أعلن هيئة الأركان الإيرانية، صباح الأربعاء، أن طهران أطلقت 200 صاروخ باليستي خلال نصف ساعة، في هجومها على إسرائيل، الثلاثاء، متوعدة بتدمير البنية التحتية لإسرائيل بشكل واسع وشامل إذا ردت على الهجوم الصاروخي.
وكانت تقديرات إسرائيلية سابقة، أشارت إلى أن إيران أطلقت نحو 180 صاروخا بالستيا.
وقالت إيران في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء “إن هجومها الصاروخي على إسرائيل “انتهى ما لم تحدث استفزازات أخرى”، في حين تعهدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على الهجوم مع تصاعد المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا”.
وقال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف في تدوينة على منصة “إكس”: “لم يظهر للمعتدين سوى ركن من أركان قوة إيران.. إننا بكل قوتنا ومن منطلق حق الدفاع المشروع نقف ضد دعاة الحرب التي يمارسها النظام الصهيوني”.
وأضاف رئيس البرلمان “تم تصميم ردود غير متوقعة ضد تهديدات العدو”، وتابع قائلا: “لو كنتم تعلمون ما أعد لكم، لتوقفتم الآن عن تهديد إيران الأبية”.
بدوره، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الولايات المتحدة من التدخل بعد الهجمات الصاروخية التي نفذتها طهران أمس على إسرائيل.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن عراقجي قوله “الآن يتحمل داعمو إسرائيل مسؤولية أكبر في وقف دعاة الحرب في تل أبيب بدلا من التدخل بحماقة”.
وأضاف عراقجي أنه إذا ردت إسرائيل سيكون رد إيران أقوى، مشددا على أن طهران “مارست حقها في الدفاع عن النفس استنادا إلى المادة 51 من الميثاق، واستهدفت حصرا القواعد العسكرية والأمنية المسؤولة عن الإبادة الجماعية في غزة ولبنان”.
وقالت واشنطن إنها ستعمل مع حليفتها إسرائيل للتأكد من أن إيران ستواجه “عواقب وخيمة” بسبب الهجوم.
وقال رئيس الأركان الإيراني، اللواء محمد باقري، “إن القوات الجوية للحرس الثوري انتقمت للعديد من جرائم الكیان الصهيوني (يقصد إسرائيل) بعمليات بطولية وشجاعة”، وأكد باقري أن الهجمات الصاروخية استهدفت 3 قواعد جوية إسرائيلية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، اليوم الأربعاء.
ولفت إلى أن الشهرين الماضيين مثلا أياما صعبة للإيرانيين ومحور المقاومة إثر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والمطالبات المتكررة من الأمريكيين والإيرانيين بضبط النفس حتى يمكن التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
هذا، وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن “طهران على استعداد تام لاتخاذ المزيد من التدابير الدفاعية من أجل حماية مصالحها المشروعة والدفاع عن سيادتها ضد أي عدوان عسكري واستخدام غير قانوني للقوة ولن تتردد في ذلك”.
وذكرت الخارجية في بيان “أن القوات المسلحة الإيرانية تماشيا مع إعمال الحق الأصيل في الدفاع المشروع وبموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وردا على الأعمال العدوانية للكيان الصهيوني، قررت تنفيذ سلسلة هجمات صاروخية على أهداف ومنشآت عسكرية وأمنية تابعة للكيان الصهيوني”.
وأفادت بأن “لجوء إيران إلى حق الدفاع المشروع بعد فترة طويلة من ضبط النفس، يظهر النهج المسؤول الذي تتبعه طهران تجاه السلام والأمن الإقليميين والدوليين في وقت لا تزال تستمر فيه الأعمال غير القانونية والإبادة الجماعية التي يقوم بها نظام الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني واعتداءاته العسكرية المتكررة على لبنان وسوريا”.
وأعلنت هيئة الأركان الإيرانية “أن إيران لم تبدأ أي حرب على مدى السنوات الـ45 الماضية ولكن سترد بقوة على أي اعتداء عليها”.
وجاء في البيان: “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تبدأ أي حرب خلال الـ 45 عاما الماضية ولن تكون أبدا البادئة في أي حرب، لكنها لن تتقاعس عن الدفاع عن حقوقها المشروعة بقوة ضد أي جهة”.
وأضاف البيان: “كان من الضروري الرد بشكل مناسب على الأعمال غير القانونية للكيان الصهيوني، من خلال اغتيال المستشارين الإيرانيين في سوريا ولبنان وانتهاك سيادة جمهورية إيران الإسلامية في اغتيال الشهيد محمد رضا زاهدي والشهيد اسماعيل هنية في طهران وبعد ذلك باغتيال قيادات حزب الله في لبنان وخاصة السيد حسن نصر الله، بالتزامن مع المذبحة التي تعرض لها الشعبان المضطهدان في لبنان وفلسطين، وتجاهل الحقوق السيادية المشروعة لجمهورية إيران الإسلامية”.
وتابع: “في حالة التدخل المباشر للدول الداعمة للنظام الصهيوني في أي هجوم على إيران، فإن قواعدها ومصالحها في المنطقة ستواجه ردا قويا، وعلى الكيان الصهيوني ترقب تدمير بناه التحتية بشكل واسع وشامل إذا رد على الهجوم”.
وفي وقت سابق، حذر المرشد الإيراني علي خامنئي، في تدوينة نشرت باللغة العبرية عبر حسابه على منصة “إكس”، “من أن الضربات ضد إسرائيل ستصبح “أقوى وأكثر إيلاما”.
كما أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، “أن الهجوم الصاروخي على إسرائيل كان دفاعا عن مصالح إيران ومواطنيها”.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني: “إن عملية “الوعد الصادق2” ضد الكيان الصهيوني كانت دفاعاً عن مصالحنا الوطنية في إطار القوانين الدولية وسنرد على أي طرف يتجاوز حدوده”.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا بشأن الشرق الأوسط، الأربعاء، كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار.
في غضون ذلك، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن 100 منزل على الأقل بمدينة هود هشارون وسط إسرائيل تضرر بسبب الهجوم الإيراني.
اترك تعليقاً