السؤال المتجدد دائما كيف وصلنا إلى ما نحن عليه هل هي الثورة؟ أم إن مخططا أعد مسبقا كنا ضحيته وأظهرت لنا دول الغرب تعاطفا مخادعا في بداية الثورة أم هو حصاد تجهيل استمر أربع عقود ونيف؟ أم هي العقلية القبلية والمناطقية المقيتة استمرت معنا منذ حرب داحس والغبراء.
ولعل كل ما سبق صحيح ولكن العامل الرئيسي هو تآمر الغرب ودفعه للأمور باتجاه التأزيم بالرغم من وجود بعثة الأمم المتحدة والمبعوثين الخاصين للدول الغربية والذين اقتصرت مهامهم على تجميع المعلومات الدقيقة من كل الأطراف والتي كانت تتسابق لتعطي كل ما لديها لمحق وسحق الطرف الآخر ونيل رضا هده الدول.
تبدأ القصة من تردد رجل نحيف أمريكي الجنسية من أصول أثيوبية ممثلا للإدارة الأمريكية على فندق تيبستي يتلمس الأخبار ويجمع البيانات مؤكدا أن أمريكيا مع الديمقراطية وحقوق الإنسان وسأل عن كل كبيرة وصغيرة ويبدوا أن الإدارة الفرنسية والأمريكية كانت أعدت كل شيء وأتمت مخططاتها ولا شك أن تمزيق ميثاق الأمم المتحدة بجرأة لم يكن يتوقعها أحد من القذافي اقنع الغرب أن دوره قد انتهى ويجب إيجاد البديل له -هدا ما جاء على لسان فولدن براون ريس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت- ضمن مخطط الفوضى الخلاقة وصادف ذلك تبرم الشعوب العربية بحكامها العملاء للغرب وانطلاق الربيع العربي.
كان لابد من إيجاد سيناريو لكل دولة عربية حتى تنخرط في أزمات داخلية فالشيعة والسنة في العراق والعلويين وباقي الطوائف في سوريا والشمال والجنوب في السودان والمسلمين والمسيحيين في مصر أما في ليبيا فاتجه المشروع إلى طائفة من الإسلاميين لإبرازهم في المشهد وبعض القوى العنصرية القبلية وبدأ المخطط مع الطرفين في ذات الوقت فالاجتماعات داخل وخارج ليبيا مع القبليين من وراء الليبيين لوضع خطط لطرح الفيدرالية وإثارة الخلاف حولها وكان للمخابرات المصرية الدور الأعظم لإمكانية استفادة الدولة المصرية ولإمكانية استدعائها للتدخل وللتوسع داخل القارة الليبية أما الدور الذي قامت به المخابرات الأمريكية فهو إرسال حفتر الأمريكي الجنسية منذ بداية الثورة والذي أعدته المخابرات الأمريكية لمثل هذا اليوم ولإمكانية تنصيبه بديلا عن القذافي وحيث أن الأوضاع بدأت تستقر عام 2012 وبدا كأن الدولة ستبني دستور وتستقر دون معرفة من سيكون الرئيس ولذلك بدأ التأجيج بتنفيذ مخطط اغتيالات يقال إن مخابرات أجنبية كانت تشرف عليه بالكامل حيث تم نقل مجموعة يعتقد أنها بحدود الثلاثين شخصا وكان ذلك في شهر نوفمبر 2011 أي بعد سقوط الدولة بشهر واحد فقط وتم تدريبهم لمدة ستة اشهر على أعمال القتال والاستخبارات والاغتيالات وتم تسريبهم إلى أنصار الشريعة حيث أن تلك التيارات الإسلامية يسهل اختراقها فقد تغلغل إليهم عملاء الاستخبارات الأمريكية والغربية من ليبيين وغير ليبيين مع ملاحظة أن الاغتيالات كان واضحا أنها لا تستهدف أنصار النظام السابق أو فصيل بعينه ولكنها كانت لإثارة الفوضى وإشعار الناس أن الدولة انهارت وانتهت ويقال إن تلك المجموعة الاستخباراتية هي التي قبضت على بوختالة وسلمته للقوات البحرية الأمريكية بل أنها ربما هي التي قادت الهجوم على مقر المخابرات الأمريكية ببنغازي حيث لا توجد قنصلية مصرح لها بالعمل وربما ضحت بسفيرها لأجل تأكيد مشروع الفوضى في ليبيا.
لكل ذلك أمرت أمريكيا عملائها من دول المنطقة لدعم كل طرف وإمداده بالسلاح والقنابل لاستمرار الصراع خاصة بعد أن ورد على حوضها كل المتصارعين المحليين.
المخطط ربما أكبر من قدرة الليبيين على إدارة الصراع حيث أصبح أحدهم يدا يمنى للأمريكان والآخر اليد اليسرى ليساهم الجميع في خراب الوطن ليس إلا ولن ينتهي المشروع الأمريكي الفرنسي لتنصيب عميل والعودة إلى الاستبداد إلا بنهاية أدواتها في ليبيا وأولهم حفتر المتعطش للسلطة وابتعاد الإسلاميين عن المشهد الليبي وترك ليبيا لليبيين المسلمين فالإسلام يكفيهم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
بالله هذا تحليل واحديطلق علي نفسه كاتب؟ام هي هرطقات أحلام اليقظة؟