يقول علماء النفس إن البشر ليسوا قادرين على تحمل عدم اليقين، ما يجعلنا نشهد مستويات غير مسبوقة من القلق، مع التغيرات الحاصلة بشأن فيروس كورونا المستجد كل يوم.
ووجدت دراسة أُجرِيت عام 2016 في جامعة كوليدج لندن، أن الإجهاد يزداد عندما يكون الشك في أعلى مستوياته.
وفي الواقع، خلصت الدراسة إلى أن عدم اليقين أكثر إرهاقا من معرفة حدوث شيء سيئ.
ووفقا للطبيب النفسي، الدكتور فرانسيس غودهارت، فمن المحتمل أن يكون جسمك مهيأً الآن للقيام بشيء ما لتحسين احتمالات بقائك لأن جهازك العصبي يضخ باستمرار هرمونات التوتر، بما في ذلك الأدرينالين والكورتيزول، ما سيجعلك تشعر بالتوتر والقلق.
لذا، إليك بعض النصائح لتخفيف الشعور بالإرهاق:
– التزم بالروتين:
إحدى الطرق لفرض سيطرتك على هذا الموقف هي تحديد روتين ليومك: حدد وقتا للاستيقاظ والاستحمام وارتداء الملابس وتناول وجبات الطعام ووقتا النوم فيه كل ليلة. ويقول الدكتور غودهارت: “هذا يساعدك على خلق بعض اليقين في يومك”.
– فلترة الأخبار التي تتلقاها:
تقول الدكتورة ميج أرول، أخصائية علم النفس في هارلي ستريت، “ستتم المحافظة على القلق من خلال التحقق المستمر من المعلومات، ومع توفر الأخبار على مدار الساعة، لن يكون الأمر أسهل”.
وأضافت: “قد لا تتمكن من التحكم في تطور الفيروس، ولكن يمكنك التحكم في مقدار التحقق من الأخبار. لذا كن على دراية بعدد المرات التي تقوم فيها بذلك”. وتقترح الدكتورة أرول منح نفسك “نافذة قلق” للتفكير في مخاوفك وكتابتها لإخراجها من رأسك.
– اتبع القواعد:
إن اتباع القواعد التوجيهية عن كثب لغسل اليدين والعزل الاجتماعي ليس فقط ممارسة جيدة، بل يمكن أن يخفف من التوتر أيضا. ففي دراسة أجريت عام 2016 حول عدم اليقين، وجد الباحثون أن المشاركين الذين أعدوا لأمر غامض هم الأفضل أداء. لذا فإن الالتزام بالقواعد الجديدة يمكن أن يساعدك على الشعور ببعض التحكم والسيطرة على التوتر.
– استمتع بوقتك:
يصبح القلق أسوأ عندما يكون لدى الدماغ مساحة من الخوف، لذا املأ وقتك وركز على المهام التي تجلب لك السعادة. على سبيل المثال، يمكنك تعلم كيفية العزف على آلة موسيقية أو التحدث بلغة أجنبية. وتقول الدكتورة أرول: “تسعى جميع الأنشطة الإبداعية إلى تعزيز الصحة العاطفية ويمكن أن تساعدك في التعامل مع العزلة الذاتية”.
– التواصل الاجتماعي:
يعد التواصل المنتظم مع الأصدقاء والعائلة والجيران عبر المحادثات الهاتفية أو المرئية أمرا مهما للغاية للمساعدة في توفير آلية لهو ورفع المزاج. ويقول الدكتور غودهارت: “البشر مخلوقات اجتماعية، لذا فإن البقاء على اتصال أمر مهم، وإلا فإن عدم القدرة على الاختلاط بالآخرين يمكن أن يصبح ضغوطا إضافية”.
وعلى الرغم من أن الاتصال وجها لوجه قد يكون محدودا، إلا أن المساعدة يمكن أن تأخذ شكل العطاء لبنوك الطعام، أو مساعدة الجيران أو الانخراط في دعم المجتمع عبر الإنترنت.
– تأكل وتنام جيدا:
قد يبدو الأمر بديهيا، لكن الضغط مرهق، ويستنفد احتياطيات جسمك من العناصر الغذائية اللازمة لتعزيز مناعتك. وحذر الدكتور غودهارت من أن “النوم المتقطع هو سمة من سمات الإجهاد، والنظام الغذائي السيء، والكحول الزائد لن يسهم إلا في مستويات الإجهاد المتنامية.” وأوصى بضرورة الذهاب إلى الفراش في وقت محدد بعد روتين مسائي هادئ، وتجنب الضغوطات مثل الهواتف المحمولة والأخبار في الليل.
– كن نشطا:
يقول الدكتور غودهارت: “تُظهر جميع الأدلة أن النشاط الذي يستغرق عشر دقائق يكفي لتبديد التوتر”.
– كن إيجابيا:
وفقا للدكتورة أرول: “إن ممارسة الامتنان (التفكير واستحضار الجانب الجيد من حياتك وعلاقاتك) في أوقات الخوف والقلق المتزايدة يساعدنا على التعامل مع المزاج ورفعه، والذي يعمل على الحفاظ على الرفاهية النفسية”. وعندما تجد الإيجابية، اغتنم كل فرصة لمشاركتها بأي طريقة ممكنة.
– تنفس بعمق:
تظهر الدراسات أن تمارين التنفس البسيطة يمكن أن تمنحك أداة قوية للتغلب على التوتر في الأزمات. ويقول الدكتور غودهارت: “عندما نكون في وضع” القتال أو الهروب، فإن الجسم يسحب أكبر قدر ممكن من الأكسجين لتغذية العضلات، ولكن يمكنك تهدئة هذه الاستجابة ببساطة عن طريق التأكد من الزفير لفترة أطول من الشهيق”.
وأوضح: “فقط قم بالتنفس، احبس هذا النفس لبضع ثوان، ثم قم بالزفير ببطء شديد بلطف”، ويؤدي هذا إلى تشغيل الجهاز العصبي اللاودي، ما ينتج عنه إبطاء خفقان القلب وانخفاض ضغط الدم.
– ابكِ إذا أردت:
يقول الدكتور غودهارت إن البكاء أو الصراخ أو التعبير عن غضبك وإحباطك عن طريق لكم وسادة، جميعها وسائل مقبولة للحصول على الراحة النفسية.
وتابع: “إذا تراكمت الدموع، فلا تقمع مشاعرك .. من المهم أن تدع نفسك تبكي”.
اترك تعليقاً