يوم السبت الموافق 5/1/2013م فاجئنا سيادة رئيس المؤتمر الوطنى (المقريف) على قناة ليبيا الوطنيه وهو يتوسط بضع من الإعلاميين المبتدئين حديثى العهد بهذا المجال فى حوار أشبه بإعلام زمان المُمنهج والمُوجه والمٌحدد والمُجهّز له مُسبقاً ، حيث يتم إعداد الأسئلة ومُراجعتها وتسليمها لمكتب المسؤول لكى يختار ما يشاء ويرفض بعض الأسئلة ويضخ ما يحب أن يطلع عليه العامة من إجابة وربما نسئ سيادة المقريّف أن مثل هذا الحوار لو كان شفافاً وعفوياً ومباشراً بمعنى الكلمة فى مضمونه ومُحتواه لكان يحتاج إلى فحول فى الإعلام أو أعمدة فى الإعلام الإذاعى لقدرتهم على مفاجأة المشاهد والمواطن والمسؤول نفسه وللأسف حاول كل واحد من الشباب المبتدئين الذين ينتمون إلى قنوات إعلامية خاصة ما عدا (قناة العاصمة) !!! أن يُظهر مهارته فى التضييق على رئيس المؤتمر من خلال مباغتته بسؤال هنا أو هناك محاولاً وضعه فى ركن ضيق لكى يأخذ منه الإجابة الشافية التى يتطلع لمعرفتها الرأى العام غير أن ذلك لم ينطلى على المشاهدين المخضرمين الذين (يعرفون البئر وغطاه) كما يقول المثل الشعبى.
ولا شك أن من الشباب الإعلاميين الصغار وأرجوا أن لا يأخذوا على خاطرهم بأن أصفهم بذلك ، فمنهم من حاول أن يضع المقريف فى مأزق إعلامى للرد على سؤال بعينه غير أن هذه الأمور تحتاج إلى خبراء فى مجال الحوار السياسى وخبرة طويله فى محاورة كبار الشخصيات والمسؤولين الكبار لكى تُطرح عليهم أسئلة تتعلق بمصير شعب أو أمة وأخذ رأيهم حول ما يدور فى الشارع وخصوصاً مثل وضعنا الليبى والعربى وللأسف خرج السيد المقريف منتصراً شاهراً سيفه حيث قام برمى الكرة فى ملاعب الآخرين سواءً من الناحية الأمنية أوالإقتصادية أو إهدار المال العام، أقولها بكل شفافية لو أن الحوار أداره خبراء فى الإعلام الخاص غير الموجه وليس شباب لا زالوا فى بداية طريق النجومية الإعلامية لكانت النتائج أفضل بكثير ولكن شخصية المقريف وما يمتلكه من كاريزما قيادية لها تاريخها ، لم تُمكن أولئك الشباب من تقديم شيئاً للمواطن الليبى من خلال ذلك الحوار سوى مقاطعة بعضهم البعض أو مقاطعة من يُحاوروه دون أن يخرجوا بأى فائدة إعلامية كان يتطلع إليها الرأى العام وخصوصاً تلك المختنقات والمشاكل الأمنية والسياسية والإقتصادية والمالية التى تعترض الشأن الليبى فى هذه الظروف الراهنة العصيبة التى أصبحت حديث المواطنين اليومى حتى منهم من يقول لو كنا نعلم أن الثورة قد توصلنا إلى هذا الوضع المتردى ما شاركنا فيها ، فهذا كلام خطير قد يُفسره السياسيون إلى أنه درجة من درجات الإحباط العام على المستوى الشعبى وله ردات فعل غير محسوبة العواقب.
أقولها بصوت عال …. نحن فى فترة عصيبة لا يعلم بها إلا الواحد الأحد تتحكم فينا أمواج التغيير من كل حدب وصوب وقد تحولنا بفضل ساستنا الجدد التكنوقراط فحول (الدفنقى والفجغره) ومن على شاكلتهم من أنصاف المتعلمين الذى وصلوا إلى المؤتمر الوطنى بواسطة صناديق (شيلنى وأنشيلك) إلى لقمة سائغة سهلة المضغ يتقاطر منها العسل وجاهزة للبلع ، بلد نفطى يحتوى فى باطنه أجود المعادن وصحراء لا حدود لها وشمس يمكنها توفير الطاقة النظيفة لقارات ومياه جوفية كأنها أنهار فى باطنها وشاطئ لا مثيل له ،، دولة بكّر كان بالإمكان أن يقودها ثوارها الحقيقيون وأن يعقدوا عليها عقد شرعى (أمام الله وأهل الفريق) كما يقال فى المثل الشعبى ، فهم تُريسها حقاً منذ اللحظات الأولى للثورة وأن يكون مهرُها عودة الدستور 1951م وبرلمانها نواباً وشيوخاً وحكومة (دون حرف الدال المسخ ) يُباركها ملك صالح كمن عايشناه فى شبابنا ، كنت أتمنى أن يكون مهر ليبيا الذى يُقدمه ثوارها بعد تخليصها من الخطف والأسر الذى دام أربعة عقود أو يزيد هو عودة نظامها الملكى نظام العدل والمساواة وليس نظام الأحزاب المجهولة الهوية وصاحبة الأجندات الخفية التى رفضها يوماً ما الملك إدريس السنوسى لرؤيته الثاقبة ، وأن يُتوج ثوار فبراير وأحفاد مسؤلى ذلك النظام العادل بتسليمهم قيادة ليبيا فهؤلاء ثوار أشاوس ضحوا من أجل تخليص الوطن وأولئك أحفاد مناضلين مجاهدين ربوا على القيم والأخلاق والمبادئ وليس فى مخابرات الدول الغربية أو فى أحضان دول عربية قزمية تطمع فى أرضنا المعطاءة وخيراتنا وتود الوصول إلى ذلك على ظهور تُبّع من العملاء الحزبيين الذين موّلتهم ودعمّتهم وقامت بضخهم فى مجتمع ليبى طيب يُحسن الظن بكل من يقدم له المساعدة !!
