كشفت صحيفة The Times البريطانية، أمس الجمعة، أن المتمردين الذين تعهدوا باقتحام العاصمة والاستيلاء على السلطة في البلاد بعد مقتل رئيسها، تلقّوا تدريبات عسكرية في ليبيا المجاورة على أيدي مرتزقة فاغنر الروسية، وهم على ارتباط بالكرملين.
وبحسب الصحيفة، فإن مقاتلي ما يُعرف بـ“جبهة التغيير والوفاق في تشاد” سبق أن جنَّدتهم ودرَّبتهم “مجموعة فاغنر”، وهي مجموعات مرتزقة عسكريين شبه نظامية يُديرها شخصية مقربة من الرئيس الروسي بوتين، للقتال إلى جانبهم خلال الحرب الأهلية الليبية.
ومجموعة فاغنر، من جانبها، رسَّخت وضعها بالفعل في جنوب ليبيا خلال العام الماضي، بعد أن استعان بها في الأصل خليفة حفتر لدعم حملته العسكرية على حكومة الوفاق المعترف بها أممياً،بحسب ما نقلت شبكة “عرب بوست”.
وتُشير الصحيفة البريطانية إلى أن المتمردين قد التحقوا بالأساس إلى الجنوب الليبي، عبر الحدود الصحراوية من تشاد، وجنَّدتهم قوات موالية لحفتر لاحقاً؛ حيث لم تكن مطالبهم الرئيسية تتعلق بالأموال، وإنما بالأفضلية العسكرية التي يمكن أن يوفرها لهم العمل مع قوات حفتر والجنود الروس السابقين في مجموعة فاغنر.
كما أشارت الصحيفة إلى أن خليفة حفتر قد أمدَّهم بمركبات عسكرية ومعدات حصل عليها من الإمارات.
ويقول المسؤولون إنه قد ورد إليهم أن المتمردين تلقوا تدريبات على يد مقاتلي فاغنر في قاعدتين في جنوب ووسط ليبيا، وربما حصلوا على معدات خاصة منهم أيضاً.
وفي سياقٍ ذي صلة، أبدت إعلام فرنسية شكوكا حول دور مقاتلي “فاغنر” الروس في ليبيا في إصابة الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي برصاصة في الصدر قبل مقتله، كما ذهبت إلى حد التلميح مباشرة بوجود يد لفرنسا أيضا في الحادثة.
وأفاد موقع “موند أفريك”، أمس الجمعة، بأن هناك شكوكا حول تورط مرتزقة “فاغنر” الموجودين في ليبيا في حادثة مقتل الرئيس التشادي (ما لم يكن الفرنسيون أيضا)، بحسب الموقع.
وعزّز الموقع تساؤلاته بمضمون رسالة فريق الخبراء الأمميين المعني بليبيا المنشورة في مارس 2021 بأن المقاومة الوطنية لجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد بقيادة مهدي علي محمد كانت حاضرة في جنوب ليبيا لحماية المنشآت النفطية.
وأضاف: “إلى جانب عمل المرتزقة السوريين المرتبطين بشرق ليبيا جنبًا إلى جنب مع الشركة العسكرية الخاصة (فاغنر)، يمكن الإشارة إلى ظل هؤلاء في مقتل إدريس ديبي إيتنو، إضافة لحركات التمرد التشادية الأخرى. لذلك يقول التقرير إن روسيا ترى من المناسب دعم قتلة هذا الشريك العسكري لفرنسا في وسط أفريقيا والساحل”.
كما عزّزت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، هذه الرواية، في عددها الصادر الخميس، حيث استرجعت الساعات الأخيرة من وفاة إدريس ديبي وإصابته بعيار ناري اخترق الصدر ثم الكلية، متوصلة إلى نتيجة، من دون أن يكون الملاحظ طبيبًا أو متخصصًا في علم التشريح، مفادها أنه لاختراق رصاصة الصدر وإصابة الكلية (أسفل الظهر) يتعين أن تطلق على ارتفاع من طائرة.
وتؤكد المجلة أيضًا أن الطيران الفرنسي كان حاضرًا في مسرح العمليات، وهو ما أكده محمد مهدي علي ليلة مقتل ديبي للإذاعة الفرنسية قائلا: “حلق الطيران الفرنسي فوقنا، لديهم كل المعلومات، والتحركات، وطبيعة الأسلحة، وعدد الرجال، وعدد المركبات”.
وحددت المجلة ملابسات وفاة الرئيس التشادي انطلاقا من تحاشي الجيشين التشادي والفرنسي الإشارة إلى المقاتلين الروس.
اترك تعليقاً