أثارت تصريحات محافظ مصرف ليبيا المركزي السابق الصديق الكبير، حول سيناريو “النفط مقابل الغذاء”، الجدل في البلاد، وسط استهجان كبير من الاقتصاديين والساسة.
وحول هذا السيناريو، أكد الدكتور محسن الدريجة، الرئيس السابق للمؤسسة الليبية للاستثمار، أن “فكرة إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يتبنى آلية النفط مقابل الغذاء في ليبيا أمر مستبعد في الوقت الحالي”.
ورأى الدريجة، في منشور له على فيسبوك، “أن الحل الأمثل يكمن في التوصل إلى توافق بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لتعيين إدارة مهنية جديدة لمصرف ليبيا المركزي، مما يسهم في حلحلة الأزمة المالية التي تمر بها البلاد”.
وكان محافظ المركزي السابق الصديق الكبير، قال في وقت سابق، “إن المؤسسات الدولية أوقفت تعاملها مع ليبيا وإذا استمر الوضع الحالي فإنه يخشى سيناريو النفط مقابل الغذاء”.
وقال المحلل السياسي حسام الدين العبدلي، في تصريحات متداولة له “إن المحافظ السابق، الصديق الكبير، يحاول تهويل الموقف ليعطي انطباع للرأي العام بأن تغييره سوف يؤدي إلى ضياع احتياطيات مصرف ليبيا المركزي ونصل إلى مرحلة النفط مقابل الغذاء، ولكنه نسي وتناسى بأن هذه التصريحات تؤكد ضعف موقفه بأنه كان السبب في تضخم قيمة الدينار الليبي، وسبب في السياسات الخاطئة التي تتجه بالبلاد إلى الهاوية”.
وأكد العبدلي أن “مسألة هبوط سعر الدينار أمام الدولار أمر يقع ضمن مسؤولية المحافظ المكلف حاليا، الذي يجب أن يقوم بخلق حلول حقيقية منها فتح منظومات الأغراض الشخصية وضم الدولار في السوق، لكي لا يكون حالة من نقص في الدولار للشعب، لأنه في حال نقص العملة سيكون هناك زخم على السوق الموازي ويؤدي ذلك إلى نقص في وجود الدولار وهذا النقص سوف يؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار أمام الدينار مسببة هبوط كبير لقيمة الدينار، الأمر الذي سوف يسبب مشكلة للمحافظ الحالي ولباقي الأجسام الموجودة في الساحة، ويجب عليهم أن يتفادوا هبوط قيمة الدينار بإيجاد حلول سريعة ومباشرة”.
وشدد العبدلي على “ضرورة أن يفي المحافظ المكلف بوعوده التي كان أبرزها إلغاء الضريبة في أسرع وقت وأن يقوم بالإصلاحات التي فرضت عليه حتى لا يفقد مصداقيته أمام الشعب الليبي”.
بدوره، رأى الأكاديمي والخبير الاقتصادي محمد درميش، “بأنه من الممكن أن يتم اللجوء إلى هذه الخطوة – النفط مقابل الغذاء – إذا انسدت كل الحلول المتاحة”.
من جانبه، اعتبر الخبير في الشأن الاقتصادي علي المحمودي، أن “حديث المحافظ السابق الصديق الكبير، كان الغرض منه إعلامي وموجّه للمواطن البسيط الذي لا يفهم ولا يعي دهاليز الاقتصاد والأرقام”.
وأكد بأن “خطوة مثل هذه لا تحدث بسبب صراع مالي بين أشخاص، بل الموضوع أكبر بكثير مما تحدث عنه الصديق الكبير والعالم، وعلينا أن نعي أن العالم لا يهتم بضياع الأموال الليبية أو إغلاق النفط الذي لا يشكل أكثر من 3 في المائة من الإنتاج العالمي والذي أصبح العالم لا يوثق به بسبب الإغلاقات المتكررة التي يتعرض لها”.
اترك تعليقاً