حذرت مصادر بحرينية من أن يكون تفجير الرفاع بالبحرين الأخير إيذانا ببدء عمليات إرهابية جديدة في المملكة الخليجية الصغيرة قد تكون أكثر خطورة وربما تشمل منطقة الخليج ككل، خاصة مع الارتباط الحاصل بين ملفات الإقليم المختلفة وأجواء التوتر ومظاهر عدم الاستقرار الذي تشهده الكثير من دولة.
وانفجرت سيارة مفخخة ليل الاربعاء الخميس في مكان غير بعيد من مقر الديوان الملكي في البحرين. وقالت وزارة الداخلية البحرينية في بيان ان “تفجيرا ارهابيا مدبرا ناجما عن تفجير سيارة بواسطة اسطوانة غاز وقع داخل موقف أحد المساجد بمنطقة الرفاع”، موضحة ان “الانفجار لم يسفر عن وقوع إصابات”.
وقالت المصادر إنها تنطلق في تحذيراتها لدول المنطقة بضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة ضد تفجيرات ارهابية مماثلة، من عدة اعتبارات موضوعية التي تستدعي ضرورة عدم استثناء أي سيناريو ممكن خاصة وأن الشحن الطائفي الصفوي قد بلغ اشده ضد دول المنطقة وتمت ترجمته على ارض الواقع في اكثر من بلد عربي بمساع حثيثة لفرض الامر الواقع بقوة السلاح وبجرأة كبيرة كما يفعل حزب الله في لبنان وسوريا، أو ما تفعله الأحزاب الشيعية ومليشياتها في العراق حيث تشرف على إحكام سيطرتها على البلاد بشكل ممنهج في وقت يضيق فيه الخناق على اهل السنة هنا.
وكشفت أجهزة الأمن البحرينية في تحقيقاتها الأولية بشأن التفجير عن “وجود شكل من أشكال التطور النوعي الخطير في طبيعة وطريقة وموقع ارتكاب الجريمة”، وهو تطور يبين مدى جرأة الإرهابيين واستعدادهم في قادم الايام للقيام بهجمات أقوى وأخطر.
وعلى مدى الاشهر الماضية، أعلنت دول مثل السعودية والبحرين عن تفكيكها لشبكات تجسس وخلايا نائمة تعمل داخل أراضيها لفائدة إيران.
وقالت صنعاء بدورها في أكثر من مرة، إنها تمكنت من الكشف في موانئها عن سفن اسلحة قادمة من ايران ربما كانت في طريقها إلى الجماعة الحوثية الشيعية الموالية لطهران.
وتقول مصادر مقربة من دوائر التحقيق البحريني في هجوم الرفاع إن عملية تفخيخ السيارات وتفجيرها عن بعد تؤكد الارتباط الوثيق بين المتورطين المشتبه بهم، وبين دول ومليشيات عرفت استخدام هذه الاساليب الوحشية للقتل والترويع، في إشارة ربما الى إيران وجهات في العراق ولبنان لم تسمها.
وأعلنت ما تسمى حركة “سرايا الأشتر الشيرازية” المقربة من إيران مسؤوليتها عن الانفجار الذي شهدته منطقة الرفاع بالبحرين الأربعاء، في استخدام سيارة مفخخة بواسطة أسطوانة غاز وضعت بداخلها، وتم تفجيرها عن طريق سلك كهربائي.
وتداولت مواقع الكترونية طيلة اليومين الماضيين بيانا ممضى من قبل المسمى كريم محروس ويقول إنه مقيم في العاصمة البريطانية لندن، قال فيه إن تفجير الرفاع جاء انتقاما لـ”ريحانة الموسوي”، وتضمن البيان إشارات إلى أنه سوف تقع المزيد من العمليات الإرهابية “ضد أهل السنة والجماعة خلال الفترة القادمة”.
وتشير هذه المصادر إلى أن إيران أبرز مستفيد من وجودها المكثف والقوي عبر عملائها في أكثر من بلد عربي وخاصة خليجي، قد تكون جندت العديد من أتباعها داخل هذه الدول التي تستهدفها لتنفيذ هجمات مماثلة عندما “تحين الساعة الصفر” لمواجهة محتملة تعد لها المخابرات الإيرانية منذ زمن.
ولا يستبعد مراقبون أن تكون إيران وحزب الله اللبناني وسوريا التي تقود حلفا شيعيا وثيقا، قد ازمعت على استخدام جميع أوراقها في حرب ضد المسلمين السنة، باتت متيقنة ـ بل لعلها من يريدها كذلك ـ من أن هذه الحرب الدينية الشرسة التي ينفخ في اوارها المتشددون من الجانبين لن تنتهي إلا بتسليم أحد الطرفين في النهاية، وهو ما يحولها عمليا بالنسبة للطرف الشيعي إلى حرب وجود.
ويضيف هؤلاء أن إيران وحلفاءها ربما أصبحا يؤمنان بقوة، بضرورة توسيع دائرة الحرب ضد “الأعداء” إلى اقصى مجال ممكن حتى يخففا من شدة الضغط الذي يواجهانه في الملف السوري.
وتدعو السعودية وقطر صراحة إلى ضرورة إسقاط نظام بشار الاسد قبل أي حديث عن حل للملف السوري. لكن طهران وحزب الله يعتبران سقوط نظام بشار الاسد خطا أحمر يتوقف عليه وجود الحزب اللبناني نفسه، كما تتوقف عليه كل مشاريع الهيمنة الإيرانية على المنطقة في سياق ما يعرف بـ”الهلال الشيعي”.
وقبل أسابيع، أعلنت دول الخليج، بناء على توصية بحرينية اعتبارها حزب الله اللبناني الشيعي “منظمة ارهابية”.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في البحرين غانم البوعينين بعد اعلان الامين العام للحزب حسن نصر الله مشاركة قوات من الحزب في معارك بسوريا، ان دول الخليج باتت “تعتبر حزب الله منظمة ارهابية وقررت النظر في اتخاذ اجراءات ضد مصالحه في اراضيها”. وقرر مجلس التعاون على الفور اتخاذ إجراءات ضد المنتسبين إلى حزب الله في دول المجلس، سواء في إقاماتهم أو معاملاتهم المالية و التجارية.
ويتهم مراقبون خليجيون حزب الله بالتحول رسميا وبشكل مفضوح إلى ٍاس حربة في المشروع الإيراني في المنطقة.
وتعتبر البحرين التي شهدت أحدث هجوم إرهابي، إيران الداعم الرئيسي لعدم الاستقرار فيها، وتتهمها بتوجيه المعارضة الشيعية في المملكة نحو ممارسة المواقف الفوضوية التي تطيل أمد النزاع الى ما لا نهاية له.
وتشهد البحرين اضطرابات منذ الاحتجاجات الحاشدة المطالبة بالديمقراطية في اوائل 2011 لتصبح جبهة في الصراع على النفوذ في المنطقة بين ايران الشيعية ودول عربية سنية مثل السعودية.
وتتهم المنامة كبار المسؤولين الايرانيين بإطلاق التهديدات الخطيرة والتحريض السياسي والديني والاعلامي المستمر تقول إنه يعكس بوضوح الاطماع التوسعية الايرانية، ويزيد في تأجيج الأوضاع البحرينية الداخلية.
واعلنت وزارة الداخلية البحرينية وشهود عيان الجمعة ان مواجهات بين متظاهرين شيعة معارضين للحكومة وقوات الامن البحرينية ادت مساء الخميس الى سقوط عدد من الجرحى بينهم شرطي.
وشارك مئات الاشخاص في تظاهرات الخميس في قرى شيعية حول المنامة تحت شعار “سنسقط حمد”، في اشارة الى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
وذكرت وزارة الداخلية البحرينية على حسابها على “تويتر” ان “قوات الامن تصدت لمجموعة ارهابية بقرية الدراز واسفر ذلك عن اصابة رجل امن بسلاح الخرطوش محلي الصنع، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج”.
اترك تعليقاً