عندما يقرأ القارئ الكريم كلمة إغتصاب يتبادر إلى ذهنه ما تعرضت له البعض من حرائر ليبيا فى بعض المناطق من الوطن وهى الجريمة البشعة التى ينكُرها البعض ويؤكدها البعض الآخر إستحياءً من تلك الحرائر الماجدات ، وعلى أية حال فإن جريمة الإغتصاب تُصنّف من ضمن الجرائم البشعة التى يرتكبها الفاسدون والطغاة على مر العصور فقد كان سبى النساء والإعتداء عليهن جريمة لا يقدم عليها إلا الأجلاف الجهلة وضعاف النفوس والجُبناء كما حدث فى وطننا حيث أقدم ذلك الطاغية وأتباعه من المُريدين الفاسدين والمرتزقة المأجورين وهى دلالة على الخسة والنذالة ولم تكن هذه الجريمة يوماً وفى أى عهد كان ، بطولة أو شجاعة أو إقدام ولكنها دلالة على ضعف الشخصية والحقد الدفين والعنصرية والكراهية لأمة أو شعب أو شريحة أو فئة وهى الجريمة التى لا تُلحق العار إلا بفاعلها ومرتكبها النذل بينما لا تعتبر فى القانون الإنسانى إساءة للشرف والعفة بل تعود على من إرتكبوها . ولاشك أن المنظمات الإنسانية العالمية والمحلية قد تابعت تلك الجريمة وسجلتها فى وثائق حيث ستُلحق الخزى والعار تاريخياً على ذلك المجرم وأتباعه وأقاربه من الأجلاف الذين لم يراعوا حرمة الدين الإسلامى و القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية فعليهم الخزى والعار واللعنات أينما حلوا وأينما تواجدوا إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها .
أيها السادة الكرام … حدثنا اجدادنا أن قبائلنا وعشائرنا فى ليبيا وخصوصاً فى منطقتنا الشرقية لديهم قيم وأخلاق ولا زالوا عليها قلما توجد فى أى مكان من المنطقة العربية ، فعندما كانت القبائل تُواجه بعضها البعض إما نزاع على أرض أو زرع أو فتنة تُبذر فى إطار فرّق تسد ، فعندما يشتد القتال بينهم بالسلاح أو العصى أو الحجر وهو غالباً ما يستخدم فى (العركة) التى تنشب بينهم فكلما يقع رجل على الأرض لا يُعتدى عليه أو يُضرب وهو على الأرض وهى قيم وأخلاق لو كانت عند ذلك (الخسيس الرعديد) الذى أجهز على الشهيد الغريانى وهو واقعاً على الأرض ودماؤه تنزف ويذكر الله تعالى ويقول الله أكبر لما أقدم على تلك الجريمة النكراء وهو ما يؤكد أنه يفتقد القيم والإخلاق الإنسانية ، وكانوا كذلك لا يعتدون على النساء حينما تدخل ساحة الخصام أو (العركه) كما تُسمى فالمرأة لها حُرمتها لا تُضرب ولا يُعتدى عليها وكانوا يتركون ساحة القتال حين دخول المرأة وليس كمن إستباحوا أعراض النساء بتحريض من سيدهم الفرعون فقد أصدر التعليمات لمُريديه من أمثال البغدادى المحمودى المطرود من رحمة الله تعالى والطيب الصافى الملعون إلى يوم الدين وغيرهم من الفاسدين حيث نقلوا تلك التعليمات لأولئك الجهلة الأجلاف الذين لا يعرفون القيم والشرف والمبادئ الإنسانية ولو بحثنا فى أصولهم سنجدهم دخلاء على الشعب الليبى المسلم وهذا الأمر متروك للمؤرخين الشرفاء الذين سيكتبون الكثير عن أحداث ثورتنا وما تابعها من جرائم الطاغية وأتباعه .
أقول …. لا أريد أن أبتعد عن الموضوع الذى أردت الكتابة فيه ولكن القلم أحياناً هو من يتحكم فى الكاتب وقد يجد نفسه إنتقل إلى موضوع آخر يسيطر عليه ويود من الجميع ويتمنى عدم نسيانه ولكى يكون المواطن الليبى الحر فى يقظة تامة لأن النفس البشرية أمارة بالسوء وأن الشر يُلازم ضعاف النفوس أينما وجدوا وإينما كانوا وحيثما تسلطوا على البشر فى الحرب وفى السلم ولا زال أتباع الطاغية وبقايا نظامه الفاسد يتجولون فى دول الجوار وفى الداخل حيث إندسوا بين صفوف الثوار ويتآمرون على الوطن والحلم لا زال يراودهم بالعوده وحكم هذا الشعب مرة أخرى حيث أتاح لهم الإنتهازيون من بعض الساسة الجدد المشبوهين الذين قفزوا على الكراسى والمناصب وإغتصبوها عنوة وبذلك أمّنوا لهم قنوات للدخول معها ولا يُحيل بينهم وبين ذلك سوى الوقت .
فى زمن ما قبل إنتفاضة شعبنا العظيم ، كنا نكتب ضد الفساد المستشرى فى جسم تلك الدولة أو العصابة كما يرغب البعض فى تسميتها ، وحقيقة كنا نتحاشى أن نكتب مباشرة عن رأس الهرم وأعتقد أن السبب معروف لدى الجميع فلم تكن هناك حرية رأى بالمعنى الصحيح ولكن إستطعنا أن نستغل هامش بسيط من حرية الكتابة فى السنوات الأخيرة من عمر ذلك النظام ولكن كنا دائماً نتطلع إلى ما ينشر من كتابات من قبل المعارضة اللييية المتواضعة فى الخارج فقد تكون أكثر منا حرية فى الداخل لبُعدها عن أيدى أجهزة النظام الأمنية وإستدعاءاتها وتحقيقاتها المطولة وتهمها الجاهزة التى لا تحتاج إلى تجهيز وتفكير فكم من كاتب فقد حياته وكم من مناضل ُزجّ به فى غياهب السجون وكم من صحفى وجد نفسه بين أيديهم بمجرد نشره مقالة تتسم بالتحريض أو التوعية السياسية لمستقبل المواطن الذى يشاهد ثرواته تُبدد هنا وهناك لا حسيب ولا رقيب وهو يعيش فى دوامة من المتناقضات وليس له أى دور فى إدارة وطنه . وللأسف عندما كان يتظلم المواطن لدى قاضى أو محامى أو شيخ من المشائخ والحكماء لا يحد من يرد عنه الظلم وينصفه وللأسف أشاهد أنا شخصياً اليوم البعض من أولئك القضاة والمحامين وهم فى الصفوف الأمامية وقد تحولوا إلى هيئات إستشارية وبالمجلس الوطنى والمجالس الملحية يتبجحون بالوطنيه والإنتماء الوطنى وهم أبعد من ذلك كبعد السماء عن الأرض واقسم لولا الحياء والإستحياء من قيم زرعوها فينا أبناؤنا لذكرتهم بالإسم ولكنهم لا يستحقون ذلك ولايحتاجون من يذكرهم فقد بدأوا يظهرون للعيان يوماً بعد يوم حتى ستُنكشف عوراتهم على الناس قريباً . وأشدد وأقول وأتساءل أين أقطاب المعارضة الأفاضل الذى نحترمهم ونقدرهم ونعرف مواقفهم جيداً ؟؟ أين حسن الأمين وإبراهيم صهد والمقريف والشامس وأجعوده والعشه وغيرهم وأرجوا أن لا أنسى أحداً من المعارضين الشرفاء الذين لم يهادنوا ولم يفاوضوا على التراب الليبى ، فليبيا اليوم لا يكفيها منكم مقابلة فى الفضائيات أو تصريح أو شرح لموقف سياسى معين أو إلقاء ندوة هنا أو محاضرة هناك ، فالأجدر بكم أن تكونوا فى الصفوف الأمامية أمام الثوار ،، لأنه ليس من ناضل وكافح وتعرض للأخطار كمن جاءه الكرسى إغتصاباً أو زواجاً بالإكراه وليبيا ليست قاصراً لكى يتحكم فيها الإنتهازيون وأصحاب المواقف المشبوهة لأن مهرها دماء الشهداء .. فأين أنتم مرة أخرى ؟؟؟!!! وهنا تراودنى غناوة العلم التى تقول ( أول العمر راح بلاش … تلافوا عقابا يا إقدم). قبل ما تضيع ليبيا من بين أيدينا جميعاً وبسبب الضعفاء الذى لا يواجهون إلا من تحت الطاوله ولا يُسمع لهم تصريح إلا من ذيل النفق.فلا تهادنوا وأخلعوا ليبيا من زواج بالإكراه فُرض عليها فرضاً دون إرادتها وإرادة ثوارها ومن حققوا حلمها فى الحرية والديمقراطية.
أقول … أن الإغتصاب يمكن أن يكون بمعناه الحقيقى ويمكن أن يكون إغتصاباً لمنصب أو موقف وطنى أو كرسى زعامة أو القفز على مواقف الشرفاء ولكن عندما نتعمق فى معنى الإغتصاب نجد أنه ينطبق على كل من جلس على كرسى أو من إنتهز الفرصة نتيجة لوجوده فى موقع الحدث ولم يكن له أى دور فى هذه الإنتفاضة المباركة ولم يدعو لها ولم تكن من ضمن أهدافه حتى فى أحلامه أو من كُلف بمنصب فى الثورة الليبية وهو لا يستحق ذلك وكأنه إغتصب هذا الموقع أو هذا المنصب وبأى أسلوب كان إما بتهديد سلاح إحدى المليشيات المسلحة التى لا زالت تحتفظ بالسلام دون أى مبرر كما نشاهد ذلك كل يوم أو عن طريق قبلى أو مكانى أو شللى أو حتى مناطقى أو عنصرى أو علاقات عمل للبعض عندما كانوا دُمى فى ايدى الطاغية .. المهم أن ذلك يندرج فى إطار الإغتصاب شئنا أم أبينا ، لأن فاقد الشئ لا يعطيه وهى ثقافة النظام السابق الذى يختار فى موظفيه الكبار على اساس جهوى وقبلى وعنصرى مما أدى إلى إستشراء الفساد بجميع أنواعه حتى تم الإطاحة براعى الفساد والدمار وأنهارت معه خزعبلاته وترهاته إلى الأبد وإنهار معه مريدوه وأتباعه.
اليوم أيها القراء الأعزاء .. لقد بدأت الهواجس تسيطرعلى المواطن البسيط وأصبح الحديث عن الخوف والرعب شغله الشاغل لما يشاهده كل يوم من إختراقات أمنيه وإعتداءات إجرامية على المرعوبين فى السابق حيث لم يهنئوا بالأمن والإستقرار حتى يومنا هذا ، وهنا رأيت من واجبى الأخلاقى أن أقول وبكل صراحة أن العديد ممن هم فى المجلس الإنتقالى والحكومة المؤقته لم يكونوا هم من أطلق شرارة الثورة التى طالما إنتظرها أبناء شعبنا الذين ظلموا واقول الذين ظلموا فقط وإنداسُوا وسُحقوا باٌقدام الطاغية وأتباعه وأقاربه ، فالعديد ممن تشاهدوهم اليوم لم يكن لهم دوراً فى تلك الإنتفاضة ولم نسمع عنهم فى المعارضة الليبية التى كان لدورها المميز السياسى والإعلامى فى الخارج التعجيل بإنطلاق الثوراة وكانت السبب الرئيسى فى إنظلاق شرارتها يوم 17 فبراير بينما كان معظم من نشاهدهم اليوم يتربعون على الكراسى والمناصب إما إغتصاباً أو زواجاً بالإكراه يعد باطلاً لا محالة لأن زواج الإكراه باطل ، فهم ليس لهم أى دوراً أساسياً فى الثورة ولا بد من أن تُخلع ليبيا من بين ايديهم قبل أن ينهبوا أموالها ويحولونها إلى أرصدة فى حساباتهم بالخارج ويستبيحوا حرماتها ولنا فى ثقافة الطاغية عبرة لمن يعتبر.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً