كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن من وصفته بـ”قائد المليشيات القوي في ليبيا” خليفة حفتر والجيش المصري أرسلا دعمًا عسكريًا للجنرالات المتنافسين الذين يقاتلون من أجل السيطرة على السودان المجاور، وهو ما اعتبرته الصحيفة مثال يُوضح كيف يهدد القتال في السودان باستقطاب قوى إقليمية.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر، فإن خليفة حفتر أرسل طائرة واحدة على الأقل لنقل الإمدادات العسكرية لقوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي، في حين أرسلت مصر في الوقت نفسه طائرات حربية وطيارين لدعم الجيش السوداني.
وأضافت مصادر الصحيفة، إن حفتر المدعوم من روسيا والإمارات، أرسل شحنة واحدة على الأقل من الذخيرة يوم الاثنين من ليبيا إلى السودان لتجديد الإمدادات للجنرال حميدتي.
هذا وقال الجيش السوداني يوم الاثنين إن الجنرال حميدتي يحشد قوة كبيرة في قاعدة جوية شمالية “لتأمين هبوط طائرة مساعدات عسكرية من جهات إقليمية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن حميدتي وحفتر قد ساعدا بعضهما البعض من قبل، فقد أرسل الجنرال السوداني مقاتلين لمساعدة حفتر عندما قاد محاولة فاشلة، للاستيلاء على العاصمة الليبية طرابلس من الحكومة المعترف بها دوليًا في عام 2019.
وقد تحالف حفتر وحميدتي مع الإمارات، التي ساعدت حفتر عسكريًا لمحاربة خصومه السياسيين واستأجرت رجال حميدتي للقتال في اليمن.
كما عمل حفتر وحميدتي مع مجموعة فاغنر شبه العسكرية الخاصة المدعومة من الكرملين، هذا ويستضيف حفتر القوات شبه العسكرية في قواعده في ليبيا، وأقام الجنرال حميدتي شراكات مربحة في تعدين الذهب مع المجموعة التي يرأسها يفغيني بريغوزين، رجل الأعمال الروسي والمساعد المقرب للرئيس فلاديمير بوتين، وفقاً للصحيفة.
وأرسلت مصر، التي دعت رسميًا إلى إنهاء القتال، طائرات مقاتلة قبل بدء القتال مباشرة وطيارين إضافيين بعد فترة وجيزة لدعم الجنرال برهان.
وقال مسؤول بالجيش السوداني إن مقاتلة مصرية دمرت مستودعا للذخيرة يسيطر عليه الجنرال حميدتي بعد ظهر يوم الاثنين.
هذا وقد اعتقل رجال الجنرال حميدتي السبت أو الأحد الماضيين القوات المصرية التي تم نشرها في قاعدة سودانية، للاشتباه في أنها يمكن أن تتدخل لدعم الجنرال البرهان، وقد نقلوهم فيما بعد إلى الخرطوم، حيث قصفت القوات الجوية السودانية مواقع قوات الدعم السريع.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجنود المصريين المعتقلين كان بينهم ضباط في المخابرات العسكرية، كما تم الاستيلاء على الطائرات المصرية الموجودة في المنشأة والتي تضررت بشدة.
ونوهت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنه لا يوجد ما يشير على الفور إلى أن تدخل حفتر في السودان كان مدعومًا من روسيا أو الإمارات.
اترك تعليقاً