يواجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، تحدياً حقيقياً واختباراً لقدراته خلال المؤتمر الصحافي الذي يعقده مساء الخميس في اختتام قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ويتصدى خلاله للدعوات التي تطالبه بالتنحي عن منصبه بوصفه مرشحاً افتراضياً للحزب، بعد أدائه المرتبك في المناظرة الرئاسية نهاية الشهر الماضي.
ويُعد هذا المؤتمر هو أول مؤتمر صحافي لبايدن في مواجهة وسائل الإعلام الأميركية والدولية منذ مناظرته مع الرئيس السابق، دونالد ترمب، في 27 يونيو (حزيران) الماضي. ووصفت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض هذا المؤتمر الصحافي بأنه «الابن الأكبر» للرئيس بايدن.
ويختتم بايدن (81 عاماً) أعمال قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن بهذا المؤتمر الصحافي المنفرد والنادر.
وتتوجه أنظار المراقبين السياسيين إلى المؤتمر لقياس مدى نجاح بايدن في الرد على أسئلة الصحافيين، في وقت تتزايد فيه المطالب بالانسحاب من معركة إعادة انتخابه من داخل حزبه الديمقراطي ومن كبار المانحين لحملته.
وقد عقد بايدن 36 مؤتمراً صحافياً منذ توليه السلطة حتى الآن، ببينها 14 مؤتمراً منفرداً و22 مؤتمراً مشتركاً إلى جانب قادة أجانب. ويُعد بايدن من الرؤساء الذين عقدوا عدداً قليلاً من المؤتمرات الصحافية مقارنة بترمب (88 مؤتمراً)، والرئيس الأسبق باراك أوباما (163 مؤتمراً)، والرئيس الأسبق جورج بوش (210 مؤتمرات).
وعلى مدى أسبوعين جادل بايدن ومسؤولو حملته الانتخابية ومسؤولو البيت الأبيض بأن المناظرة كانت مجرد ليلة سيئة، ويجب طي هذه الصفحة، وقدموا كثيراً من التبريرات لأداء بايدن المرتبك.
ودعا عدد كثير من المشرعين الديمقراطيين بايدن إلى الانسحاب من السابق، ومنهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، والنائبان آدم شيف وجيمي راسكين، كما أصبح السيناتور عن ولاية فيرمونت بيتر ويلش، أول سيناتور ديمقراطي يدعو بايدن علناً للانسحاب، إضافة إلى الممثل جورج كلوني الذي كان لوقع دعوته لبايدن بالانسحاب الأثر الأكبر والأكثر إيلاماً، فعلاقات كلوني بالمسؤولين في الحزب «الديمقراطي» وكبار المانحين عميقة، ولذا تحمل وجهات نظره وزناً أكبر من آراء أي شخص آخر مشهور.
وتحدى بايدن الدعوات كافة لانسحابه من السباق، مصراً على أنه الأقدر على إلحاق الهزيمة بترمب والفوز بالانتخابات الرئاسية، التي ستُجرى في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ويخشى الديمقراطيون من أن تصميم بايدن على الاستمرار في الترشح، على الرغم من تراجع قدراته البدنية والذهنية، قد يعرض الديمقراطية، التي يقول إنه يحاول إنقاذها، للخطر.
اترك تعليقاً