تمر علينا الذكرى الرابعة للإطاحة برمز الطغيان والتخلص من العبودية من خلال ثورة شعبية شارك فيها أغلب الليبيين بجميع أطيافهم فاستطاعوا بعد تضحيات جسام تحقيق أولى أهدافهم ومع هذا الإنتصار الذي توحد الليبيون لتحقيقه كان من المفترض أن يبدأ الليبيون بتأسيس دولة قانون يصلحوا فيها ما أُفسد في الأربعين المظلمة لينعم الجميع بالحرية والتنمية والبناء على أسس سليمة خاصة بناء الأخلاق فهو رأس الأمر والذي شهد تدهورا ممنهجا كبيرا وخطيرا.
ولكن بعد الأعوام الأربعة يبدوا أن سوء خلقنا الذي أُفسد عن تعمد وزدناه بأيدينا أصبح يظلل المشهد بغمامه، وسوء الخلق هذا قادنا للكره والحقد وهاتين الصفتين ليستا جديدتان علينا وما عليك إلا أن ترجع إلى ما قبل الثورة وتنظر في أحوالنا من معاملات وغيرها لترى ذلك بوضوح ولكن جانب كبير منهما كان مخفيّاً قسرا فلما زالت أسباب الخوف فالإخفاء كشف كل منا ما في جعبته من سوء خلق وطمع فتجاوز المعقول إلى ألاّمعقول.
بعد الأربعة يتهم كثير من الناس الثورة بأنها أفسدت ودمرت أقول إن الذي يريد علاج ما به من أمراض عليه أن يشخص المرض أولا ليصف العلاج لاحقا، أقول إذا أردت علاج مشكلة ما يجب أن تعرف أصلها وأسبابها الرئيسية لعلاجها نها ئيا أما أن تأتي وتكيل الإتهام تلو الآخر فأنت لا تساهم في العلاج بل لا تريده وتذهب إلى أكثر من ذلك لتتآمر على بلدك داخليا وخارجيا حتى تثبت أن الثورة على الظلم ونيل الحرية خطأ وقعنا فيه وهذا قلب وتزوير للحقائق. إن الله خلقنا أحرارا ولن نرضى بغير ذلك فمطلب الحرية شيء أساسي لتقدم الإنسان واحترامه وكرامته وإبداعه والظلم عكس ذلك تماما.
فكفانا وضعا للمفاهيم في غير محلها فإذا أخفقت الثورة في تحقيق حرية الإنسان وكرامته فالنتّهم أنفسنا فنحن من يقتل بعضنا بعضنا ونحن من نرفض ونكره ونعادي بعضنا، مسئولينا من يذهبوا إلى الغرب والعرب ليستقووا علينا ويطالبوهم بمهاجمتنا عسريا، مسئولينا من أجل الحكم يذهبوا ليوحوا لبلدان بأننا نعاني من الإسلاميين وأنهم سيحكموا ليبيا فنحن من نعادي كل ما هو إسلامي !!! مسئولينا من يساهم ويسوّق لتنظيم مشبوه لا يعرف له أصل مثل داعش ليضع له قدما في بلادنا المهم أن يصل هؤلآء إلى الحكم بأي ثمن على أعناق الليبيين أو على حساب استقلال الوطن ؟؟؟
بعد الأربعة انظروا إلى خياراتنا التعيسة في مؤسساتنا؟؟؟ ألم يحن الوقت لوضع الأمور في نصابها، ألم يحن الوقت لنبذ الخلاف ونبذ التعصب الجهوي والقبلي وكف الدماء والإدعان للحق وتحكيم الشرع والعقل واسناد الأمر لأهله ممن يشهد لهم بحسن الخلق والكفاءة ؟؟؟
إن تربية الإنسان تحتاج لوقت طويل يمتد لسنوات مع برامج ومناهج تربوية فهل الأربعة كافية لذلك؟ وهل تُركت الثورة لتحقق أهدافها أم أن التآمر عليها لا يتوقف ليل نهار؟ هل الليبي من سياسي طامع وفاشل أو سارق أو قاتل أو جاهل متعصب هو نتيجة حتمية لمرحلة الأربعة أم الأربعين؟؟؟ ليكن تشخيصنا لما نحن فيه عميق ونزيه.
وبين الأمل لترسيخ مبادئ الحرية والعدل والمساواة في ظل حكم شرعي والعمل لتحقيق ذلك ألم يتضح لنا جزئيا أو كليا من همه الوطن من السياسيين ومن التنظيمات المسلحة ممن همه المال والوصول للحكم بأي ثمن حتى ولو مزّق أو باع الوطن لمن اشترى؟؟؟
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
كلام واقعي وسليم وتشخيص فعلى لما نحن فيه. لكن لا يوجد أحد في الاستماع كلن ماضي في دوامه لا نعرف نهايتها