قتل حوالي 100 شخص بينهم عدد كبير من النساء والاطفال الاربعاء في مجزرة في قرية القبير في ريف حماة في وسط سوريا، كما اعلنت المعارضة السورية التي اتهمت قوات النظام بارتكابها.
وقال المسؤول الاعلامي في المجلس الوطني السوري محمد سرميني “هناك حوالي 100 قتيل في مزرعة القبير التابعة لبلدة معرزاف بعضهم قتلوا بالسكاكين، وبينهم عشرون طفلا بعضهم لم يتجاوز السنتين، وعشرون امرأة”، متهما قوات النظام السوري و”شبيحته” بارتكاب هذه المجزرة.
وذكر ان بين الضحايا ايضا 24 شخصا من عائلة واحدة.
وبدوره اكد المرصد السوري لحقوق الانسان وقوع المجزرة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن “ليست لدينا ارقام محددة بسبب وورد انباء تباعا عن ارتفاع عدد الضحايا (..) ولكن المؤكد ان العشرات سقطوا في هذه المجزرة وبينهم اطفال ونساء”.
وقال عبد الرحمن “اكدت مصادر متطابقة من المنطقة انه بعد قصف القوات السورية للقبير ومعرزاف قدمت مجموعات من الشبيحة وقامت بقتل العشرات من ابناء المنطقة بالسلاح الابيض والسلاح الناري”.
ومن ناحيته، نفى مصدر رسمي سوري الاتهامات بارتكاب وحصول مجزرة في مزرعة القبير في ريف حماة الاربعاء، مؤكدا ان هذه الانباء “عارية عن الصحة تماما”.
ونقل التلفزيون السوري في شريطه الاخباري عن المصدر قوله “ان ما تناقلته بعض وسائل الاعلام الشريكة في سفك الدم السوري حول ما جرى في مزرعة القبير في ريف حماة عار عن الصحة تماما”.
واضاف التلفزيون ان “مجموعة ارهابية مسلحة ارتكبت جريمة مروعة في مزرعة القبير في ريف حماة ذهب ضحيتها 9 مواطنين من النساء والاطفال”.
واوضح ان قوات الامن عثرت “على جثث امراتين وعدد من الاطفال مقيدي الارجل والايدي ومقتولين في قرية مزرعة القبير صباح الاربعاء في الساعة العاشرة حسب الطبيب الشرعي، اي اثناء وجود الارهابيين بالقرية”.
ولكن مسؤول المجلس الوطني السوري قال ان “ان المجزرة تشبه مجزرة الحولة” في حمص التي وقعت في 25 ايار/مايو وقتل فيها 108 اشخاص، بحسب مراقبي الامم المتحدة، بينهم 49 طفلا.
واتهمت المعارضة السورية “قوات النظام وشبيحته” بالمجزرة، بينما اكدت السلطات السورية انها من تنفيذ “مجموعات ارهابية مسلحة”.
من جهة أخرى، قال نشطاء معارضون للحكومة إن قتالا عنيفا تفجر على مشارف العاصمة السورية دمشق وضواحيها في وقت متأخر الاربعاء.
وقال سكان في وسط مدينة دمشق انهم سمعوا اصوات اطلاق نار كثيف بينما افاد نشطاء في الضواحي بانهم سمعوا انفجارات ونيران اسلحة الية.
وفي بعض المناطق افاد نشطاء محليون بمشاهدة طائرات هليكوبتر تحلق فوق المكان.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة اندلعت ايضا في جوبر وهي منطقة سكنية على مشارف دمشق.
ولم ترد تقارير من النشطاء عن اصابات ومن الصعب التحقق من مثل هذه التقارير لأن الحكومة السورية تفرض قيودا على حركة وسائل الاعلام الدولية في سوريا.
ورغم استمرار اعمال العنف في سوريا وسقوط المزيد من القتلى يوميا، اعلنت روسيا والصين، حليفتا النظام السوري، في بيان مشترك الاربعاء عن معارضتهما “لاي تدخل” او تغيير للنظام.
