وسّعت إسرائيل نطاق الحرب التي تشنها على لبنان لتشمل كل مناطقه بما فيها العاصمة بيروت عبر غارات جوية غير مسبوقة، وسط استمرار التوغل البري في الجنوب.
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، أن “الجيش كثف عملياته البرية في جنوب لبنان”، مشيرة إلى “تنفيذ ضربات جوية ومدفعية واسعة النطاق في المنطقة”.
وذكرت الإذاعة “أن فرقة من الجيش نفذت خلال الساعات القليلة الماضية مناورات برية في إحدى مناطق جنوبي لبنان، كما نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف مدفعي وجوي واسعة النطاق في المنطقة”.
كما نفذ الجيش الإسرائيلي قصفا مدفعيا وغارات على محيط بلدتي الناقورة وعلما الشعب، ومدينة النبطية، حي البياض وبلدتي برج الشمالي وتول وقضاء صور وبلدة المعيصرة في قضاء كسروان وبلدة كفر ملكي في قرى إقليم التفاح واستهدفت مسيّرات إسرائيلية سيارة على طريق ابل السقي- الخيام ودراجة نارية على طريق الخيام.
كما اشتعل سوق مدينة النبطية التجاري نتيجة غارة جوية إسرائيلية عنيفة وسط المدينة الجنوبية التي لا تزال تضم 150 عائلة نازحة من أصل 70 ألف شخص يقطنها.
واستهدفت الغارة استهدفت “شارع الديماسي” المتفرع عن “شارع حسن كامل الصباح”، ويصله بـ”شارع محمود فقيه” عند الجهة المقابلة، مع العلم أنّ الشارعين يعدان الشريان الحيوي للمدينة اقتصاديًا وخدماتيًا.
وهذه المرة الأولى التي تشهد فيها هذه البقعة الجغرافية في جنوب لبنان دمارًا مماثلًا، فلم يحدث هذا الأمر في عدوان تموز 2006.
ووجّه الجيش الاسرائيلي “إنذارا إلى سكان عدد من القرى في جنوب لبنان وهي: عيتا الشعب، رامية، ياطر، قوزح، بيت ليف، حنين، رشاف، عينتا، القليلة، الحوش، نبعة، تولين، التمرية، الخيام، الخربة، كفر حمام، عرب اللويزة، جسر ابو زبله، جبل العدس، ضهر برية جابر، كفرا، رمادية، زبقين”.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الأحد، “أن 18 شخصا قتلوا وأصيب آخرون، أمس السبت، في غارات شنتها طائرات الجيش الإسرائيلي على لبنان”.
في المقابل، يواصل “حزب الله” الرد على الهجوم الإسرائيلي على لبنان بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومدنا ومستوطنات في أنحاء إسرائيل.
وأعلن “حزب الله” اللبناني، “استهداف آلية إسرائيلية مدرعة في محيط موقع رامية، وتجمع لجنود إسرائيليين في موقع تل شعر بقذائف المدفعية”.
وجاء في بيانات متتالية صادرة عن “حزب الله”: “استهدفنا آلية مدرعة لدى محاولتها التسلل إلى منطقة تل المدوّر في محيط موقع رامية، بصاروخ موجّه وتمت إصابتها بشكل مباشر وأوقعنا طاقمها بين قتيل وجريح”.
وأضاف: “قام مُجاهدونا بِتفجير عبوة ناسفة بِقوة من جنود العدو الإسرائيلي واشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل إلى بلدة رامية وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح ولا زالت الاشتباكات مستمرة حتى اللحظة بالأسلحة المتوسطة”.
وفي سياق متصل، أعلن “حزب الله” عن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في موقع تل شعر بقذائف المدفعية. إلى ذلك، استهدف “حزب الله” ثكنة زرعيت بالأسلحة الصاروخية وبصاروخ “بركان” وتمت إصابتها إصابة مباشرة، حسب بيان للحزب.
وتابع “حزب الله”:”استهدفنا تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي في خلة وردة بصلية صاروخية، واستهدفنا تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة شوميرا بصلية صاروخية، واستهدفنا تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي في ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بِصلية صاروخية، واستهدفنا عند الساعة 10:10 من صباح اليوم الأحد تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي في بلدة مارون الراس، بِقذائف المدفعية”.
وأمس، أعلن “حزب الله” استهداف قوة من الجيش الإسرائيلي حاولت التسلل من ناحية أطراف بلدة رامية في جنوب لبنان، ما أسفر عن إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح.
في السياق، أقلعت أولى الطائرات السعودية المحملة بالمساعدات الطبية والغذائية العاجلة، اليوم الأحد، في إطار برنامج الجسر الجوي السعودي للإغاثة، إلى مطار رفيق الحريري في العاصمة اللبنانية بيروت، وتحتوي الطائرة على 46 حاوية مع مختلف المساعدات الطبية والعلاجية، بالإضافة إلى الخيام.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، “أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، واصل تنفيذ مشروع مخبز الأمل الخيري بمرحلته الرابعة لعام 2023، في محافظة عكار وقضاء المنية في لبنان، ووزع المشروع، خلال الأسبوع الماضي، 175 ألف ربطة خبز للعائلات المحتاجة من السوريين والفلسطينيين والمجتمع المستضيف القاطنين في شمال لبنان، استفاد منها 12 ألف أسرة”.
ويأتي ذلك “ضمن المشاريع الإنسانية والإغاثية التي تقدمها المملكة عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة، لمساعدة اللاجئين في مختلف مواقع وجودهم”.
وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أعلن، “أن المملكة العربية السعودية ستدشن جسراً جوياً لنقل المساعدات إلى لبنان”.
هذا وأسفر التصعيد الإسرائيلي الحالي على لبنان منذ سبتمبر الماضي، عن مقتل 2255 شخص وإصابة الآلاف وأكثر من مليون و200 ألف نازح.
اترك تعليقاً