تلجأ العديد من الدول حول العالم في خريف كل عام، إلى تغيير التوقيت بإرجاعه ساعة إلى الوراء، وبينما يرحّب معظمنا بساعة نوم إضافية، إلا أن هذا التغيير أثرا ملحوظا على أجسامنا”.
وبحسب صحيفة “إندبندنت”، أظهرت بعض الدراسات أن “تغيير التوقيت يعطل دورات النوم الطبيعية للجسم، ما قد يؤثر على الصحة البدنية والعقلية”.
ووفق الصحيفة، “يقول العلماء إن الدماغ البشري يحتوي على ساعة بيولوجية تُعرف أيضًا باسم الإيقاع اليومي، والتي تعمل على مدار دورة مدتها 24 ساعة، وسواء أكان الأمر يتعلق بكسب ساعة إضافية أم فقدان ساعة من النوم، فإن هذا يعطل دورة النوم وقد يكون من الصعب على بعض الأشخاص العودة إلى جدولهم الطبيعي. كما أن اضطراب النوم قد يؤدي أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.
وقالت الصحيفة: “في دراسة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام 2019، تم فحص تأثير نقص النوم على أمراض القلب لدى الفئران، ووجدت الدراسة أنه بعد 16 أسبوعًا، أصيبت الفئران التي تعطلت دورات نومها ببقع شريانية أكبر مقارنة بالفئران ذوات أنماط النوم الطبيعية”.
وبحسب الصحيفة، “كان لدى الفئران التي تعاني من نقص النوم مستوى مضاعف من بعض خلايا الدم البيضاء في الدورة الدموية، وكميات أقل من الهيبوكريتين، وهو هرمون يلعب دورا رئيسيا في تنظيم حالات النوم والاستيقاظ”، “كما أظهرت الأبحاث أيضًا زيادة في حوادث السيارات عندما يتم تأخير الوقت في الأشهر الباردة، حيث يتكيف السائقون مع تغيير الوقت”.
وقال الدكتور مايكل تويري، مدير المركز الوطني لأبحاث اضطرابات النوم التابع للمعهد الوطني للقلب والغداء والدم في الولايات المتحدة: “يبدو أن هذا هو الدليل الأكثر مباشرة حتى الآن على الروابط الجزيئية التي تربط الدم وعوامل الخطر القلبية الوعائية بصحة النوم”.
وأضاف: “يرتبط فقدان ساعة من النوم أثناء تغيير التوقيت في الربيع بزيادة حالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. في الولايات المتحدة، تبلغ المستشفيات عن ارتفاع بنسبة 24% في حالات الإصابة بالنوبات القلبية كل عام في يوم الاثنين بعد تقديم التوقيت”.
ويقول الخبراء، بحسب الصحيفة، “أن زيادة ساعات النوم في الظلام قد تؤدي إلى انخفاض الحالة المزاجية والاكتئاب لدى بعض الأشخاص، فضلاً عن التعب وآلام العضلات وضعف العظام بسبب نقص فيتامين د الذي توفره الشمس”، مضيفة: “يعاني بعض الأشخاص أيضًا من اضطراب عاطفي موسمي (SAD) نتيجة لقصر الأيام، والذي تشمل أعراضه انخفاض الحالة المزاجية بشكل مستمر، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية العادية، والتوتر، والشعور باليأس أو الذنب، والنوم لفترة أطول من المعتاد”.
يذكر أنه ووفقا لاستطلاع رأي أجرته شركة التأمين الصحي الألمانية DAK عام 2019، “كان حوالي 29 في المائة من ألف شخص شملهم الاستطلاع يعانون من مشاكل صحية بعد تغيير الساعة، بل إن النسبة بين النساء وصلت 35 في المائة”.
اترك تعليقاً