وجاء في البيان الذي اعقب محادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقادة الصينيين ان “روسيا والصين تعارضان بشكل قاطع المساعي لحل الازمة في سوريا عن طريق التدخل العسكري الخارجي، كما تعارضان فرض سياسة تغيير النظام (في سوريا) بما في ذلك داخل مجلس الامن الدولي”.
هذا في حين ايدت الولايات المتحدة الاربعاء اقتراحا قدمته الجامعة العربية الى الامم المتحدة يقضي بتشديد العقوبات على النظام السوري تحت الفصل السابع.
واجتمع ممثلو 16 دولة بينها الولايات المتحدة وعدة دول اوروبية وعربية مساء الاربعاء في اسطنبول لمناقشة سبل وقف اعمال العنف في سوريا وارغام الرئيس بشار الاسد على التنحي.
وافتتح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاجتماع الذي لم يعلن عن عقده مسبقا، في وقت متاخر مساء الاربعاء في قصر دولمة بهجة بحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون.
وقالت كلينتون في بيان قبل الاجتماع “علينا ان نواصل اغلاق القنوات الاقتصادية الحيوية للنظام (السوري) وتوسيع دائرة الدول التي تطبق العقوبات بصورة حازمة ومنع الحكومة السورية من الالتفاف عليها”.
وقالت “على النظام ان يضع حدا للفظائع، وان يفي بكل التزاماته في اطار خطة انان وان يتيح البدء بالانتقال نحو سوريا ديموقراطية”.
ومن جهة اخرى، دعت كلينتون الى نقل كامل للسلطة في سوريا الى حكومة انتقالية، حسب ما اعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية.
وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته للصحافيين في اسطنبول في ختام اجتماع دولي حول سوريا “لا يمكننا ان نخذل ثقة الشعب السوري الذي يريد تغييرا حقيقيا”.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية بريطانيا وليام هيغ وفرنسا لوران فابيوس والمانيا غيدو فسترفيله والاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، ووزراء من ايطاليا واسبانيا والاردن ومصر والكويت والامارات العربية المتحدة وتونس والمغرب وقطر والسعودية، كما ذكرت مصادر دبلوماسية متطابقة.
وتزامن الاجتماع مع دعوة الصين وروسيا الاربعاء الى عقد مؤتمر دولي جديد حول الوضع في سوريا حيث يواجه نظام الرئيس بشار الاسد حركة احتجاج يقابلها بقمع دموي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء في بكين ان هذا المؤتمر سيجمع “الاطراف التي تمارس نفوذا فعليا على مختلف مجموعات المعارضة” السورية، امثال تركيا وايران والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي واعضاء مجلس الامن الدولي.
واعلن وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ان ايران لن تشارك في اي مؤتمر حول سوريا “باي شكل”.
وقبل وصولها الى اسطنبول، اعلنت كلينتون في ختام زيارتها الى اذربيجان “من الصعب ان نتصور دعوة بلد ينسق عمليات نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد ضد شعبه”، الى المشاركة في هذا المؤتمر.
من جهة اخرى، افاد دبلوماسيون ان المبعوث الدولي الى سوريا كوفي انان سيقترح الخميس تشكيل مجموعة اتصال جديدة تضم الغربيين وروسيا والصين لاقناع دمشق ببدء حوار سياسي مع المعارضة.
ودعت روسيا والصين الى دعم خطة السلام التي اقترحها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
وعدا عن قتلى مجزرة ريف حماة، قتل في سوريا الاربعاء 46 شخصا بينهم 12 جنديا على الاقل في اعمال عنف واشتباكات في مناطق مختلفة، كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مشيرا الى تجدد القصف على مناطق في ريف اللاذقية شهدت الثلاثاء اشتباكات دامية. كما تحدث المرصد عن تعرض مدينة حلب وريفها ومناطق في ريف دمشق للقصف.
وتفيد المعارضة السورية ان عدد قتلى القمع الدامي للاحتجاجات بلغ حتى الان 13400 قتيل.
اترك تعليقاً