كانت شماعة الازلام (القاطنون بضواحي العاصمة الذين يخالفون الاخوان الراي) سبب حرق مطار العاصمة وما حوى من الات ومعدات وطائرات جد حديثة, وتدمير مقدرات الشعب بها, استولوا على العاصمة ,تسمروا بمؤسسات الدولة واعلنوا النصر المؤزر ,حاولوا التقدم في جميع الجبهات, استخدموا كافة الوسائل من قتل وتدمير وامتهان لكرامة الانسان ولم تسلم الحيوانات من جورهم ,ترى هل تم القضاء على الازلام المزعومين؟ لقد عاد “الأزلام” الى ديارهم التي هجروا منها قسرا واصبحوا على مشارف العاصمة, واصبح الانقلابيون محاصرون بالمدن الساحلية فقط.
فجر ليبيا اتجهوا شرقا صوب منابع وموانئ النفط ,علهم يجدون مصدرا لتمويل اعمالهم الاجرامية بعد ان افرغوا البنوك التجارية من مدخراتها واستولوا على المصرف المركزي ,لم يفلحوا في تحقيق الهدف فتم حرق بعض الخزانات وجروا اذيال الهزيمة الى منطقة “سرت وما جاورها” التي ذاقت كافة اصناف العذاب من قبل الناتو والآتون من وراء الحدود, ذوي الاتجاهات المتشددة والاشكال المقرفة, وعندما ضاقت بهم الحال انسحبوا من المنطقة وتركوها لداعش لتفعل فعلتها النكراء على مرأى ومسمع العالم الذي يدعي بانه حر .
لم يعترفوا بوجود داعش في بنغازي ودرنه, بل يعتبرون القتلة ثوار, لأنهم من نفس الطينة, يمدونهم بمختلف انواع الاسلحة والمرتزقة وعندما يتأخر المدد (محليا لأي سبب)يسارع السلطان العثماني “الزعيم الاكبر للإخوان” الى القيام باللازم, فيرسل السفن المحملة بمختلف انواع الاسلحة,لتزداد المأساة ,يطلقون على قادة الكرامة ورجالاتها ابشع الصفات, لانهم يرون في انتصار الكرامة انكسار شوكتهم واضمحلال نفوذهم, ودنو اجلهم وسقوط عرشهم.
اعترفوا بان داعش هاجمتهم في عقر دارهم المحصنة “قاعدة امعيتيقة”, لم يقولوا عنهم بانهم ازلام لانهم لو قالوا ذلك فالمصيبة اعظم, إذ كيف لبقايا النظام “المنهارة” ان تكون لهم مثل هذه العملية النوعية, لقد عودنا الانقلابيون انه عندما تضيق بهم الدوائر, يسارعون الى تجميع قواهم المنهارة ,يستعرضونها بالعاصمة, فيشعرون بلحظات من النشوة, يوهمون مناصريهم بانهم احياء يرزقون.
في البدء كانت الكلمة ,وكان الكلمة الانسان, كرّمه الرب على سائر مخلوقاته, اودع فيه بعض صفاته, لكن ابليس ابى الا ان يغوي بعض هؤلاء فاصبحوا اكثر جرما منه ويعيثوا في الارض فسادا, ولكن الى متى؟ لقد بدأوا يستشعرون الخطر, حاول بعضهم العودة الى جادة الصواب بشيء من المكابرة, البعض الاخر يرى انه لم يترك لنفسه خط الرجعة لكنه يحاول ان يتحصل على اكبر قدر من المكاسب في ظل برلمان مشتت, كل يتصرف حسب هواه وخاصة لجنة الحوار التي لم تعر الخطوط الحمر التي وضعها البرلمان اي انتباه, تجاوزوا صلاحياتهم, لم يعودوا للاستشارة كالآخرين, وكأنما التفويض الذي حصلوا عليه مطلقا, عصابة الاربعة هي سبب بلاء البرلمان فيجب تغييرها ومساءلتها.
اطلقوا على انفسهم “الفجر” ظنا منهم بان نورهم سيسطع على كامل التراب الليبي ويفعلون ما يريدون, تخيلوا انفسهم يعيشون في غابة, القوي يأكل الضعيف, تسموا بالقساورة ,على مدى عام ونيف, صالوا وجالوا, وعدوا ونفذوا, شعروا بالعزة, لم يراعوا الحرمات, ستظل داعش- شقيقة تنظيم الفجر حيث ان كليهما ولد من رحم الغرب, والأزلام والكرامة, كوابيس تقض مضاجعهم الى ان يساقوا الى العدالة لينالوا جزاءهم, نامل ان يكون ذلك غير بعيد .
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
من أي كوكب جاي صاحبنا؟
غق خيرلك