حثت مجموعة العمل الأمنية المنبثقة عن مسار برلين، الأطراف الليبيين على خلق بيئة مواتية لتسوية سياسية شاملة.
جاء ذلك في بيان أصدرته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مساء الثلاثاء، عقب اجتماعات موسعة عُقِدت في مدينة بنغازي.
وذكر البيان أنه في الوقت الذي تكثف فيه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جهودها لإشراك القادة السياسيين في إيجاد مسار توافقي للانتخابات، ستلعب الجهات الفاعلة العسكرية والأمنية في ليبيا دورًا مهمًا كأطراف رئيسية لتعزيز السلام والاستقرار المستدامين، كما أشار المبعوث الأممي عبد الله باتيلي في بنغازي خلال اجتماع مجموعة العمل الأمنية التابع للجنة المتابعة الدولية المنبثقة عن عملية برلين.
وأكد باتيلي الذي شارك في رئاسة الاجتماع مع السفير الإيطالي في ليبيا جيانلوكا ألبريني، في كلمته الافتتاحية، مسؤولية الجهات العسكرية والأمنية عن ضمان بيئة آمنة للانتخابات، ومعالجة مختلف القضايا بما في ذلك تلك المتعلقة بالتشكيلات المسلحة، وتعزيز المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، وحماية حقوق الإنسان والقانون الإنساني.
وأضاف المبعوث الأممي: “إن جهود اللجنة المشكلة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة 6+6 تعتبر خطوة مهمة. ومع ذلك، فإن القوانين الانتخابية في وضعها الحالي لن تسهل إجراء انتخابات ناجحة. هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتنقيح مشاريع القوانين من خلال سد الثغرات القانونية والفنية التي حددتها المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.. نحث جميع الأطراف الرئيسيين والمؤسسات الليبية على التوصل إلى تسوية شاملة بشأن القضايا الرئيسية المتنازع عليها سياسياً”.
وشارك في الاجتماع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5. وحضر عن المجتمع الدولي سفراء وممثلو الرؤساء المشاركين الآخرين لمجموعة العمل الأمنية وهم (فرنسا، المملكة المتحدة، تركيا، والاتحاد الأفريقي)، كما حضر الاجتماع سفراء وممثلو (مصر وألمانيا وتونس والاتحاد الأوروبي)، وانضم إلى الاجتماع عبر الاتصال المرئي المبعوث الخاص للولايات المتحدة وسفراء وممثلو (روسيا الاتحادية والإمارات العربية المتحدة وهولندا وسويسرا والجزائر وجامعة الدول العربية).
وأثنى المبعوث الأممي على اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 لعملها المستمر لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 2020 واسهامها في توحيد المؤسسات العسكرية.
كما أشار إلى أن الحرب في السودان عقّد جهود تنسيق انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، ومع ذلك، تم إطلاق آلية لتسهيل تبادل البيانات بين ليبيا والسودان وتشاد والنيجر. وقد تم حث لجان الاتصال المشكلة من هذه الدول للعمل على حل المشكلة على إحياء الاجتماعات الدورية.
وتابع باتيلي: “فيما أنجزت اللجنة العسكرية المشتركة الكثير، فإننا نقر بأن التقدم المستمر نحو التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار يتطلب تضافر الجهود الوطنية والدولية”. يجب ألا تمنعكم هذه المعوقات السياسية من الاستمرار بنفس الحماس. إن بناء الثقة بين القادة العسكريين والأمنيين أمر أساسي للنهوض بالعملية السياسية وخلق بيئة يمكن فيها إجراء انتخابات شفافة وشاملة مع احترام جميع الأطراف للنتائج. وهنا أود أن أدعو جميع القادة لتلبية تطلعات الشعب الليبي، لإن استمرار الأزمة الحالية أمر خطير”.
وفي خطابه بصفته الرئيس المشارك لمجموعة العمل الأمنية هذا الشهر، قال السفير الإيطالي ألبريني إن عقد هذا الاجتماع في ليبيا يعد إنجازًا مهمًا، وأضاف: “يعد هذا الاجتماع الأول في بنغازي بمثابة حدث هام، وأنا فخور بأن إيطاليا كانت قادرة على المساهمة فيه”.
وشارك السفير الإيطالي الممثل الخاص للأمين العام في الإشادة بتفاني اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وقيادتها للمهمة والتزامها تجاه وحدة الأراضي الليبية والمصالحة الوطنية. كما شجع على تقديم حلول بشأن انسحاب المقاتلين والمرتزقة الأجانب وتأمين العملية الانتخابية.
وانبثقت مجموعة العمل الأمنية من عملية برلين من أجل ليبيا، وهي عملية متعددة المسارات تيسرها الأمم المتحدة، واستضافتها الحكومة الألمانية وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في عام 2020 ، لتكوين توافق في الآراء بين الدول الأعضاء المعنية بشأن الأزمة الليبية وتوفير مظلة دولية لحماية المناقشات الليبية الداخلية حول مستقبل البلاد.
يُشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يجتمع فيها فريق العمل الأمني في ليبيا، والأول كان في طرابلس في 24 مايو، وأعرب المشاركون عن أملهم في أن يُعقد الاجتماع القادم في مدينة أو منطقة أخرى من ليبيا.
اترك تعليقاً