نقلت الأسبوعية الساخرة الفرنسية “لو كانار أنشينيه” الأربعاء عن ضباط في جهاز الاستخبارات العسكرية أن قطر تموّل المجموعات المسلّحة في شمال مالي، بما فيها الطّوارق واسلاميو انصار الدين وحلفاؤهم من القاعدة في المغرب الاسلامي.
قطر تنشئ ملاذا جديدا للإرهاب
وقالت الصحيفة في مقال بعنوان “‘صديقنا القطري’ يموّل إسلاميي مالي” إن “وزير الدفاع (الفرنسي) الجديد جان-إيف لو دريان لا يجهل أيّا من الأخبار السيئة الواردة من الصحراء الكبرى، كما أنه مطّلع على تورّط ‘صديقنا القطري’ ـ مثلما يسمّيه أحد كبار ضباط الأركان الفرنسيين ـ في ‘استيلاء’ عدّة حركات جهادية على شمال مالي”.
وأضافت الصحيفة “استنادا لمعلومات جهاز الإستخبارات العسكرية، فإن الثوار الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وحركة انصار الدين والقاعدة في المغرب الإسلامي وحركة الجهاد في غرب إفريقيا قد تحصّلوا على دعم بالدولار من قطر. ومن الواضح أن خطف الأجانب، وتهريب المخدرات والسجائر لا يكفي لسدّ حاجات المجموعات الجهادية كثيرة الإنفاق”.
وذكّرت الصحيفة المتخصصة فى نشر فضائح السّاسة بأنه سبق لها وأن كشفت في 26 مارس الماضي، نقلاً عن “الإدارة العامة للأمن الخارجي” (جهاز الاستخبارات الفرنسي)، تمويل قطر للجماعات الإسلامية في القرن الإفريقي ومنطقة السّاحل الإفريقي. وهذا ما أكدته الإستخبارات العسكرية بوصفها لتلك المنطقة الشاسعة بـ’ملاذ جديد للإرهاب'”.
وقالت “لو كانار أنشينيه” أن “هذا التطوّر ينبغي ألا يثير الدهشة. فمنذ ثلاث سنوات، انتبه عدد من السياسيين والعسكريين إلى الخطر. وفي 26 أغسطس 2009 أعلن (الرئيس الفرنسي السابق نيكولا) ساركوزي أمام سفراء فرنسا في مقر وزارة الخارجية (الكي دورسيه) أن ‘فرنسا لن تسمح للقاعدة بإقامة ملاذ آمن على مقربة منا، في إفريقيا'”.
وأضافت الصحيفة أنه “في 26 يناير 2001 تحدّث برنار باجوليه، الذي عيّنه ساركوزي في منصب المنسّق الوطني للإستخبارات، أمام أعضاء لجنة القوات المسلحة بالبرلمان عن ‘خطر تحوّل منطقة الساحل إلى أرض جهاد جديدة'”.
دولة “طالبان” صغيرة
وأشارت الصحيفة إلى أن “هذه الدولة الطالبانية الصغيرة بدأت تشهد خلافات بين الطوارق والمتعصّبين من أنصار الشريعة. ولكن قد نجحت هذه الحركات الجهادية في إقامة مواطئ قدم على حدود النيجر وبوركينا فاسو والجزائر”.
وأضافت “وقد لوحظ وجود سائحين جدد في شمال مالي وهم نيجيريون من جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد المعروفة باسم بوكو حرام (أي التعليم الغربي حرام)، ومدرّبين باكستانيين وصلوا لتوّهم من الصومال حيث كانوا يخوضون حرب عصابات”.
من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إن “الديبلوماسية الفرنسية تدرك أن دول غرب إفريقيا لا تملك القدرة العسكرية للتدخّل في مالي لاستعادة مدن وصحاري شمالي البلاد وأن دولة مالي في الجنوب لم تعد موجودة فعلاً والحرب الأهلية على الأبواب”.
وقالت “يتطلع الجميع نحو الجزائر لأن جيشها هو الوحيد القادر على اجتياز حدود شمال مالي التي يبلغ طولها 1300 كيلومتر، وتصفية الجهاديين. لكن بوتفليقة وجنرالاته يخشون العواقب، وتحديداً عودة الإرهاب إلى الجزائر نفسها”.
عين قطر على نفط السّاحل الإفريقي
وفي مقال آخر على علاقة بنفس الموضوع، كشفت الصحيفة عن “مفاوضات سرّية” تجريها قطر مع شركة “توتال” النفطية الفرنسية حول استغلال النفط الذي يمكن العثور عليه في منطقة الساحل الإفريقي.
وقالت الصحيفة “رغم احتياطياتها الهائلة من النفط، إلا أن قطر مهتمّة بالنفط الذي يمكن العثور عليه في المستقبل في الساحل الإفريقي. فيبدو أن الإمارة تخشى أن ينضب نفطها في يوم من الأيام. لذلك بدأ الفطريون مفاوضات سرية مع شركة توتال”.
وأضافت الصحيفة أن هذه المفاوضات “أثارت استياء شديدا لدى الجزائريين الغاضبين أصلا من لعبة قطر الغامضة إزاء الطوارق في مالي. فالجزائر تخشى من العدوى في صفوف الطوارق الجزائريين”.
واختتمت الصحيفة بالقول “كما يخشى الفرنسيون أن تعرّض الحركات الجهادية والانفصالية مصالحهم الإفريقية للخطر”.
سلاح قطر لثوار تونس ومصر وليبيا
ومن جهة أخرى، نقلت “لو كانار أنشينيه” عن الإستخبارات العسكرية أن قطر كانت قد وفّرت السلاح للثائرين في تونس ومصر وليبيا.
ونسبت لنفس المصدر قوله أن “سخاء قطر لا يُضاهي وأن قطر لم تكتفِ بالدعم المالي بل قامت، في حالات معينة، بتوفير السلاح للثائرين في تونس ومصر وليبيا”.
وكان راشد الغنوشي، رئيس حركة “النهضة” الإسلامية في تونس، قد قال مؤخّرا أن دولة قطر “شريك في الثورة التونسية من خلال إسهامها الإعلامي عبر قناة الجزيرة وتشجيعها للثورة حتى قبل نجاحها”.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة “العرب” القطرية “نحن ممنونون لقطر ولأميرها ولتشجيعها الاستثمار في تونس”.
اترك تعليقاً