عندما اعتُقِل حسن في سبتمبر 2015 ببنغازي ونُقِل إلى معتقل الكويفية سيئ الصيت كان يزن 110 كجم، وعندما خرج منه – بوساطة عائلية – بعد خمسين يوما تقريبا من الاعتقال ذاق فيها كل أنواع التعذيب على يد جلادي جهاز الأمن الداخلي كان وزنه قد انحدر بصورة مخيفة إلى 65 كجم.
كان حسن يُضرِب عن الطعام لأيام لا يذوق فيها سوى الماء فقط احتجاجا على خطفه من منزل أسرته و اعتقاله على يد مسلحين من المجرمين الصحوات، وطوال مدة اعتقاله لم يحقق معه أحد، لم يعرض على النيابة العامة، لم يقف أمام قاض ليحاكمه عن تهم عشوائية وجهتها له المجموعات المسلحة التي اختطفته ، كانوا يصرخون حينما اعتقلوه و هم يسحبون سلاحهم وبعضهم ملثم : أنت خارجي”من الخوارج”، أنت إرهابي، أنت تصفِّي في الجيش والشرطة، أنت انضميت للإرهابيين في فبراير 2011.
كان حسن يفقد الوعي أحيانا عندما يتعرض للتعذيب في غرفة أُعِدِّت لذلك في معتقل الكويفية، كان يحاول ألا ينهار بسبب شدة الضرب، لكن جسده كان لا يحتمل أحيانا بشاعة التعذيب على يد الجلاد موسى فرعون وغيره من بقية الجلادين الذين يمارسون أبشع أنواع التعذيب في حق ضحاياهم من الأبرياء العُزَّل المعتقلين ظلما.
تمكنت والدة حسن وأحد أقاربه من زيارته في أحد الأيام بوساطة من أحد ضباط السجن وأحضرت له والدته أنواعا مختلفة وكثيرة من المواد الغذائية والتمور والعسل له ولرفاقه في الزنزانة لكن ما أحضرته الأم الصابرة كان غنيمة نهبها مجرمو الأمن الداخلي وعلى رأسهم الجلاد موسى فرعون الذي انهال ضربا على حسن بـ”جعبة” BBR، لمجرد أن حسن سأله: وين الوكال اللي جاباته لي أمي؟ وين شلتوه؟ من خذاه؟.
كان ذلك بعد دخول الجلاد موسى فرعون الزنزانة التي كان يقبع فيها حسن ورفاقه ليعطي حسن صندوقا واحدا صغيرا من التمر، وعندما سأله حسن عن بقية الأغذية التي أحضرتها والدته أخرجه الجلاد إلى ممر الزنزانة لتبدأ حفلة تعذيب ركز فيها الجلاد على ساقي حسن في محاولة منه لكسرهما.
عانى حسن بعد ذلك ولأيام من الألم ولم يصله شيء من الأغذية التي أحضرتها أمه، كان الألم لا يُفارقه طوال ساعات اليوم، ولم يكن أمامه إلا الصبر واحتمال الألم فلم تكن هناك عناية طبية للسجناء ليعالجوا جراحهم التي تتركها شدة التعذيب والضرب على أجسادهم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً