توقع مسؤول عسكري في وزارة الدفاع الأميركية أن يغزو الجيش الروسي أراضي شرق أوكرانيا، بعد انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، التي تختتم شهر فبراير المقبل.
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، في حديث مع “سكاي نيوز عربية”، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يحتاج دعم الصين قبل إطلاق عملية عسكرية ذات حجم كبير ضد أوكرانيا.
وأضاف: “بالتالي تقول المؤشرات إن بكين قد تطلب منه التريث حتى انتهاء الحدث الرياضي العالمي داخل أراضيها”.
وذكّر المسؤول بأن “غزو روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 تقرر بعد انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت حينها في مدينة سوتشي الروسية”.
وكانت واشنطن حذرت من “عواقب وخيمة” في حال أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.
وقالت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لن تتخذ قرارات بخصوص الأزمة الروسية الأوكرانية من دون أوروبا وكييف.
وأكدت نائبة الوزير بعد ترؤسها جلسة استثنائية لحوار الاستقرار الاستراتيجي بين واشنطن وموسكو، أن “الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) أكدا لروسيا أنهما لن يقفلا الباب أمام من يرغب بالإنضام إلى الحلف”، مضيفة: “أوضحنا للروس أن التصعيد العسكري لا يخلق البيئة المثالية للدبلوماسية”.
وأردفت شيرمان: “نأمل أن يختار الرئيس الروسي السلام والأمن، وأن تتجه روسيا نحو الدبلوماسية وإلا ستكون العواقب وخيمة عليهم”.
ومن جهة أخرى، صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لشؤون أوروبا والناتو، الكولونيل أنتوني سيميلروث للصحفيين، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وجهت بمواصلة تزويد كييف بالمعدات والتجهيزات الدفاعية، عملا بـ”مبادرة واشنطن لمساعدة أوكرانيا أمنيا”.
وأضاف سيميلروث في حديث غير مصور، أن الوفد العسكري الأميركي الذي زار كييف الأسبوع الماضي رفع توصياته حيال حاجات أوكرانيا العسكرية، خصوصا أنظمة الصواريخ الدفاعية، مشيرا إلى أن “مضمون هذه التوصيات ستبقى سرية نظرا لحساسيتها الأمنية”.
وقال إن البنتاغون قدم دعما عسكريا يتضمن أسلحة وبرامج تدريب وتقاسم معلومات استخباراتية للجيش الأوكراني بقيمة 2.5 مليار دولار منذ عام 2014، من بينها قطع عسكرية وقتالية بقيمة 450 مليون دولار في الأشهر العشرة الأخيرة.
في غضون ذلك، رحبت الرئاسة الأوكرانية، في وقت سابق، بـ”جهود القوى الغربية وروسيا الرامية إلى خفض حدة التوتر بشأن أوكرانيا في إطار سلسلة من المحادثات”.
وقال الناطق باسم الرئاسة الأوكرانية سيرغي نيكيفوروف، في تصريح مصور نقلته وكالة “فرانس برس”: “لا يسعنا إلا أن نشيد بالنوايا والجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وروسيا وحلف شمال الأطلسي بغية خفض التوترات وحل كل المسائل المشتركة حول طاولة المفاوضات”.
وأضاف نيكيفوروف: “نثق بشركائنا وبتصريحاتهم بأن أي قرار حول مصير أوكرانيا لن يتخذ من دوننا”.
وأكد أن السلطات في كييف “تريد حل النزاع” في شرق أوكرانيا “في أقرب وقت ممكن وبالطرق السلمية خصوصا”.
واستضافت جنيف أمس الاثنين مفاوضات استمرت 7.5 ساعة بين روسيا والولايات المتحدة حول ملف الضمانات الأمنية على رأسها مطالبة الطرف الروسي للناتو بضمان عدم توسعه شرقا، الأمر الذي يرفضه قطعا الجانب الأمريكي.
وتأتي المفاوضات الروسية الغربية على خلفية مزاعم مستمرة من قبل أعضاء الناتو والسلطات في كييف حول حشد روسيا لقواتها قرب حدود أوكرانيا وتحذيرات متكررة من قبل الحلف من شن موسكو “أي عدوان جديد” على الأراضي الأوكرانية و”دفع ثمن باهظ” لأي تحرك مماثل.
وإثر مفاوضات جنيف تستضيف بروكسل يوم 12 يناير اجتماعا في إطار مجلس روسيا-الناتو ليرتكز كذلك على ملف الضمانات الأمنية.
اترك تعليقاً