زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية ولقاءاته والصفقات التي أبرمت بين البلدين كانت محط أنظار الكثير من المتتبعين للشأن العربي والصراع الدائر في المنطقة خاصة مع تصريحات الرئيس الأمريكي العدائية للإسلام ودعمه الكامل لدولة الإحتلال الصهيوني إسرائيل واجتماعه على هامش هذه الزيارة بقادة بعض الدول العربية والإسلامية، فهل يعي قادتنا ما يفعلون؟ وهل هم من الحكمة بمكان ليستطيعون فيه مجاراة الرئيس الأمريكي في وقاحته تجاههم والمسلمين؟؟؟
كان واضحا من خلال تصريحات الرئيس الأمريكي أنه تاجر كبير وما يريده من الدول الغنية العربية والخليجية خصوصا هو دفع تكاليف حمايتهم من عدو ظاهر كإيران ودولة داعش الحية الميتة شأنها شأن حكام العرب الأحياء الأموات ومن عدو مخفي غير ظاهر وهو عداوة هذه الأنظمة الهشة لشعوبها فالأنظمة العربية عموما ترتكز على الإستبداد وانتشار الفساد والظلم والرشوة وعدم اعتماد هذه الأنظمة على العدل وعلى الشعوب في شرعيتها وحكمها مما يجعل الخوف والقلق مسيطرا عليها لخوفها من فقد الحكم التي لا تريد التفريط فيه مهما كلف الثمن فالشعب هو الوحيد الضحية في بلداننا العربية والإسلامية وهو وحده الذي سيتحمل المسئولية من دفع الفواتير إلى جانب التنازل عن كرامته إن كان بها بقية !!!
فالهدف الرئيسي من الزيارة هو جمع المال لدعم الراعية والأم الحنون أمريكا عن طريق تعاقدات في مختلف المجالات تجني ورائها الأرباح الطائلة لتنعش خزائنها واقتصادها ومشاريعها التي وعد بها الرئيس المنتخب شعبه. أما الهدف الثاني فهو إشعال ودعم وتذكية الصراع بين السنة والشيعة بدعم أمريكي إسرائيلي حتى لا تقوم للمنطقة قائمة فتدعم أمريكا العرب السنة ضد إيران والشيعة وستدعم إسرائيل إيران بأسلحة أمريكية مسبوقة الدفع عربية؟ كما فعلوا في الحرب العراقية الإيرانية؟؟؟ ففي ظل هذه الحرب الطائفية الدينية لن تقوم للمنطقة قائمة في المنظور القريب فالنصر في هذه المعركة لن يكون سهلا وليس هناك شبح للنصر لكلا الجانبين وإنما هي الحرب الطويلة المعقدة التي لا تبقي ولا تذر والتي سيكون نتيجتها تعزيز الوجود والتفوق الصهيوني وتفرده بالمنطقة وتحييده عن الصراع.
نحن نعلم جيدا أطماع إيران وتدخلاتها المرفوضة في الدول العربية والإسلامية لنشر المذهب الشيعي الغريب ولكن مع ذلك أما كان للقادة إن هم كذلك أن يتوجهوا لإيران مباشرة عوضا عن دق طبول الحرب لحل المشاكل العالقة بينهم بالمنطقة ووقف التدخل الإيراني في الشئون الداخلية ومحاولة زعزعة الأنظمة فيها ولكن هذا الأمر يحتاج لقدرة وحنكة وشجاعة لا أظن أن قادتنا يتمتعون بها، فابشروا أيها العرب والمسلمون بالخسران وافرحوا أيها الأمريكان واليهود وتجار السلاح بنتائج هذه الزيارة وليسبح العرب في وحل نتائجها!!!؟؟
ببركة الرئيس الأمريكي ومبايعة حكامنا تغيرت طبيعة الصراع التاريخي بيننا وبين بني صهيون وبقدرة السيد الرئيس أصبحنا والمسلمين مصدر القلل الذي يهدد العالم وليست إسرائيل فافرحوا يا أمة الإسلام بولاة أموركم؟؟؟ فبضلهم وكرمهم السخي تم بيع القضية الفلسطينية فلم تذكر حتى المبادرة العربية السخية، فاغتصاب وطن ودولة كاملة وترحيل شعبها وتمزيقه وتشريده صارت عندنا ليست قضية!!!
قضيتنا صارت ليست فلسطين ولا المسجد الأقصى ولا القدس الأبية بل في كيفية محاصرة مصادر تبرعاتنا الخيرية تحت عنوان تمويل الإرهاب ومصادرة ثقافتنا الفكرية، وكذلك تشغيل مئات الآلاف من الأيدي العاملة الأمريكية!!!
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً