من كان يٌصدق أن مائة وبضع أصوات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة هم من يُصوتون على قرار ما يُسمى إنشاء وزارة الإعلام فى ليبيا ؟.. ولماذا تكون فيه وزارة إعلام أصلاً فى حكومة زيدان ؟ ومن طالب بها على مستوى المختصين والليبيين عامة ومؤسسات المجتمع المدنى ؟ لقد كان من أولويات المطالب فى ثورة فبرايرهى حرية الإعلام وإستقلاليته ؟ ولماذا إنتفض أهل الرأى العام من الشباب الليبى يوم 17 فبراير ؟ ألم نرفع أصواتنا جميعاً من أجل حرية الرأى وحرية الصحافة وحرية الكلمة بعد أن كمّم أفواهنا نظام القذافى لسنين طوال كان يُستدعى فيها الكاتب والصحفى ويُحقق معه لمجرد جُملة عابرة أو كلمة وردت فى مقالة ليُسأل عنها لما كتبت ذلك ولما تتواجد هذه الكلمة فى هذه الجملة يُسألون عن أدق التفاصيل لخوفهم من تسرّب معلومة أو نقد يُشكل خطراً من خلال مقالة .. أنسيتم ذلك .!! إننى اتذكر عندما أنشأت مدونتى الخاصة وأخترت لها إسم (ليبيا الجديدة) فى 5/5/2008م تم إستدعائى من قبل جهاز امنى وأول سؤال كان ينتظرنى مركباً أى أكثر من إستفسار لماذا اطلقت عليها ليبيا الجديدة ؟ وماذا تقصد بذلك ؟ وهل تعتبر أن ليبيا القذافى ستصبح قديمة بعد مدونتك هذه .؟! ولماذا إخترت أن تكون لك مدونة ؟ ويجيب هو، لكى تتهرب من مراقبتنا لأن المدونة غير مسموح بُمراقبتها وملاحقتها ، يومها قلت فى نفسى لماذا لا يكون لدينا إعلام حر مُستقل ؟ لا علاقة بينه وبين الحكومة لكى يكتب وينشر أى مواطن لديه القدرة على الكتابة ونقد الفساد والإنحراف ، ونترك الحكم والردع يكون من خلال قانون الصحافة .. هكذا تكون حرية الإعلام وعدم الهيمنة عليه وعدم إعتباره عدو مُتربص بالساسة والسياسيين.
كنا دائماً أيام الدكتاتورية المُقيدة للحريات نحاول تمرير مقالاتنا لإيصال ما نعنيه للمواطن وأحياناً نضطر إلا ضخ جملة أو كلمة كنوع من الترضية لمن يتابعنا ويُلاحقنا حتى لا نقع فى المحضور والإستدعاء فمن يكتب من الداخل ليس كمن يكتب فى مواقع الخارج بكل حرية مُطلقة وأحياناً بإسم مستعار أما نحن فقد كنا بأسمائنا وغير مجهولين لأجهزة النظام ، ولهذا كنا نحسد العالم الخارجى على الإعلام الحر وقد كان الكتاب والصحفيون الليبيين يكتبون من خلال مواقع أنشأؤها خارج ليبيا بأموالهم الخاصة أو هناك من ساعدهم فى ذلك ، وكنا نسعد بتلك المقالات الحرة حتى ولو كانت بأسماء مستعارة واليوم نفس الأشخاص الذين كانوا ينتقدون الحُكم فى ليبيا إعلامياً يباشرون فى تضييق الخناق علينا ويُطالبون بوزارة إعلام للتحكم فى حركة ما يُسمى السلطة الرابعة فى الوطن ومُراقبة الصحافة وتقييد الرأى العام ، وللأسف أن لجنة الإعلام فى المؤتمر الوطنى العام هى التى درست الأمر وناقشت الكثر من المختصين والإعلاميين وقدمته على شكل إقتراح فى جلسة مؤتمر لم يحضرها سوى مائة وعدد قليل وكأن هذا الأمر لا يعنى شيئاً لمستقبل ليبيا ، ولماذا لم يحضر نسبة كبيرة من أعضاء المؤتمر الوطنى العام لكى يُشارك الجميع لعل منهم من قد يلهمُه الله الشهادة ليقول كلمة الحق وتُسجل له فى التاريخ .. فأين أنت يا أستاذ/ حسن الأمين المصراتى ؟.. صاحب موقع ليبيا المستقبل ومديره إلى وقت قريب ؟؟ ألم تفتح فى الماضى صفحات موقعك عندما كنت تنادى بالديمقراطية وحرية الإعلام وتطالب بإسقاط نظام الحكم الظالم لهيمنته على الإعلام فى ظل ما يسمى (أمانة اللجنة الشعبية للإعلام والثقافة الحكومية بدرجة إمتياز) حين ذاك وكنت تستقطب الكتاب والصحفيين فى الداخل لكى ينشرون على صفحات موقعك ، أكان ذلك خدعة إعلامية للوصول إلى الهدف (حقاً الغاية تُبرر الوسيلة ) فإذا كان كذلك فإننى أهنئك لقد نجحت بجدارة ولكن بأسلوب لم يتوقعه أصحاب الرأى الحر والمشورة فى الوطن .. وها أنت قد وصلت وتربعت على كرسى الإعلام ، فهل حرية الإعلام أصبحت مُحرمة فى ظل مجموعة من الإنتهازيين الكثير منهم كذبوا على المواطن الليبى وخدعوه يوم رفعوا شعاراتهم ودعاياتهم بأنهم مستقلون من أجل خدمة الشعب الليبى اولاً ومناطقهم ثانياً لقد كذب البعض ممن هم يصوتون على ذبح الرأى العام ونصب المشانق لإعدام الإعلام فى ليبيا وغيروا جلودهم التى لا أجد وصفاً لها إلا جلود الأفاعى السامة حينما أكتشفت حقيقتهم وإنتماؤهم الإيدولوجى لدكاكين الأحزاب المنتهية الصلاحية أى كانت.
لقد حاولت خلال أيام أن أصل إلى بعض من اصدقائى هاتفياً لكى أقول رأى لعلى وعسى أن أجد آذان مُصغية ! وللأسف لم أتمكن من ذلك مع العلم أننى من حاولت الإتصال بهم ليسوا من مدينتى درنه لأننى لم أنتخب منه أحداً لقناعتى الشخصية وأهل مكة أدرى بشعابها !! لقد إستولى المؤتمر على مقاليد الأمور فى ليبيا فى غفلة من شعبنا العظيم وكان الأجدر بنا فى كل مدينة وقرية ونجع أن نطالب بإسقاط كل من ثبت خداعه لنا وتدليسه علينا منذ اليوم الأول وفى أول جلسة للمؤتمر الوطنى وكم طالبت شخصياً السيد محمد المقريف من خلال مقالاتى ببعض من المطالب ولكنه لم يلتفت لذلك ربما لأنه أصبح جزءً مهماً من الطبخة ! ، أقول مرة أخرى للسيد حسن الأمين ، ألم تنادى يا سيد رئيس لجنة الإعلام بالمؤتمر شخصياً ؟ فى لقاءاتك على شاشات القنوات الفضائية قبل وبعد إنتفاضة فبراير بضرورة إتاحة الفرصة للأقلام الحرة وحرية الإعلام غير المقيدة إطلاقاً ؟ ماذا دهاك ؟ هل الكرسى الذى تتقلده فى المؤتمر ورئاسة لجنة الإعلام قد قلبت الموازين لديك ؟ أعلموا أن صدور قرار إنشاء وزارة للإعلام فى ليبيا مؤقتاً أو غير ذلك ، أمر دُبّر بليل ولا ينطلى علينا ، وهى جريمة فى حق الإعلاميين وحرية الإعلام بالدرجة الأولى وفى حق الشعب الليبى كذلك فهو قرار مُجحف طُُبخ فى مطابخ ريكسوس حول طاولات الأكل الدسمة التى أصابتكم بالتخمة ، وتم تمريره خفية ليكون علامة مشينة بكل المقاييس فى تاريخ هذا المؤتمر الوطنى العام المؤقت وربما سيكون غير مؤقت خلال المدة القادمة بعدما تتصاعد ردة الفعل ضد هذا القرار وربما تتوتر الأمور أكثر من ذلك ولنا فى دول الجوار عبرة لمن يعتبر.
ماذا دهاكم ؟!.. بالأمس القريب إستخدمتم الإعلام لتسوّقوا لأنفسكم من خلال دعايات مشبوهة مدفوعة الفواتير خفية من قبل كياناتكم السياسية ، وقد قدّمكم الإعلام الليبى فى أحسن صورة للمواطن بعد أن قام بتجميل صوركم المشوشة وتاريخ البعض منكم لا لشئ إلا لأن الإعلام الليبى الذى يسعى إلى إستكمال حريته أراد الدفع بالوضع السياسى إلى الأمام وحتى لا تتأخر الحركة الديمقراطية عن دول الربيع العربى ، إننا نعلم علم اليقين بأن الكثير منكم غير مؤهل علمياً ولا تخصصياً ولا تاريخياً ولا سياسياً ليكون فى ذلك المؤتمر الوطنى ليُشارك فى تخطيط مستقبل ليبيا فمنكم عبارة عن بضاعة منتهية الصلاحية قُدمت للمواطن الليبى فى زمن الجهل والفقر والجوع وإنعدام العلاج.
أنا لا أريد أن أتطاول على أحد ولكن أقولها بكل شفافية وصراحة ولا أريد أن أقلق راحة أهل الكهف فى ريكسوس … وأتساءل .. أين أولئك المناضلين من أهل الفكر والأقلام الحرة الصادقة الذين يتواجدون داخل المؤتمر والذين كنا نقرأ لهم طوال سنوات ؟ ونشاركهم الرأى ؟ ! فهل بوصولهم للمؤتمر إنتهى نضالهم السياسى والإعلامى؟ من أجل قول الحقيقة وتقديمها للمواطن الليبى بكل شفافية ، ذلك المواطن الذى أصيب هذه الأيام بالإحباط وخيبة الأمل وبدأ يفكّر فى كيفية التخلص من هذه المؤامرة التى فصّلوها عليه العائدون حقيقة وليسوا أولئك البسطاء الذين تطلقون عليهم عائدون من أجل لقمة العيش فهؤلاء لا يشكلون خطراً على مستقبل ليبيا لأن طلباتهم محدودة وليس لهم تطلّع للهيمنة على الثروات الليبية ولا السلطة بينما أولئك فشواتهم لا تنقطع لأنهم عادوا وبيتوا النية للجلوس على الكراسى إلى الأبد وخلق دكتاتورية جديدة تم تفصيلها على مقاس الشعب الليبى .. هنا أقول لشعبنا العظيم إنتظروا ولن يمر يوم عليكم وإلا وتسمعوا (فالطة) جديدة كما يُقال جراء سكوتكم وقبولكم بالأمر الواقع.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
ما اشبه اليوم بالبارحة – استاذي الفاضل. كلنا نخشى ان تكون دماء الشهداء ضاعت هباء وكلنا نخاف من انحراف مسار الثورة نحو الاسواء ولا زلنا نخاف من عودة بعبع البيروقراطية الجهنمية على ايدي تجار وسماسرة الثورة والذين – اغلبهم لا عهد ولا ميتاق لهم ولكم يرعبنا الواقع الاليم لاءتجاهات المؤتمر الوطني. استاذي الكريم دات مرةكتبت مقالا في زمن الطاغية. عن القلعة المحصنة والمطوقة بالاجهزة الامنية من كل الجوانب وبالحراسات من كل الاجهزة الامنية بكل اشكالها ومسمياتها . قلت تجاوزت الشهران من السعي المحموم كي اتمكن من مقابلة. امين اللجنة الشعبية العامة او من ينوبه. ولكن عبثا وبدون جدوى. ولا يعلم الا الله كم لاقيت من استدعاء وكم سطرت ورقة تحقيق بخصوص ما دكرت. الان مضى على انتهاء الكيب ووزارته المشؤمة اكثر من شهر وحل زيدان بجيشه العرمرم وحاشيته التي لا تعرف الا – ممنوع وغير موجود عدت لنفسي ولتلك الايام وخيبت الفرحة التي تلاشت تم ايقنت انهم كلهم سواسية لا فرق بين زيد وعمر – وان كل من يركب على ضهورنا ليس له ا ركلنا على قفانا. كلهم بيروقراطيون وكلهم زي بعضهم ولا فرق بينهم الا ما رحم الله وشكرا استاذي الفاضل