عبدالجليل: الظروف الصعبة ليبيا تمنعني من الاستقالة

المستشار مصطفى عبد الجليل

نفى رئيس المجلس الانتقالي الليبي المستشار مصطفى عبد الجليل تقديم استقالته مؤكدا أن الظروف التي تمر بها ليبيا حاليا تمنعه من الاستقالة من منصبه حفاظا على المصالح الوطنية العليا.

وأضاف عبد الجليل في تصريحات صحفية مساء الجمعة أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي جاء بطريقة توافقية، وقاد ليبيا في فترة حرجة كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات المؤتمر الوطني العام “البرلمان” في 19 من شهر يونيو الجاري، ولكن الهيئة العليا الليبية للانتخابات طلبت لأسباب فنية، تمديد الفترة إلى السابع من يوليو المقبل.

وأوضح عبدالجليل أنه كان يرغب في تقديم استقالته في الوقت الحالي، لكن الظروف والأوضاع الأمنية غير المستقرة، أرجأت القرار حتى انتخاب المؤتمر الوطني، حفاظا على مصلحة ليبيا وهي مصلحة وطنية وليست مصلحة شخصية، مؤكدا أنه بمجرد انتهاء الانتخاب فإن دور المجلس الوطني الانتقالي سوف ينتهي بقوة القانون، ولن يكون له أي دور بمجرد انتخاب رئيس للمؤتمر الوطني في الأيام الأولى من انعقاده

ويقول المحلل السياسي والمراقب للاحداث الامين مازن إن مايحدث هو شئ طيبعي وغير مقلق بسبب ما ساد في ليبيا من نظام ديكتاتوري استطاع خلق العداوة الحقد والكراهية بين ابناء القبائل الليبية لكن ذلك سوف ينتهى ولا يوجد قلق وهذا نتاج طبيعى لابد ان يحدث في كل الثورات لكن في ليبيا الامر يختلف بعض الشئ بسبب التركيبة القلبية وهذا شئ دبر له وخطط له القذافي من اجل ان تظل ليبيا من بعده متناحرة.

واضاف مازن ان ليبيا لابد ان تصحوا جيدا وان تدرك المخاطر المحيطة بها ولابد للقوى السياسية والوطنية الحرة ان تعرف ذلك.

وقال “ايضا هناك عناصر مستفيدين من الانفلات الامني في الوقت الراهن ولهم حساباتهم الخاصة ولابد من التحرك من اجل سيطرة الدولة وبسط هيمنتها الامنية على الاوضاع واحساس المواطن الذي اصبح يخاف على بيته واولاده في ظل وجود السلاح في ايدي الجميع”.

وقد يكون بسبب عناصر الثورة المضادة في الداخل هو ما اعلنه احمد قذافي منذ اسبوع من القاهرة بأن هناك تحركات وانتفضات في الداخل الليبي وان تواجد هؤلاء في مصر وتونس والجزائر وتغذيتهم بالمال لهؤلاء العناصر هو امر مقلق ومزعج للأمن الليبي وخطر على الثورة الليبية.

وانتقد الدكتور سعيد عبد العاطى مؤسس ورئيس حزب الامن والرفاة مايحدث في الساحة الليبية من انفلات امني حاليا، وعبر عن تخوفه من انزلاق القبائل الليبية في حرب أهلية.

غير انه عاد واستدرك قائلا “هذا من وجهة نظرى امر مستبعد لان هناك تصاهر وترابط اجتماعى بين القبائل ولكن النظام المباد قد حطم القبيلة الليبية بأفعاله الشيطانية”.

ودعا الى ضرورة الاحتكام الى العقل والمنطق وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والى ضرورة التحرك السريع من قبل كافة القوى سواء المجلس الانتقالي او الحكومة المؤقتة او كافة القوى الوطنية الثورة لوأد اي فتنة او اشعال اي توتر في اى منطقة.

وقال “لابد من بسط هيمنة الدولة على مجريات الامور في كافة المناطق الليبية، مشيرا الى ان ليبيا الان محط انظار العالم وهناك من يريد تعطيل مسيرة الثورة والحيلولة دون اقامة دولة المؤسسات والعدل والقانون وبما يحقق اهداف الثورة في الداخل والخارج”.

واكد الدكتور سعيد الحاسي دعم حزبه الكامل لكل الإجراءات الحاسمة والحازمة من أجل بناء ليبيا الحرة، ونحث أجهزة الدولة الفتية من جيش وشرطة وأمن ومؤسسات على اتخاذ كل مايلزم من أجل فرض النظام وسيادة القانون، واعتبار حمل السلاح خارج شرعية الدولة جرم يعاقب عليه القانون.

وقد اعتبر عضو المجلس الانتقالي ورئيس اللجنة الأمنية علي المانع أن ما يحدث هو نتيجة لسياسات النظام السابق الذي قال إنه خلق مشكلات بين القبائل لضمان استمراره في السلطة.

أما الدكتور صلاح مختار استاذ اكاديمي فأرجع ما حدث إلى ما وصفه بالخلل في أجهزة الأمن والشرطة والجيش، ووصف الانفلات الأمني بأنه فتنة كبيرة ويخل بمبادئ الثورة التي قامت على أساس العدالة والعيش الكريم، وحمل المسؤولية عنها لما وصفها بفلول نظام القذافي، وطالب بجيش وطني محترف لحماية الوطن الليبي وتفعيل القضاء.

ويتهم مختار الحكومة والمجلس الوطني الانتقالي الليبيين بعدم الاهتمام بملف المصالحة الوطنية لحقن الدماء واسترجاع الحقوق، ومحاسبة من يتعمدون إزهاق الأرواح وسرقة المال.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً