نحن نسير بخطى ثابتة، بقيادة الأمم المتحدة في جزيرة دوران، ليس منها مخرج، وعندما نتململ فإن الأمم المتحدة تستجيب لنا بنقلنا إلى جزيرة دوران أخرى وربما لزيادة الأنس، من باريس إلى روما لكي نطمئن إلى حسن النوايا عند الأمم المتحدة ومبعوثها، والذي قيدته جنسيته الفرنسية عن بعض المواقف ولا شك أن تاريخها يشهد أنها لم تصنع حلا لأي أزمة كانت في ولايتها، وللإنصاف ربما وبإرادة الولايات المتحدة ساهمت في حل مشكلة واحدة أو اثنين بين مئات الأزمات.
طوال سبع سنوات عجاف متتالية كانت تصنع الأمم المتحدة مسرحيات من الحوار واللقاءات فصولها متناقضة، فتحت نظرها وبإدارتها يزداد شقاقنا وخلافنا، وتسرق أموالنا و تنهب، وآخرها قصة بلجيكا، وما خفي كان أعظم، وهي أيضًا رسخت استمرار تدخل دول هامشية، عندما أعلن استقلال ليبيا وبعدها بعشرات السنين كانت مضارب للإبل ليس إلا، ولكن الأقدار جعلت منها لاعبًا في بلادنا، ليس إلا بفضل الأمم المتحدة، وبالطبع بعض العملاء والخونة بعمائم وبدون عمائم من بني جلدتنا.
الأمم المتحدة تحاول دائما أن تأخذنا بعيدًا عن لب المشكلة، وتحاول أن تشغلنا ببعض بنود الأزمة، ولكنها جانبية، ولا تزيد في الأزمة شيئا ولا تنقص، فوضع شخص على قائمة المعرقلين للحلول هو قرار هزيل ومحزن، نعم قد يستحق المسائلة القانونية لبعض ما ارتكبه بسبب تسرعه، وربما حماسته للثورة، بدون خبرة سياسية أو حتى اجتماعية، ولكنه ليس هو العامل المؤثر في الأزمة الليبية بينما هناك أسماء اخرى من بارونات العاصمة، وغيابهم سيؤثر في المشهد ايجابيًا، وهم أحق بأن يشار إليهم كمعرقلين للدولة في العاصمة، وهم مجرمين بحق، بالرغم من طوافهم الزائف بالكعبة، ولديهم حسابات وشقق في اسطنبول والإمارات، وأيضًا يسافرون، ولكن الأمم المتحدة تسير بنا بخطوات ثابتة من جزيرة دوران إلى أخرى، وفي جزيرة دوران أخرى أيضًا سننتظر مؤتمر غسان سلامة الجامع شهورًا، وسيأتينا بقصة أخرى وأفكار جديدة، ويذهب إلى الرجمة وطبرق، والإمارات، وقطر، وتركيا، وسيرافقنا في رحلتنا الطويلة في جزر دوران الأمم المتحدة، قلق الأمين العام وربما استيائه من الاحداث التي تنتظرنا، والدماء التي سوف تسيل بفعل بارونات العاصمة والمليشيات التي يدعمها المجتمع الدولي بسكوته على حدودنا الجنوبية، وستظل السلطات المصرية تحتقر أهلنا، الذين قادتهم أقدارهم إلى مطار برج العرب بالإسكندرية، أو حدودنا البرية معهم، وستظل تونس سعيدة بتهريب الوقود والنفط لها، بمساعدة بعض المجرمين الليبيين، بل وازدادت شراهتهم وطمعهم لإستبدال منتجاتهم التى تحمل السرطان وكل خبيث بالنفط، وستظل أموالنا في متناول اللصوص الدوليين، وستظل الودائع بالأردن ومصر وغيرها تنزع وتسرق، بمساعدة تلك الدول والمتنفذين فيها، وسيظل استمرار الأزمة نعمة على الطليان لإستمرار تدفق الغاز عليهم، دون شروط وربما دون مقابل، ويظل من فى المشهد شهود زور، وربما جناة، ومجرمين، في حق هذا الوطن الجريح، فهذا وطن مثل أم يعرضها أبنائها للزناة، فهل من أبنائها من يهب دفاعًا عن أمه، فلن يعدم الوطن الشرفاء، ويظل أملنا في الله كبير، وتجارب التاريخ تقول إن من سجل عارًا وخيانة، سيطويه التراب ولن ينسى عاره الوطن، ولن ينساه الأحفاد.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً