أفادت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، بأن الأمم المتحدة فتحت تحقيقا في إرسال 8 مقاتلات روسية الصنع من سوريا إلى حفتر لدعم عدوانه على العاصمة طرابلس.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين قولهم، إن إرسال طائرات “ميغ29” إلى ليبيا قد يُغذي المخاوف من احتمال نشوب صراع مباشر بين روسيا وتركيا بخصوص الملف الليبي، بحسب الصحيفة.
وأشارت “فاينانشال تايمز” إلى أن عناصر حفتر لا تمتلك القدرة على استخدام هذه الطائرات، وقالت إن نشرها يهدف إلى الحد من الدعم التركي، ويمكن أن تستخدم في قصف قاعدة الوطية حتى لا تتمكن قوات بركان الغضب من استخدامها في تدمير الدفاعات الجوية.
وطالبت الأمم المتحدة، أمس الخميس، خليفة حفتر بوقف القتال والقصف، مشيرة إلى أن المدنيين يعانون بشدة، ومؤكدة أن حل الأزمة في ليبيا لن يكون عسكريًا.
وفي رده خلال مؤتمر عبر دائرة تليفزيونية بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، على سؤال بشأن موقف الأمين العام من تهديد قوات حفتر بتصعيد القصف الجوي، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: “رد فعلنا هو: أوقفوا القتال وأوقفوا القصف، لقد عاني المدنيون بشدة خاصة خلال الشهر الماضي”.
وأضاف دوجاريك، أن رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، كانت في غاية الوضوح في إفادتها أمام مجلس الأمن، بأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في ليبيا، وأن القتال أو القصف لن يؤدي إلى تقريب الليبيين من السلام.
يُشار إلى أن وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية توقعت أن تشهد الساحة الليبية تصعيدًا عسكريًا خلال الأيام المقبلة بعد أسبوع من الانتصارات التي حققتها قوات بركان الغضب والهزائم التي مُنيت بها عناصر حفتر.
وذكرت الوكالة، في تقرير لها، أن القوات الجوية التابعة لحفتر والمدعومة من روسيا ستُطلق ضربات غير مسبوقة على أهداف تركية في ليبيا.
ونقلت الوكالة عن وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، قوله إن 8 طائرات على الأقل من الحقبة السوفيتية وصلت إلى شرق ليبيا من قاعدة جوية روسية في سوريا، متوقعًا أنها قد تكون للمساعدة في حملة جوية جديدة.
وأكد باشاغا أن حكومة الوفاق تلقت معلومات تُفيد بأن ما لا يقل عن 6 طائرات ميج 29، وطائرتين من طراز سوخوي 24، قد طارتا إلى الشرق من قاعدة حميميم الجوية التي تسيطر عليها روسيا في سوريا، برفقة طائرتين من طراز SU-35 الروسية، ولم يتضح ما إذا كانت طائرات نفاثة تم تجديدها، كانت تابعة لخليفة حفتر أم إضافات جديدة له.
ورأت الوكالة أن التدخل العسكري التركي قلب الموازين في المعركة لصالح حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، مما أجبر خليفة حفتر على الانسحاب من قاعدة الوطية الجوية الإستراتيجية هذا الأسبوع، والإعلان عن انسحاب جزئي من الخطوط الأمامية في طرابلس.
وفي سياقٍ ذي صلة، شدّدت تركيا على أنها ستعتبر عناصر حفتر، أهدافا مشروعة في حال استهدفت مصالحها في ليبيا.
جاء ذلك على لسان الناطق باسم الخارجية التركية حامي أقصوي، في بيان صادر عنه، الخميس، تعليقاً على إعلان عناصر حفتر، اعتزامها استهداف المصالح التركية في ليبيا.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن أقصوي قوله، إنه من المثير صدور تهديدات عناصر حفتر باستهداف المصالح التركية جواً، في أعقاب وصول مقاتلات حربية إلى الشرق الليبي، بدعم خارجي.
وأشار إلى أن التصريحات الصادرة من قِبل عناصر حفتر في هذا الخصوص، ما هي إلا انعكاس لهذيانها بسبب الخسائر التي منيت بها مؤخراً في الميدان، مبيناً أنها مؤشر بارز على اعتزامها تصعيد الوضع في ليبيا، وفق قوله.
وأضاف يقول: “نؤكد مجدداً، أننا سنعتبر عناصر الانقلابي حفتر أهدافًا مشروعة إذا استهدفت مصالح تركيا في ليبيا”.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، كشف وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، أن روسيا أرسلت 8 مقاتلات على الأقل إلى عناصر حفتر.
وبحسب ما أفاد تقرير لوكالة “بلومبيرغ” الامريكية، فإن عناصر حفتر زعمت أنها ستطلق “أكبر عملية جوية في تاريخ ليبيا ضد الأهداف التركية”.
اترك تعليقاً