دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للعمل على زيادة القدرة التنافسية وتبسيط أنظمة الاتحاد الأوروبي وتعميق السوق الموحدة لمواجهة هذه التحديات أمام الولايات المتحدة والصين، وإلا فإن الاقتصاد الأوروبي سيواجه خطر “الموت”.
وجاءت كلمات الرئيس الفرنسي في فعالية حوار جرت مؤخرا في برلين، ووفقا لمكرون فإن الكتلة المكونة من 27 دولة تتخلف عن الولايات المتحدة، إذ تفوقت كل من الدولتين على الاتحاد الأوروبي في الناتج الاقتصادي والاستثمار.
وأضاف الرئيس الفرنسي: “لقد انتهى نموذجنا السابق، فنحن نبالغ في التنظيم ونستثمر بشكل أقل من اللازم. وفي غضون العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة، إذا اتبعنا أجندتنا الكلاسيكية، فسوف نخرج من السوق”.
كما حذر الرئيس الفرنسي من أن فشل الاتحاد الأوروبي في إصلاح اللوائح التنظيمية بشكل عاجل سيدفع الكتلة إلى تنفيذ خطة إنقاذ في غضون خمسة إلى عشرة أعوام.
ودعا دول الاتحاد الأوروبي للضغط من أجل وضع قواعد تجارية عالمية عادلة، كما حث بروكسل على استكمال حزمة القواعد المالية والمصرفية.
وفي وقت سابق، قال رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراغي إن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى 800 مليار يورو (890 مليار دولار) من الاستثمارات السنوية، وهو ما يعادل حوالي 4.5% من حجم الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد من أجل مواكبة الولايات المتحدة والصين.
بدوره، حذر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، اليوم الجمعة، من أن الاتحاد الأوروبي يتجه نحو “حرب اقتصادية باردة” مع الصين، في وقت يستعد فيه زعماء التكتل لتصويت مهم على فرض رسوم جمركية على واردات السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين.
وتصوت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، على ما إذا كانت ستفرض رسوما جمركية على مدى السنوات الخمس المقبلة تصل إلى 45% على واردات السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين، في قضية التجارة الأكثر شهرة في التكتل والتي قد تدفع بكين إلى اتخاذ إجراءات للرد عليها.
وأصبحت المجر شريكا تجاريا واستثماريا مهما للصين خلال ولاية أوربان، على النقيض من بعض الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي التي تفكر في أن تصبح أقل اعتمادا على ثاني أكبر اقتصادات العالم.
وقال أوربان للإذاعة الرسمية للمجر في مقابلة إن “ما يجعلوننا نفعله الآن، أو ما يريد الاتحاد الأوروبي فعله، هو حرب اقتصادية باردة”، في إشارة إلى الرسوم الجمركية المقترحة على الصين.
وأوربان -الذي قاد حملة وسط أوروبا لجلب مصانع تصنيع السيارات الكهربائية والبطاريات الصينية إلى المجر- لا تريد بلاده أن يتم الدفع بها في أي من الجانبين، وتريد الاستمرار في التجارة مع الجانبين.
وذكر أن المنتجات المصنوعة في الاتحاد الأوروبي سيكون من الصعب بيعها بشكل متزايد إذا انقسم الاقتصاد العالمي إلى كتلتين، مضيفا أنه من غير الواضح ما إذا كانت إستراتيجية “الحياد الاقتصادي” للمجر ستصمد أمام التحديات المقبلة.
وقال أوربان الشهر الماضي إن الشركات الصينية تعهدت باستثمارات بقيمة 9 مليارات يورو في المجر حتى الآن، مما يضعها على قدم المساواة مع شركات من الولايات المتحدة، التي انتقدت إستراتيجية أوربان في إقامة علاقات أوثق مع الصين.
اترك تعليقاً