عاش الكاتب ليلة البارحة مفارقة إعلامية فاضحة وواضحة بين قناتين ليبيتين! فكانت أحدى القنوات توجه رشاش الكراهية بما تنشره من صور ممنتجة، بشكل حرفي، يبعث بالكراهية ويحفز على الانتقام والزحف للقتل والتدمير!!! تتقاطع تلك الصور في الإخراج مع كثير مما أنتجته داعش من مقاطع هوليودية للتهديد والترهيب بالقتل والتعذيب!!!
لا يختلف رشاش الكراهية الإعلامي المعنون (أحكمكم أو أقتلتكم) عن مسلسل الرعب الذي حاولت بثه قناة معمر القذافي في 19 مارس 2011 وهو يرسل بارتال الرعب ومدافع الدمار ويهدد بنغازي وأهلها بالمسح من على خارطة ليبيا! اليوم وبشكل أو أخر يصور لنا رشاش الكراهية الأعلامي القادم من الشرق، ويتجاوز حدودنا الليبية، بأن المنطقة الوسطى والغربية متمردة لأنها لم تذعن لمشروع الكرامة والقبول بالانصياع للمشروع العسكري للسيد حفتر!!! لا يعني ذلك قبول أي انتهاكات من قبل بعض المجموعات المسلحة بمختلف مناطق ليبيا!
مقابل رشاش الكراهية الأعلامي كانت أحدى القنوات تفتح خرطوم الحوار العقلاني وتحفز الشباب على الانصياع للمناظرة كمنهج في الحياة لمواجهة جميع القضايا التي قد نختلف عليها. فتُنزل علينا القناة اشابيب الرحمة وهي تبعث الأمل في الشباب الليبي وهو يتصدر مسابقات دولية في التناظر ومنها جائزة رواد المناظرة لهذه السنة! بالتأكيد يمكن لخراطيم القنوات الإعلامية أن تفتح صنابير قنواتها بمياه الحوار لتغسل أدران الخلاف بيننا جميعاً كليبيين وليبيات بعيداً عن رشاش الكراهية والحقد والحسد والتوحش.
نعم انتفاضة 17 فبراير إتاحة لنا جميعا فرصة أن نتعرف عن بعضنا بشكل أفضل ونكتشف حقيقة اختلافنا كبشر ونتحاور من أجل مستقبل يحترم الجميع امتثالاً لقوله تعالى: “ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين” فهل من مستجيب يا أصحاب القنوات؟ لماذا يستمر بث قذائف القلق عبر قنوات الإرهاب الأعلامي الداعية للعودة إلى قيود الرعب بالتفنن في ضخ الكره والتوحش تذكرنا بالمجرم الاسترالي الذي أجهز على المصلين بمسجدين بنيوزيلندا؟ لماذا لا تغسل تلك القنوات عقولنا بقبول اختلفنا وجلوسنا بشكل حضاري على موائد الحوار، والمناظرة والمناقشة لنبني وطن ونحمي كرامة الإنسان الليبي من الانتهاك بالتيتم أو الترمل أو القتل! يا رب على الظالم
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
أيها الكاتب ، أنت يجب أن تكون أول من يعمل بهذه النصيحة. جل كتاباتك السابقة والموثقة بهذا الموقع أو غيره يشتم منها رائحة العنصرية والكراهية والتشمت في العرب. ألان وقد وصل الجيش العربي الليبي الوطني إلى الجبل الغربي وعلى تخوم عاصمتنا الحبيبة ، ليس لنا أن نقول إلا ؛ ( لا صلح لا تفاوض لا حوار ) مع العصابات الاجرامية وميليشيات الاعتمادات وبراثن الاخوان والمقاتلة وأخواتها … نعم النصر قادم وان غداً لناظره لقريب !
قال الله تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ) .