قرابة عامان مضت على فراق المخرج السوري حاتم علي، إلاّ أنّ مرارة فقدانه عند ذكر إسمه لازالت كأنّها المرة الاولى.
شكّل رحيل حاتم علي حالة من الفراغ تعاني منه الدراما العربية، يُقلّب المشاهد العربي الشاشات في شهر رمضان يبحث عن مسلسل، أو حلقة من مسلسل، أو حتى مشهد واحد يراه بعيون حاتم علي، ليقول لا زلنا نفتقدك ياحاتم.
وبمجرد ذكر إسمه، يتذكر المشاهدون مسلسل «التغريبة الفلسطينية» عام 2004، الذي يروي فصول ما تعرض له النازحون الفلسطينيون بعد عام 1948، فدموع «أبوصالح» تًلخص قمة الوجع، وكأنّ حاتم يقول لنا «الفن رسالة ننشط مافقدته الذاكرة، أو مايريد البعض نسيانه».
توجت أعمال حاتم علي بعدد من الجوائز الفنية، ولكن الأهم أنها توجّت بحب الناس، وفازت بقلوبهم، تكلمّت بلسانهم، رأت بعيونهم، اليوم يبحثون بين ركام الدراما على شئ من رائحة حاتم.
لسنا نرثي لحاتم علي، فكل المراثي تقف عاجزة أمام أعماله الخالدة، وحبائك الدراما التي صورها، والسبائك الذهبية التي اكتوت بنيران التجارب، وجسدتها كاميرا تفصيلية لم تتوقف حتى اللحظة، ولكن نرثي أنفسنا ومن كان يتكلم بلساننا.
أبكانا حاتم ذاك الأسطورة الذي حاكى القلب والعقل في مشاهده، ولم نخجل من أنفسنا يوما ونحن نتابع أعماله بل كانت أعماله تحمل نكهة عائلية عالية المستوى.
تأخرنا كثيرا في كتابة هذه السطور، لربما ينصفك الزمن أكثر من ذي قبل، فقد كنا ولا زلنا متعلقين بـ «الفصول الأربعة» و«عصي الدمع»، و«عمر»، ولكن أكثر ما تعلقنا به هو «التغريبة الفلسطينية»، شاهدناه مرات ومرات دون كلل ولا ملل، جملة واحدة يمكن القول، افتقدناك ياحاتم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً