إن الصراع بيننا وبين اليهود في فلسطين وبيت المقدس صراع وجود أي نحن أو هم، بالتصريح مرحبا باليهود الفلسطينيين الذين عاشوا معنا منذ القدم على أرض فلسطين ولا مرحبا بالمحتلين الذين جاؤوا من كل أنحاء المعمورة فليرجع كلٌ إلى بلاده، هذا ما نؤمن به ويؤمن به طرفي الصراع وإن أخفوه وراء مسميات كثيرة فالأمر واضح جلي قال الله تعالى: “وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ” (120:2)، هذا هو صراعنا الحقيقي وهم يعلمون ذلك جيدا ولن يسمحوا لهذه الأمة بالنهوض والاستيقاظ من نومها. إن الصراع ليس صراع غزة، أو فلسطين، أو صراع مقاومة، أو جهاد للأعداء فالصراع صراع شعب عربي أصبح مغيبا ومهمشا عن قضاياه الجزئية كلٌ يئن من الألم في داخل دويلته أو مغيبٌ عن قضاياه الرئيسية، تم تحييده فكريا فصار شعبا عربيا ليس له قضية، يساق ويوجه كما يراد له دون أن يشعر، بل أصبح كثير منه عن الباطل ورجاله مدافعا ظنا منه أنه يحسن بالدفاع عن الظلمة والعملاء وحكام الباطل صنعا!.
إن عالمنا اليوم لا يعرف ولا يعترف بحق إنما الحق اليوم للقوي أصبح عالمنا اليوم مثل الغابة القوي فيها يأكل الضعيف فهل إخواننا في فلسطين ليس لديهم حق في استرداد بلادهم التي سلبت منهم، بل نقول: لإخواننا حق استعمال جميع الوسائل المتاحة لتحرير أرضهم ولكن العالم يقول غير ذلك فالعالم يدعم حكومة الاحتلال اليهودي الصهيوني بكل الوسائل ألم تسرع أمريكا بتقديم صفقة سلاح بقيمة أكثر من 700 مليون دولار أمريكي حتى يقتل المحتلين الصهاينة من الفلسطينيين كل من يقول بتحرير الأرض المغتصبة أو يقف بأي وسيلة في وجه الاحتلال، ألم تسلّم أمريكا المنطقة برمتها ليقودها اليهود بعد ترويض وتطبيع دول الخليج خاصة والعرب عامة فالعالم بكل منظماته وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن يقف مع حكومة الإحتلال. أمّا حق التحرير وحتى حق تقرير المصير وحق عودة اللاجئين الذين طُردوا من بيوتهم فصار مجرد الحديث عن مثل هذه القضايا والقضية جريمة يحاسب عليها القانون العربي والدولي كلٌ بطريقته الخاصة؟ إن حقوقنا لن تسترد إلا بالقوة والمقاومة وها هي حماس حركة تحرير أرض مغتصبة محاصرة ومحاربة من الأشقاء قبل الأعداء على حد سواء، ولكن ها هم رجال الأمة بعون الله ثم بأذرع المقاومة وعزمها تلقن العدو درسا تلو الآخر لن ينساه، إن هذه المقاومة هي ذراع كل عربي وطني مخلص لدينه وعروبته فما الذي بقي لنا غير هؤلآء الرجال المقاومين الذين لا يخافون إلاّ الله ويخافونهم أعداء الله هؤلآء هم الذين يحافظون على قليلٍ مما تبقّي من كرامة الأمة. إنه القدر كلما أشغلونا في قضايانا التافهة قام الاحتلال الصهيوني بدك غزة بالقنابل ومطاردة وقتل شبابها ورجالها ليوقظ من هذه الأمة من في قلبه ذرة من الإيمان ومن لديه كرامة ويستشعر من خلال رجال حماس وغيرها من الفصائل أن الأمة لن تموت وأن التحرير قادم.
إلى الدول العربية المطبّعة مع الكيان الصهيوني مع الأعداء، إلى الدول التي تحتمي بأمريكا وغيرها وتسعى لإرضاء الكيان الصهيوني بأي ثمن!!! نقول لن ينفعكم العدو أبدا فالخاسر من باع وخسر وطنه أيها الحمقى إن القوة ليست لأحد وإن بدت في الأفق غير ذلك يقول الله جل جلاله: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ” (2: 165)، إن هؤلآء الضعاف ضعاف البدن وقبله ضعاف الإيمان يحبون أمريكا أكثر من حبهم للمسلمين بل يكيدون لرجال المقاومة الفلسطينية ويتآمرون عليهم بالتحالف مع أمريكا واليهود فهم يعتقدون أن وجودهم على سدّة الحكم مرتبط بأمريكا وبإرضاء اليهود هذا هو حالهم مع هؤلآء ومن استمسك بحبل الصهاينة والأمريكان عاش ذليلاً منكسراً يتهكم ويسخر منه اليهود، خسر الدنيا والآخرة.
لقد نجح حكام العرب واليهود بآلاتهم الإعلامية في تغيير تفكير طبقة من الشعب العربي خاصة أولئك الذين يغيبّون خاصية التفكر والتدبر وإعمال العقل فيما تشهده الأمة من صراع وجودي وديني لينصبّ جام غضبهم على التشويه والتشكيك في المقامة وعلى رأسها حركة حماس، بل وصل الأمر لاستخدام الدين الذي يدعوا لجهاد المحتل ضد المقاومة كقول بعضهم بأن حماس هي أخطر من اليهود، عجبا أمر هؤلآء!!!؟؟ أبعد هذا الجهل المعرفي والاستخفاف بالحق وبالعقل البشري سفها؟! إن قصة غزة ليست قصة حماس أو قصة المقاومة الفلسطينية، بل هي قصة وقضية أمة منتهكة أمة منتهية من داخلها وهذا هو مكمن الداء والدواء على حد سواء لأعلى وأدنى مستوى.
هنيئا لنا برجال يقبلون على الموت وعلى الشهادة كما يقبل كثيرٌ منا على الحياة، رجالٌ عرفوا أن الدنيا ليست وطنا فاتخذوا فيها الجهاد سفينة وكسروا بها أسطورة جيش لا يقهر، تحية لحماس، تحية لرجال المقاومة الفلسطينية جميعا دون استثناء وتحية للشعب الفلسطيني المقاوم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً