لم تنل الرياضة في ليبيا قسطا من التشجيع خلال حقبة العقيد معمر القذافي التي استمرت على مدار 42 عاما. لكن يأمل العداء الليبي محمد خواجة أن يعود من أوليمبياد لندن 2012 بأول ميدالية أولمبية ليبية.
لم يبدُ على العداء الليبي، الذي يزن 65 كليوغراما ويبلغ طوله أقل من 1.8 مترا، التعب بينما كان يجري إلى جواري خلال تدريباته.
لكن لم يكن العام الماضي سهلا على ليبيا.
غابت المنافسات خلال 2011 عن العداء الليبي محمد خواجةالتي شهدت ثورة ضد القذافي. ويشير خواجة (24 عاما) إلى إنه لم يستطيع ممارسة تدريباته خلال جل العام الماضي. ويؤكد على أن حقبة القذافي كانت السبب في سوء أوضاع الرياضة داخل ليبيا.
يتحدث خواجة عن التجاهل الذي عانى منه الرياضيون خلال هذه الفترة. ويوضح أنه كان من الصعب توقيع عقود الرعاية مع أي شركة.
ولم يكن ثمة اهتمام بالرياضيين في الكتاب الأخضر الذي كتبه القذافي بشأن السياسة والاقتصاد والحياة اليومية. ونص الكتاب على أن الرياضة متاحة لكل المواطنين بعيدا عن احتكار الأفراد.
وبالطبع، كانت عائلة القذافي تتلاعب بهذه القواعد.
حتى وقت قريب كان في ليبيا الرياضي الوحيد الشهير هو الساعدي القذافي، الابن الثالث للعقيد الليبي الذي يعتقد أنه هرب إلى النيجر المجاورة.
ومن خلال المحسوبية، تمكن الساعدي من تحقيق بعض طموحاته كلاعب كرة قدم. وعلى الرغم من تواضع مستواه كلاعب خط وسط، أصبح كابتن المنتخب الوطني ثم رئيس اتحاد كرة القدم في ليبيا وعضو مجلس إدارة يوفينتوس الإيطالي.
وخلال مدة أربعة أعوام داخل الدوري الإيطالي، لم يلعب الساعدي سوى أقل من نصف ساعة.
يُقال إنه خلال إحدى المباريات في ليبيا قام الحرس المرافق للساعدي بإطلاق النيران على الجماهير عندما استهزأ المشجعون بفريقه.
ويزعم أن منافسيه تعرضوا للضرب، وربما للقتل.
لم يكن الساعدي الابن الوحيد للقذافي الذي له علاقة بالرياضة، حيث شغل محمد القذافي أيضا منصب رئيس اللجنة الأولمبية الليبية.
ويقول العداء خواجة إنه قابل محمد القذافي عدة مرات. وفي مستهل الثورة العام الماضي، طلب محمد القذافي منه الظهور على شاشة التلفزيون الحكومي ليعبّر عن دعمه للنظام الحاكم. لكن خواجة اعتذر عن ذلك.
ويقر العداء الليبي بأنه كان يشعر بالرعب ولم يقاتل إلى جانب الثوار. لكن يرى نفسه وجها يعبّر عن ليبيا الجديدة.
ويقول إن أي نجاح قد يحققه في لندن سيمثل دفعة لبلده التي تسعى للوقوف على قدميها. ويعلق آمالا كبيرة على دورة الألعاب الأولمبية عام 2016.
ويعتبر أن مجرد رفع العلم الليبي الجديد في حفل الافتتاح داخل لندن يمثل فوزا في حد ذاته.
اترك تعليقاً