فلا يمكن بعد التضحيات التي قدمها شباب فبراير في 2011 أن تضيع طموحاتهم وأحلامهم التحرُرية هباءً منثورا. فمن وهبوا دمائهم الزكية في انتفاضة فبراير، ودفعوا اليسر اليسير من أموالهم لخدمة فبراير ودعمها، كانوا ينشدون الحرية والعدالة الاجتماعية، أما المتسلقون، “والمتفبريريون” اليوم فلا علاقة لهم بالقيم والشعارات التي رفعها أحرار فبراير.. والسؤال اليوم: أين احترام الحكومة، أو بالأحرى الحكومات، لشعارات فبراير التي رفعت من أجل كرامة المواطن/ة؟ تلك الحكومة التي استخفت وما زالت تستمر في الاستخفاف بشعبها، بعد أن فشلت في توفير الحد الأدنى من الخدمات والأمن؟! واستمرت في إسكات الشارع بمسكنات من سنة لآخرى بحفنة من الدولارات التي يرد عليها العقلاء بقولهم:”ما تجروش بيا ورا الدولار زي المجنون”!!!
الشرفاء لا ينتظرون الهبات!
لعمري تستمر مأساتنا كرعايا عند الراعي، وبكل مرارة مازلنا نسمع الحكومة وهي تردد هتافات القطيع المغيب لجماهيرية القذافي: “يا قايد ثورتنا علَ دربك طوالي”، فمازلنا نعيش ثقافة القطيع وراء سياج “زريبة الجماهيرية” ينتظر من الراعي أن يرمي لهم بـ “العلفه.. الكسبه” مرتبات، بدون حبة عرق تصفد على الجبين، وبلا عمل يبني أو ينتج أو يخلق تنمية واقتصاد، ويقابل المرتبات إذلال بغلاء في الأسعار. أو تكون العلفه كهبة بتصريف دولارات بإجراءات مخزية، ومذلة لا يستفيد منها المواطن العادي، ويتلقفها الحُداق الانتهازيين لتمعن في الاستهتار، والاستخفاف بآدمية الإنسان الحر الشريف!
منذ تولي الحكومة الحالية أو الحكومات السابقة لم نرى أي برنامج حقيقي يدفع للعمل والبناء، ويخلق تنمية اقتصادية حقيقية تصلح من البنية التحتية المهترئة، أو تساهم بصنع غذاء أو دواء، أو توفير خدمات. بل تضيع في ظل الفوضى وغياب المسؤولية والرقابة الحقيقية حتى الخدمات الأساسية من تعليم، وصحة ، ومواصلات عامة!
تستمر معيشتنا في ليبيا رعايا ننتظر من الراعي “…” أن يجود علينا بخبزٍ مغمس بالانكسار، والضياع في مستقبل دامس نترقب منه بنفاذ صبر أن توقد فيه شمعة! تستمر مأساتنا .. في انتظارٍ ممل لراتبٍ ملعون، ووقوف أمام طابورٍ طويل، ليصرف عملة ورقية نستطيع أن نقتات منها ونصبر أفواه جائعة. نعم يأتي الراتب بعد جهد جهيد والكثير منا يتسكع ما بين المقاهي، ويلف ويدور بشوارعنا المكسرة، ومطباتها المتكاثرة، نحرق البنزين بسيارتنا، والقمامة بحدائقنا، ونُلوث أبصارنا بالقُمامة ونحن نستنشق الدايوكسين (غاز سام) الصادر عن محروقات البلاستيك، بعد أن تلوثت بصائرنا من غياب العمل والعطاء والانتاج!
كفالة فرصة عمل وليس راتب بذُل!
بعد انقلاب سبتمبر الأسود جاء الراعي الدكتاتور معمر القذافي وحرص على أن يجمع الجميع في زريبة الجماهيرية! وعوضاً أن يلعب الجميع أدوارٌ مختلفة في البناء، والعمار، والإنتاج خارج زريبة الجماهيرية حرم على الليبيين والليبيات كل عمل خاص باسم شعارات الزريبة: “شركاء لا أجراء” .. “السيارة لمن يقودها” .. “التجارة ظاهرة استغلالية” ..”الأجراء مهما تحسن أجورهم فهم نوع من العبيد” .. “الأرض ليست ملكا لآحد” .. “التصعيد الشعبي” وبذلك قضى على جميع المصانع المنتجة، وشركات المقاولات المساهمة في البناء والعمارة، والزراعة والتجارة المحركة للتنمية والاقتصاد، ليتحول الجميع إلى متسولين على أبواب زريبة الجماهيرية!!! نعم قبل الدكتاتور معمر كانت فرص العمل متوفرة سواء خاصة أم عامة والتي أستطاع بها كل فرد أن يكتسب فرصة عمل، وعلى قدر حرصه وتفانيه في العمل كان كسبه للمال. فبقدر جده واجتهاده تتوفر فرص أفضل للحريص على العمل وعلى راتب أعلى. بعدها جاء الراعي بالشعارات أولا ثم بالقانون 15 وقتل روح التنافس، والتفاني في العمل وحول الجميع إلى طاقات معطلة، وبطالة مقنعة لا انتاج ولا تقدم، ولا أي خدمات بل تسول من الجميع على أبواب الزريبة تنتظر صرف “المعاش” حتى لا تموت ولو أنها ميتة الوجدان بعد أن قتل الراعي معمر روح التنافس الشريف، والكسب الحال بعد أن جعل المال العام المصدر الوحيد للسراق قبل الشرفاء.
واليوم تستمر نفس المأساة بالأمس، ولكن بنسخة مطورة بعد أن استمر تلقي العلفه “المرتبات” بمذلة الطابور وغياب السيولة، وغلاء الأسعار. واستمر توزيع الهيبات”الدولارات” بمشقة، وسمسرة في الفقراء داخل الزريبة نفسها. وبذلك أعطت الحكومة الفرصة للحداق أن يرفعوا من مرتباتهم، والسراق من قضم الحصة الأكبر من دولارات ليبيا ومن الدخل الأوحد، والوحيد النفط . وتستمر لعنة الحكومة تلاحقنا باقتصارها على تغيير أسماء للوزراء بدون الإعلان عن سياسات، وتشريعات واضحة للإصلاح تحفظ كرامتنا كمواطنون أحراراً، ووقف مهزلة معاملتنا كرعايا في زريبة الجماهيرية.
كلمة أخيرة:
بدون سياسيات حقيقية تنعش الاقتصاد وتخلق تنمية وترجع أكداس العملة المخفية، والمهربة خارج ليبيا، وفي غياب خطط محكمة تدفع في اتجاه العمل والإنتاج وتشجع روح التنفاس على الكسب الحلال .. ستظل زريبة الجماهيرية تلاحقنا وقد تصبح قدرنا لو لم نصنع قدراً يحقق المواطنة بكرامة، فلتتقي الحكومة الله في شعب تعداده لا يتعدى انشغالات رئيس بلدية بمدن كثيرة حولنا وبالعالم البعيد القريب ! تدر ليبيا تادرفت!
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
سيدي العزيز أويدك في حديثك عن القذافي وجماهيريته، ولكن الا ترى معي لو إن الشباب الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الدولة التي حلمنا بها جميعا ، علموا بحالنا اليوم لندموا اشد الندم على تلك التضحية ، لقد عشت منذ بلغت سن الرشد وانا اشيطن النظام السابق وما قام به وكنا نقول ان اللقاحة(العكاز) معوجة من فوق ولكن إلا ترى معي إن اللقاحة (العكاز) معوج من لوطة بمعنى إن العيب فينا وليس في القذافي ، الآن المناصب في القطاع العام جلهم من مناطق معروفة وقد افسدوا وزادوا افساد في هذه الشركات والمؤسسات هل استبدل طاغية بطغات وهل استبدلنا قبيلة ب قبيلة أخي العيب فينا لأننا قبليين ولأننا جلنا نحب السلطة والمال كالقذافي بل أكثر إلا ترى معي أن الذين انتخبناهم في 2012 لم يسلموا السلطة بعد انتخابات 2014 وشكلوا ما يسمى بمجلس الدولة ويريدون حكمنا إلى الأبد وكذلك جماعة البرلمان رغم انتهاء مدتهم لا شغل لهم اليوم إلا البقاء اطول فترة ممكنة ، لا بل حتى نحنوا المواطنيين البسطاء الم يكن العيب فينا لأننا تقاعسنا عن الانتخانات أو انتخبنا من ملأ بطوننا قبصاع الكسكسي والرز واللحم ولم نختر من يملا عقولنا بما سيقدمه لبلاده وما هو برنامجه وخطته وهل هو مؤهل وقادر على ذلك أم لا سيدي إن رأس الهرم يؤثر في القاعدة والقاعدة تؤثر في رأس الهرم (الناس على دين ملوكها )( والملوك على دين الرعية ) لقد قام من حكم ليبيا بعد القذافي بتلميع صورته ، سيدي لم يعد القذافي بالنسبة لي ولأغلب الناس ذلك الشيطان بل اصبح قديسا إذا ما قارناه بهولاء العاهات الذين تصدروا المشهد بعده ، لقد تبين القذافي [نه اكثر وطنية من هولاء الذين لا يجدون حرج من كونهم عملاء عيني عينك ، لكن صبرا جميلا والله المستعان
اويدك ولكن انا ارى ان فترة القدافى هى امتداد لفبراير الان وما تخللها من قيام ثورة ضد ضلم القدافى انتهت بموت القدافى فما الذىيحدث الان اليس هو زمن القدافى الحديث (الدولة الحديثة لجماهيرية القدافى الثانية