يعاني الشعب الليبي الشقيق من الحرب الدائرة بين الشعب الواحد وارهاق الآلف اللاجئين، وتعالى بكاء الأطفال لتلك الحا، يخالطه ولولة الأمهات وهم يرون التيارات المتحاربة يقتحمون عليهم بيوتهم للبحث عن المقاتلين للفتك بهم. حتى اصبح الليبيون يتساءلون أي لعنة ضربتهم، وتلاحقهم منذ سقوط نظام الراحل القذافي وهم الشعب الطيب المتسامح.
وبدلا من تضافر الجهود الليبية لمواجهة هذه المصائب، فإن اتهامات عديدة وجهت الى مختلف التيارات المتحاربة، بما فيها الجيش الحكومي. هذه التيارات لم تشأ اعطاء تفصيلات حول الأسباب التي جعلها تدخل في الحرب الدائرة بين الأخوة .ومما زاد الطين بلة دخول بعض الدول العربية في الحرب!
في هذا الصدد سألت احد رجال المخابرات الليبية في عهد القذافي التقيت به في تونس في الشهر الماضي عن التدخل العسكري العربي في الحرب الدائرة؟ اجاب الرجل وقد بان الغضب في جبينه”
الحقيقة الواضحة تماما هي: أنه من الناحية السرية تتعاون مصر مع حلفائها في الخليج لتقديم الدعم للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، الذي يخوض عملية أطلق عليها اسم “الكرامة” ضد الإسلاميين الذين يخوضون ضده عملية “فجر ليبيا” ويقال أن طيارون إماراتيون قاموا بالانطلاق من قواعد عسكرية مصرية لضرب أهداف للإسلاميين في طرابلس، وفي الشهر الماضي قالت وكالة أسوسيتدبرس إن طائرات مصرية قامت بضرب مواقع الإسلاميين في بنغازي. وحتى قطر لعبت دورا في هذه الحرب، حيث يقال إنها أرسلت طائرة “سي-“17 محملة بالأسلحة لدعم الإسلاميين.
هذه الأمور تدفع الى القول بأن الحرب في ليبيا تدور بين الإسلاميين والعلمانيين !اصفر الرجل وشحب لونه شحوبا شديدا ، وقال مضطربا: الرئيس المصري لا يتحمل ان يكون على رأس النظام في ليبيا إسلامي ، وهو الذي قام بانقلاب ضد الأخوة ، مما دفع الأمور باتجاه تضخم عامل التأزم في العلاقات بين ليبيا ومصر . ولتفصيل كل ذلك ، فان مصر وحلفائها في الخليج أصبحوا خصما شرسا ، خصوصا في الفترة الأخيرة ، لأنهم أدركوا أن الإسلاميين يلعبون لعبة خطيرة ضدهم أي أنهم في حرب غير معلنة ضدهم ، وهذا ما لا يمكن لهذه الدول ان تغفره للإسلاميين .
إذا المسألة ليست لها علاقة بالنهوض الاقتصادي بل بالصراع على الحكم
المعروف عن السلطة السياسية الحاكمة في العالم العربي ضعف أو هشاشة الشرعية التي تستند عليها، فهي تعيش “أزمة شرعية” إذ أن غالبية الأنظمة العربية لم تصل إلى السلطة بوسائل ديمقراطية حقيقية. لذا فإنها تحارب كل تيار أو حزب له مصدقيه مع الشعب . هل تعتقد أن النظام الليبي في عهد القذافي كان أحسن؟
بحكم أنني كنت من رجال القذافي ومع ذلك اقول : صحيح ان القذافي يعتبر ديكتاتور فالسلطة كل السلطة له ، وكان مؤمنا ، بأن ليبيا تحتاج الى ثلاثة أجيال حتى تستطلع العيش في دائرة الديمقراطية …ولكن عندما نرى ما يحدث فأفضل نظام القذافي . ابتسمت وقلت له:
أنا لا استغرب ذلك لأنك بكل بساطة تعيش في هذا الفندق بأموال القذافي . اجاب والعرق يتصبب منه لفرط انفعاله وغضبه ، وقال أليس من العار أن يتصرف في أموالنا غيرنا !ولولا اموال القذافي لما استطعت الهروب بجلدي الى تونس ودفع ثمن الأشياء الي تناولنها.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
شكرا على المقال
العلاقات الجزائرية الليبية كانت جيدة اثناء الاستعمار الفرنسي للجزائر وعادية بعد استقلال الجزائر ومتوترة في السنوات الأخيرة