قمة الرياض المزدوجة.. ما الذي سينبثق عنها؟

قمة الرياض المزدوجة.. ما الذي سينبثق عنها؟

كثيرة هي القمم العربية والإسلامية حول الأمتين، ولكن هل استطاعت تلك القمم رغم إمكانيات دولها الاقتصادية والبشرية والتكنولوجية أن تضع حلولًا حتى وإن لم تكن منصفة تمامًا؟ هل استطاعت أن تغيّر مجرى الأحداث لصالحها عندما لم تجد من قبل الآخرين آذانًا صاغية؟.

حل الدولتين والأرض مقابل السلام الذي وإن لم يكن منصفًا للفلسطينيين، وإن كان واقعيًا، استهان به الآخرون واستمر العدو في سياسة بناء المستوطنات وقضم الأراضي حتى يأتي يوم تكون فيه كل أراضي فلسطين تحت السيطرة الصهيونية. قطاع غزة الذي فلت لسنوات من القبضة الحديدية للصهاينة بفعل مقاومته، أُعيد احتلاله بسبب ذل وهوان الأنظمة العربية المتخاذلة ومنها أنظمة الدول المجاورة، الأطفال والشيوخ والنساء يُقتلون على مرأى ومسمع العالم المتحضر!.

لا بأس، ولكن أن تُقام مهرجانات للسينما في القاهرة عاصمة المعز لدين الله الفاطمي وتُقام أنشطة رياضية أخرى في بلاد أخرى (ومنها رالي تي تي ودان في ليبيا) لإلهاء الشعوب عن قضيتها الحقيقية فذاك قمة الاستخفاف بعقول الجماهير العربية والإسلامية.

لقد سارت غالبية الأنظمة العربية في ركب الذل والاستسلام من خلال التطبيع الكامل مع العدو، وأقصى ما يدعو إليه الحكام العرب هو دولة فلسطينية منزوعة السلاح على جزء يسير جدًا من فلسطين التاريخية ربما يكون قطاع غزة الذي يفتقر لأبسط مقومات الحياة (الموارد الطبيعية) لأن الضفة تُهضم تدريجيًا وبخطى متسارعة.

قمة الرياض العام الفائت كانت بخصوص غزة الخاوية على عروشها وهذا العام حول غزة ولبنان شعارها “وحدة الصف لوقف العدوان الإسرائيلي”… شعار براق ولا شك، ولكن ما الذي قدّمه العرب والمسلمون لغزة خلال العام الماضي الحافل بالمجازر والإبادة الجماعية وهدم المؤسسات الخدمية ودور العبادة؟.

قمة الرياض الحالية تريد من العرب والمسلمين جميعًا أن يصطفوا إلى جانب العدو ضد المقاومين في غزة والضفة ولبنان، يريدون ممن لم يقوموا بالتطبيع مع العدو أن يُسارعوا إلى ذلك… وإلا فإنه سيُطاح بهم… لقد عقدوا العزم على وأد القضية الفلسطينية، القرارات الأممية تدعو إلى حل الدولتين وحق العودة، فهل تحقق ذلك؟ المهجّرون بدل أن يعودوا إلى أوطانهم لحق بهم الآخرون والعرب والمسلمون ساكتون ويتفرجون بل متآمرين على الشعب الفلسطيني وقواه الحية.

القمة في أفضل الأحوال، لن تخرج علينا إلا بعبارات الشجب والتنديد والاستنكار، إنها قمم موسمية أو سمّها طارئة إن شئت، وسيتكلم كل حاكم وهو في مكانه عن أحوال الأمة لدغدغة مشاعر جماهيرهم المُسلّط عليها أصناف الذل والقهر، وسينقل الإعلام العربي والغربي البيانات الإنشائية وتُلقى في مكب الخنوع.

ترى لماذا يشتري الحكام العرب أسلحة بمختلف أنواعها من جميع الدول؟ في السابق كانت الذريعة تحرير فلسطين، لماذا يشترونها وقد عهدوا إلى أمريكا وغيرها حمايتهم من شعوبهم؟ سوف تتكدس ويُركبها الصدأ والهدف الرئيس من شرائها هو دعم اقتصاديات الدول المصنعة وتحريك عجلة الاقتصاد بها… تبا لمن يصطف خلف العدو… ويناصب الأحرار العداء.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

ميلاد المزوغي

كاتب ليبي

اترك تعليقاً