أيها السادة نحتاج اليوم فى ليبيا إلى أعلى مراتب الشفافية والصراحة والمواجهة حيث لم تكن الشفافية فى أى دولة ناجحة عملية نسبية فإما شفافية كاملة أو لا !! ونحن نُشدد على أن يكون فيها حديث المسؤول المُستجد قوياً يستمد قوته من قوة من جاءوا به ، وهذا ما كانت إنعكاساته على ذلك الحوار وإنعدام الشفافية فيه فلو أن المسؤول أتى من رحم الثورة الحقيقية وكان من المُخطيين لها لكانت الأمور مختلفة ولكن الحمد لله أن تظاهرة أو إنتفاضة أو ثورة فبراير كما يُحب البعض أن يُطلق عليها لم تكن بفضل أحد بل من فضل الله تعالى وفضل ثوارها وليس الذين جاءت بهم الأقدار كولسة فى المؤتمر وإنتخاباً شكلياً مرجعيته تبادل المصالح السياسية فى مؤتمر كل من هب ودب من الإنتهازيين والمصلحيين الذين عندما تراهم تظن أنهم على قلب رجل واحد من أجل مصلحة الوطن ولكن قلوبهم شتى مُعلقة بمصالح دول أخرى خارج الحدود ويتحركون مثل الدُمى بواسطة الريموت كونترول من خلال مخابئ ودكاكين مشائخ الكيانات ، ولا شك أن المسؤول اليوم وخصوصاً من جاء من الخارج إستقواءً بالغرب أو بالدول القزمية العربية بعد أن ودّعه أسياده من بلاد عاش فيها أكثر مما عاش فى وطنه أى كانت صلاحياته ، أما غيره الذى يفتقد الدعم لا زال يتحسس الطرق المُتعرجة والمُلتوية وغير المُمهدة المليئة بالألغام راكباً وسيلة نقل أكل عليها الدهر وشرب جاءت بها سفن متهالكة ورمتها على رصيف موانئ الوطن التى هى فى أمس الحاجة لإعادة التأهيل والصيانة.
لقد حاول سيادة الرئيس المقريف عدم الإجابة بصراحة مُطلقة على الأسئلة الهامة والخطيرة وقد تخطّاها إما برمى الكرة فى هذا الملعب أو ذاك أو تحميل المسؤولية لغيره أو إنتهج الصمت مستخدماً عبارة (المعنى فى بطن الشاعر) .. وهنا لزاماً علىّ أن أقول لسيادة رئيس المؤتمر المُحترم … أولاً … إن عدم إجابتك بالتفصيل عن عشرات المليارات من أموال شعبنا التى أهدرت ونُهبت فى زمن حكومة الكآبة ووزرائها الذين فشلوا فشلاُ ذريعاً مع أنكم وقفتم معهم فى البداية ووصفتموهم بحكومة التكنوقراط التى لا مثيل لها وهناك من أشاد بهم فى الإعلام بأنهم قادرون على إدارة دولة غربيه مثل أمريكا وللأسف كل ذلك الكلام طلع (فاشوش) كما يقول الشعب المصرى !! فنحن نطالبك يا سيادة رئيس المؤتمر بترجيع أموال الشعب الليبى التى سُرقت أو أهدرت من قبل تلك الحكومة الفاشلة لأنك مسؤولاً اليوم أمام الله على الرعية وعلى حقوقها ، أما الثانية .. فقد إتهمت من ينادون بالفيدراليه بالإنفلات الأمنى فى بنغازى وهذا أمر عار عن الصحة ولا يجد من يصدقه وهو مُجرد مناورات سياسية ومثل هذا الكلام لا يقال من مسؤول كبير مثلك وهو ما يصنّف عند السياسيين بالإصطياد فى المياه العكرة .. أما الثالثة .. وهو ما يخص الإعلام الحر فقد جانبك الصواب فى عدم توجيه دعوة لقناة العاصمة وكنت أتمنى أن يكون الإعلامى الشعبى السيد / رجب بن غزى من يشارك فى محاورتك على الهواء مباشرة ، فتلك القناة المحبوبة فى الوسط الشعبى التى يقودها شباب ثوار شاركوا فى الثورة ومنهم من قاتلوا على الجبهات وليس كمن يلبسون البدل والكرافتات بعد أن يمرون على صالات الميكياج والإكسشوار لكى يظهرون بغير مظاهرهم الحقيقية فالرجال محاضر وليس مناظر أقولها لكل إعلامى وطنى غيور على وطنه يرغب فى الإقتراب من الشعب الليبى فنحن أسرة ونعرف بعضنا البعض ولا تنطلى علينا الألاعيب والترهات ولسنا ممن يأخذهم السيل وهم نائمون فى العسل.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً