يجهل الكثير منا اهمية الفيتامينات على الرغم من كونها عناصر غذائية اساسية لأجسامنا، فتوجد طبيعيا في الاغذية وبعضها يتم تكوينها صناعيا، لتلبي احتياج الفرد لها وتقيه من بعض الأمراض، ومنها فيتامين د (Vitamin D) هو أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون ويسمى أيضا بفيتامين الشمس، لأن الجسم يقوم بتصنيعه عند التعرض للشمس، حيث تبين أن أشعة الشمس هي الوسيط الأهم في تصنيع فيتامين د بالجسم عبر ألجلد، لكن التعرض لأشعة الشمس بكثرة قد يكون ضارا.
قالت دراسة تم تقديمها في المؤتمر الرقمي الجديد e-ECE 2020، إن مستويات فيتامين D المنتشرة في الدم قد تكون مؤشرا أفضل للتنبؤ بالمخاطر الصحية المستقبلية لدى الرجال المسنين.
وتشير البيانات إلى الشكل الحر لفيتامين D الموجود في مجرى الدم كونه المؤشر الأكثر دقة للتنبؤ بمخاطر الصحة والمرض في المستقبل، مقارنة بالقياس الإجمالي الفيتامين، الذي يتم قياسه في كثير من الأحيان، نظرا لأن نقص فيتامين D مرتبط بالعديد من الحالات الصحية الخطيرة مع تقدمنا في العمر.
وتقترح الدراسة الحديثة إجراء مزيد من التحقيقات في مستويات فيتامين D وصلتها بالصحة السيئة، كونها تشكل مجالا واعدا لمزيد من البحث.
ويعد نقص فيتامين D شائعا في أوروبا، وخاصة عند كبار السن. وارتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وهشاشة العظام. ومع ذلك، هناك عدة أشكال، أو مستقلبات، لفيتامين D في الجسم، لكن الكمية الإجمالية لهذه المستقلبات هي التي تستخدم غالبا في تقييم حالة الفيتامين لدى الأشخاص.
ووجد الباحثون من مستشفيات جامعة لوفين في بلجيكا أن الشكل الحر لفيتامين الشمس الموجود في مجرى دم الشخص، يمكن أن يتنبأ بدقة بالمخاطر الصحية والمرضية المستقبلية بدلا من القياس الكلي للفيتامين في الجسم.
ويتم تحويل سلائف الفيتامين الموجودة في الدم، من مستوى “25 هيدروكسي فيتامين D” إلى “الكالسيتريول” (ويسمى أيضا 1.25-ديهيدروكسي كوليكالسيفيرول)، والذي يعد الشكل النشط لفيتامين D في أجسامنا.
وأكثر من 99% من جميع مستقلبات فيتامين D في دمنا مرتبطة بالبروتينات، لذا فإن جزءا صغيرا جدا فقط يكون حرا ليكون نشطا بيولوجيا. ولذلك قد تكون الأشكال الحرة النشطة مؤشرا أفضل للتنبؤ بالصحة الحالية والمستقبلية.
وقامت الدكتورة لين أنطونيو من مستشفيات جامعة لوفين في بلجيكا وفريق من الزملاء بالتحقيق فيما إذا كانت المستقلبات الحرة لفيتامين D تنبئ بصحة أفضل، وذلك باستخدام بيانات من الدراسة الأوروبية لشيخوخة الذكور، والتي تم جمعها من 1970 رجلا، تتراوح أعمارهم بين 40- 79 ، في الفترة ما بين عامي 2003 و2005.
وتمت مقارنة مستويات المستقلبات الإجمالية والحرة لفيتامين D مع وضعهم الصحي الحالي، وتعديل العوامل المربكة المحتملة، بما في ذلك العمر، ومؤشر كتلة الجسم، والتدخين، والصحة الذاتية المبلغ عنها.
وعلى الرغم من ارتباط المستويات الإجمالية لكل من مستقلبات فيتامين D الحرة والمقيدة بارتفاع مخاطر الوفاة، إلا أن مستويات “25 هيدروكسي فيتامين D” الحرة فقط، كانت تتنبأ بالمشاكل الصحية المستقبلية وليس الكولسيترول.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن الدكتورة أنطونيو قائلة: “تؤكد هذه البيانات أيضا أن نقص فيتامين D مرتبط بتأثير سلبي على الصحة العامة ويمكن أن ينبئ بخطر أكبر للوفاة”.
ونظرا لأن هذه الدراسة قائمة على الملاحظة، تظل العلاقات السببية والآليات الأساسية غير محددة. كما لا يمكن الحصول على معلومات محددة حول أسباب وفاة الرجال في الدراسة، والتي قد تكون عاملا مربكا.
وتركز معظم الدراسات على الارتباط بين إجمالي مستويات “25 هيدروكسي فيتامين D” والأمراض المرتبطة بالعمر والوفيات.
وتوضح الدكتورة أنطونيو: “تشير بياناتنا الآن إلى أن كلا من مستويات 25-هيدروكسي فيتامين D المقيدة والحرة هي المقياس الأفضل للمخاطر الصحية المستقبلية لدى الرجال”.
وتقوم هي وفريقها حاليا بوضع اللمسات الأخيرة على التحليل الإحصائي وكتابة مخطوطة حول هذه النتائج.
اترك تعليقاً