علقت صحيفة “الشعب” الصينية على مطالبة الشرق الليبي مؤخراً بالحكم الذاتي، والفوضى التي جدت في مدينة سبها، قائلة “يعتقد الرأي العام أن المواجهات المسلحة التي تحدث من وقت الآخر بين القبائل، تعكس حدة المشاكل السياسية والاجتماعية داخل ليبيا، حيث تواجه ليبيا ما بعد القذافي شبح الانقسام”.
وأضافت الصحيفة الصينية أن الحكومة الليبية استعملت القوة في التدخل، لكن ذلك لم يجد نفعاً، ويرى محللون أن الوضع الليبي في الوقت الحالي شبيه بقطعة فسيفساء مهشمة، حيث تعمل كل منطقة أو قبيلة أو جماعة على حدة لتحقيق مطالبها الشخصية، وتاريخيا، تتكون ليبيا أساسا من ثلاثة مناطق، طرابلس (غربا) وبرقة (شرقا) وفزان (جنوبا)، ونظرا لاتساع المجال الليبي وثرائه بالنفط والغاز، ساهمت حرب “الإطاحة بالقذافي” في انتشار كميات كبيرة من السلاح، حيث أصبح بإمكان كل منطقة تكوين مجموعاتها المسلحة الخاصة، والشعور بالبرود تجاه الانتماء إلى الحكومة المركزية، ولاشك أن مطالبة إقليم برقة بالحكم الذاتي يعد أمرا مغريا بالنسبة للمنطقة الجنوبية الغنية بالغاز، وفي ذات الوقت يعد مثالا يمكن أن يحتذيه البربر الذين يعيشون في الأقاليم الغربية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل التدهور الأمني وفقدان التوازن السياسي واضطراب النظام الاجتماعى، ستكون عمليات إعادة الإعمار بطيئة في ليبيا ما بعد الحرب، وبالنسبة لإنتاج النفط، مازالت كمية النفط الليبي المنتجة حاليا تترنح فوق مستوى الإنتاج خلال فترة الحرب. وترى وسائل الإعلام العربية أن إعادة الإعمار فى ليبيا لن تبدأ إلا بعد الانتخابات التي ستقام في شهر حزيران القادم، أما الآن فمازال الليبيون يعيشون في حالة تخبط.
يرى تيان وان لين، باحث مساعد في المعهد الصيني لأبحاث العلاقات الدولية المعاصرة، أن الحرب التي استمرت أكثر من عام فى ليبيا، والتدخل والدعم الغربي لم يدخلا ليبيا في دائرة ما يسمى تقدم “الدمقرطة”، بل بالعكس جعلت الانفصال والاضطرابات تصبح مفردات لليبيا.
أضاف المحلل وان لين “إذا نظرنا من هذه الزاوية فإن مستقبل ليبيا لا يدعو للتفاؤل. ومن العراق إلى ليبيا، وحتى الوضع المضطرب في سوريا، كل شىء يجسد البراغماتية الغربية التى لا ترى غير المصلحة الذاتية. إن نتائج الحرب تستحق إعادة النظر والتفكير، لأن ليبيا تواجه مخاطر “التقسيم”، وتواصل الاضطرابات والصراعات يجعل مصير ليبيا في طريق المجهول”.
اترك تعليقاً