الشقيقة أو الصداع النصفي هي حالة مجهولة السبب تؤدي إلى حدوث نوبات متقطعة من الصداع الشديد التي تتداخل مع قيام المريض بنشاطاته اليومية. غالبية المرضى يحتاجون إلى الراحة في الفراش خلال النوبات وبينها. تحدث نوبات الشقيقة 3 مرات أو أكثر خلال الشهر الواحد، وقد تصل في بعض المرضى إلى الحدوث حتى 15 مرة في الشهر.
تزداد عدد هجمات الصداع النصفي في رمضان خاصة في الأيام القليلة الأولى، ويبدو أن هناك رابط بين الشقيقة والصيام والانقطاع عن تناول الطعام والشراب. نتعرف في هذا المقال على على العلاقة بين الصداع النصفي والصيام، وطريقة علاج الصداع النصفي في رمضان، وتلافي ازدياد عدد هجمات الصداع النصفي، أو ازدياد شدة الصداع.
العلاقة بين الصداع النصفي والصيام
يمكن أن تزداد هجمات الصداع النصفي خلال شهر رمضان خاصة في الأسبوع الأول من الصيام نتيجة للعديد من الأسباب ومنها:
- نقص الماء من الجسم. حيث يؤدي ذلك إلى إفراز مادة الهيستامين في الجسم، التي بدورها توسع الأوعية الدموية في الرأس مما يزيد من خطر الإصابة بهجمات الصداع
- انقطاع الكافيين عن الجسم بشكل مفاجئ، ويتسبب التقدم في الصيام في حدوث أعراض انسحاب الكافيين بما في ذلك هجمات الصداع، إلا أن تعود الجسم على الصيام يقلل بشكل تدريجي من هذه الأعراض
- نقص السكر في الدم
- ارتفاع مستوى الكاتيكولامين في الجسم، فخلال الصيام، يستعيض الجسم عن الكربوهيدرات كمصدر للطاقة في الخلايا ويتم حرق الدهون الموجودة في الجسم واستخدامها كمصدر للطاقة. هذه العملية تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكاتيكولامين. يؤدي ذلك إلى زيادة حدة وتكرار نوبات الصداع النصفي في رمضان
- سوء جودة النوم، والنوم بشكل متقطع ولعدد ساعات غير طافي
- تغير نظام الحياة اليومي والإجهاد
- توقف المريض عن التدخين بشكل مفاجئ
- تناول الكربوهيدرات بشكل مفرط خلال وجبة الإفطار أو السحور قد يسبب الصداع أيضاً، حيث أن الارتفاع السريع للأنسولين في الجسم قد يؤدي إلى نقص مفاجئ للسكر في الدم
علاج الشقيقة في رمضان
على الأطباء أن يقوموا بتوعية مرضاهم عن إحتمالية زيادة فرصة حدوث الشقيقة في رمضان، ويجب نصحهم بما يلي لعلاج الشقيقة أثناء الصيام:
النظام الغذائي لمرضى الشقيقة في رمضان
يمكن أن تساعد النصائح الغذائية التالية على التخفيف من أثر الصيام على تكرار هجمات الصداع النصفي:
- ينصح المرضى بشرب كميات كافية من الماء في المساء وتجنب الإكثار من شرب الكافيين لأنه يعمل كمدر للسوائل
- التخفيف من تناول الكافيين الموجود في الشاي أو القهوة بشكل تدريجي في الأسابيع السابقة لشهر رمضان، للتقليل من الصداع المتعلق بانقطاع الكافيين بشكل مفاجئ من الجسم
- تناول وجبة منخفضة الكربوهيدرات على السحور لمنع ارتفاع الأنسولين سريعاً خلال الصيام. ينصح بالتقليل من تناول الكعك، والبسكويت، والآيس كريم وأي شيء يؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة من السكر خلال فترة زمنية قصيرة
- إضافة نسبة من الألياف على وجبة السحور لإطالة تأثير وجود السكر في الدم، حيث أن الألياف يتم امتصاصها بشكل بطيء في الجسم. تشمل الأطعمة ذات الإمتصاص البطيء، أو ذات المحتوى القليل من السكر أيضا الفاصولياء، والعدس، وجميع الخضروات غير النشوية، وبعض الخضروات النشوية مثل البطاطا الحلوة، ومعظم الفاكهة، والحبوب الكاملة (مثل خبز القمح الكامل، والخبز المحتوي على نسبة عالية من الألياف، وحبوب الإفطار)
- إضافة الأطعمة المحتوية على البروتينات إلى وجبتك
أدوية الشقيقة التي يمكن استخدامها في رمضان
يمكن أن يصف الطبيب الأدوية التالية لعلاج هجمات الشقيقة، وللوقاية من الإصابة بها خلال الصيام:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في حالات المعاناة من الصداع النصفي، ويمكن تناولها مع وجبة السحور أو الإفطار لتجنب آثارها الجانبية على المعدة ومن هذه الأدوية إيبوبروفين، والأسبرين
- التريبتانات وتؤخذ وفقاً لتعليمات الطبيب لمدة تقل عن عشرة أيام
- قد يصف الطبيب أيضاً أدوية خفض ضغط الدم مثل حاصرات مستقبلات بيتا بجرعات صغيرة مع التريبتان للوقاية من تكرار هجمات الصداع النصفي
- عادةً ما يصف الطبيب أيضاً أدوية لعلاج الغثيان الناجم عن الصداع النصفي مثل ميتوكلوبراميد (بالإنجليزية: Metoclopramide)
نصائح عامة لمرضى الشقيقة في رمضان
تساعد النصائح التالية مرضى الصداع النصفي على التقليل من خطر الإصابة بهجمات الصداع النصفي في رمضان الفضيل:
- تجنب الإجهاد من خلال وسائل الراحة، والنوم لمدة كافية
- تجنب التعرض لمحفزات الشقيقة الأخرى مثل احتباس السوائل في الجسم، والإجهاد، والتدخين، والتعب، وقلة النوم خلال شهر رمضان
- تجنب الأماكن ذات الحرارة المرتفعة، أو الإنارة الساطعة، والوقوف تحت أشعة الشمس خلال الصيام
- تجدر الإشارة إلى أن بعض المرضى الذين لا يستطيعون الصيام بسبب نوبات الشقيقة قد يضطرون إلى الإفطار في رمضان
اترك تعليقاً