تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، تداولو أمس الثلاثاء، فيديو مؤثراً لطفلة من الإيغور المسلمين وهي تبكي وتطالب بمعرفة مصير والدها أثناء وقفة احتجاجية لهم أمام قنصلية الصين في إسطنبول للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.
الطفلة الإيغورية ظهرت في الفيديو المتداول وهي تبكي فيما لاقت كلماتها تعطافاً واسعاً بين الأتراك؛ إذ عبرت عن ألمها ومعاناتها، وهي محرومة من لقاء والدها المحتجز في الصين، وقالت وهي توجه كلامها لسفارة الصين في إسطنبول: “أليس لديك ضمير، أليس لديك أطفال، لماذا تفعلون هذا بنا؟ أين أبي وأخي؟ اشتاق لأشم رائحة أبي، لم أر أخي لمدة 4 سنوات”.
فيديو الصغيرة الإيغورية لاقى انتشاراً بين الأتراك الذين راحوا يعبرون عن أسفهم لوضعها المعقد، المغرد التركي Ersagun Erdaş أعاد مشاركة الفيديو وعلق عليه قائلاً: “أنا أشعر بالخجل من هذا الفيديو، سامحنا يا الله”.
أما المغرد التركي مصطفى فعلق على الفيديو قائلاً: “أولئك الذين يجعلونك تبكين، هم من يتجاهلون أزمة الإيغور ومعاناتهم”.
أما المغردة بتول فعلقت على الفيديو قائلة: “يا طفلتي الجميلة، نحن في زمن الناس الذين لا ضمير لهم.. رب اجعلها تلتقي بوالدها”.
ويأتي هذا في وقت يواصل فيه الإيغور وقفات احتجاجية أمام السفارة الصينية في أنقرة والقنصلية الصينية في إسطنبول رفضاً لاضطهاد الصين لهم. وفقا لما ذكر موقع “عربي بوست”.
وفي سياق متصل، مع استمرار السلطات الصينية في ممارساتها القمعية بحق الإيغور في تركستان الشرقية أو شينغيانغ كما تطلق عليها بكين، يسعى مواطنو الإيغور في تركيا حيث تعيش جالية كبيرة منهم لإيجاد سبل لمعرفة أوضاع أقاربهم هناك والاطمئنان على سلامتهم.
وتتعرض سياسة بكين في شينغيانغ لانتقادات واسعة النطاق من جماعات حقوقية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية ومنظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية، ووجهت اتهامات إليهم بنبذ 12 مليوناً من الإيغور في الصين، معظمهم من المسلمين.
وفي وقت سابق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه “من المهم” إرسال فريق من مفوضية حقوق الإنسان الأممية إلى إقليم “شينغيانغ” تركستان الشرقية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده متحدث الأمين العام ستيفان دوجاريك، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، تعليقاً على تقرير إعلامي كشف عن حوادث “اغتصاب ممنهج” في معسكرات أقلية الإيغور بإقليم شينغيانغ، الخاضع لسيطرة الصين.
إذ أفاد دوجاريك بأنه “إذا وضعنا في الحسبان طبيعة الادعاءات الواردة بالتقرير الصحفي، ونفي السلطات لوقوع مزاعم كهذه، أصبح من المهم الآن أكثر من أي وقت على الإطلاق المضي قدماً في البعثة المقترحة من قبل المفوضة السامية لحقوق الإنسان”.
فيما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية قبل أيام تقريراً صادماً، كشف عن أن “النساء في نظام معسكرات الاعتقال الصيني للإيغور وغيرهن من المسلمات في شينغيانغ يتعرضن للاغتصاب والاعتداء الجنسي والتعذيب”.
ونقلت الهيئة البريطانية، في تقرير خاص، عن ضحايا وشهود عيان من المعسكرات المذكورة، أن “عمليات اغتصاب ممنهجة، وتعذيب، وتعقيم وغسل دماغ” يتعرض لها المحتجزون هناك.
وفي ديسمبر 2020، أعلنت المفوضة الأممية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليت، أن وفداً من مفوضية الأمم المتحدة يواصل التواصل مع السلطات الصينية بخصوص إجراء زيارة لإقليم شينغيانغ.
كما أعربت باشليت عن أملها أن تتم الزيارة في الربع الأول من العام الجاري وتسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الإيغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينغيانغ”، أي “الحدود الجديدة”.
وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من الإيغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز الـ100 مليون.
والعام الماضي، اتهمت الخارجية الأمريكية الصين، في تقريرها السنوي لحقوق الإنسان للعام 2019، الصين باحتجاز المسلمين بمراكز اعتقال لمحو هويتهم الدينية والعرقية، وإجبارهم على العمل بالسخرة.
غير أن الصين عادة ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ”معسكرات اعتقال”، إنما هي “مراكز تدريب مهني” وترمي إلى “تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة”.
اترك تعليقاً