أعلن رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، اليوم السبت، أن أداء المهام الأمنية لقوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي وصلت إلى نور سلطان، أتاح إعادة نشر جزء من قوات وكالات إنفاذ القانون الكازاخستانية في مدينة ألما آتا للمشاركة في عملية مكافحة الإرهاب.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن المكتب الصحفي لرئيس كازاخستان قوله في بيان: “لوحظ أن أداء المهام الأمنية من قبل وحدات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في نور سلطان جعل من الممكن تسريح جزء من قوات وكالات إنفاذ القانون الكازاخستانية وإعادة نشرها في ألما آتا للمشاركة في عملية مكافحة الإرهاب”.
يُشار إلى أن توكاييف أعطى “تعليمات محددة لضمان العمل المنسق والفعّال للإدارات المعنية من أجل استقرار الوضع لصالح مواطني البلاد”.
وأعلنت دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، في وقت سابق، إرسال قوات حفظ سلام إلى كازاخستان بعد مناشدة رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف قادة الدول الأعضاء في المنظمة مساعدة بلاده في التغلب على ما وصفه “بالتهديد الإرهابي”.
وتشمل قوات حفظ السلام الجماعية، بالإضافة إلى قوات روسيا الاتحادية، وحدات من القوات المسلحة لبيلاروس وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان.
هذا وأفاد الكرملين بأن الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكايف، أبلغ نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم السبت، بأن الوضع في كازاخستان آخذ في الاستقرار.
وجاء في بيان صدر عن الكرملين، أن بوتين أجرى مكالمة هاتفية طويلة مع نظيره الكازاخستاني، أبلغ الأخير خلاله بوتين بالتطورات الأخيرة في بلاده.
وشكر توكايف بوتين أيضا للدعم الذي قدمته روسيا في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، داعيا إلى إجراء قمة مجلس الأمن الجماعي التابع للمنظمة عبر الفيديو في القريب العاجل، وأفاد الكرملين بأن بوتين أيد فكرة عقد القمة لبحث الإجراءات بهدف استقرار الوضع في كازاخستان.
في غضون ذلك، قالت وكالة الأمن الوطني في كازاخستان، اليوم السبت، إن رئيسها السابق، كريم ماسيموف، اعتقل للاشتباه في الخيانة العظمى.
وذكرت وكالة “فرانس برس” إن السلطات في كازاخستان اعتقلت ماسيموف رئيس وكالة الأمن الوطني السابق ومسؤولين آخرين، يوم الخميس الماضي، للاشتباه في الخيانة.
وأوضحت وكالة الأمن الوطني، في بيان لها، أن رئيسها السابق كريم ماسيموف اعتقل بعد أن فتحت الوكالة تحقيقا في اتهامات بالخيانة العظمى في 6 يناير الجاري.
يُذكر أن ماسيموف، الحليف المقرب لرئيس كازاخستان المؤسس نور سلطان نزارباييف، كان قد أُقيل من منصبه هذا الأسبوع بعد أن اقتحم محتجون في ألما آتا مباني حكومية.
وكانت وزارة الداخلية في كازاخستان قد كشفت، أمس الجمعة، عن مقتل 7 من أفرادها خلال الاضطرابات الأمنية الجارية في البلاد، فيما نقلت وسائل إعلام محلية أن أكثر من 100 شخص اعتقلوا خلال عملية أمنية في مدينة ألما آتا كبرى مدن كازاخستان.
كما أشارت قناة “خبر 24” المحلية، إلى أن “الشرطة نفذت عملية أمنية في ألما آتا وألقت القبض على أكثر من 100 شخص، وبيّنت أن “القوات الأمنية مستمرة في مصادرة أسلحة نارية في عدة مناطق في المدينة”.
وذكرت القناة التلفزيونية الحكومية، في وقت سابق، أن “أكثر من ألف شخص في كازاخستان عانوا من أعمال الشغب، وتم نقل عدة مئات إلى المستشفيات، والعشرات إلى العناية المركزة”.
وتشهد كازاخستان منذ أيام، موجة احتجاجات بدأت بمطالب اقتصادية تحولت اليومين الأخيرين لاشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن في عدد من المدن بينها ألما آتا كبرى مدن البلاد.
وانطلقت الاحتجاجات في المناطق الغربية للبلاد على خلفية ارتفاع حاد في أسعار الغاز، ورغم موافقة السلطات على خفض الأسعار إلى مستواها السابق، لم تهدأ المظاهرات بل امتدت لأنحاء أخرى في البلاد، ما دفع الرئيس قاسم جومارت توكاييف لإقالة الحكومة وإعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد، بما فيها العاصمة نور سلطان.
اترك تعليقاً