتثبيت ملوك العرب الخونة وممن ساهموا في صناعة إسرائيل فليس هناك من يحمي إسرائيل بأموال الأردنيين إلا جيش الهاشميين وبنو هاشم منهم براء.
أما في ليبيا فلم تنتهي الثورة ولازالت تدفع الأثمان الغالية شهداء وأيتام وأرامل لأن الجيش قد انتهى وانحل وهو يحاول اليوم بقواه القديمة المجرمة المتمثلة في الجنرال المجرم الدموي حفتر أن يُنهي الثورة وأن يصنع نظام دكتاتوري جديد ولكن الفشل سيكون مصيره.
تبا لهذه الجيوش المجرمة وألف تب والتي كبلت أوطاننا بقيود الذل والهوان.
والخلاصة لا يشكك عاقل في أن جيوشنا التي صنعها الاستعمار هي الخطر في أوطاننا فهي ضد الحرية والديمقراطية، فلتذهب جيوش الاستعمار إلى الجحيم فلابد من بناء جيوش جديدة بعقيدة جديدة شعارها الحماية للوطن والولاء للدستور فتلك البداية الصحيحة لبناء الأوطان.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً