أعلن رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، أنه أصدر قرارا باعتبار الثامن مايو من كل سنة، “يوما وطنيا للذاكرة”، كما أعطى تعليمات بإطلاق قناة تلفزيونية وطنية خاصة بالتاريخ.
جاء ذلك في رسالة وجهها تبون إلى الشعب الجزائري بمناسة الذكرى الـ75 لمجازر الثامن من مايو 1945، التي ارتكبها جيش الاستعمار الفرنسي بحق متظاهرين جزائريين، ونشرت مضمونها وكالة الأنباء الرسمية.
وقال تبون: “أصدرت بهذه المناسبة قرارا باعتبار الثامن مايو من كل سنة، يوما وطنيا للذاكرة، كما أعطيت تعليمات بإطلاق قناة تلفزيونية وطنية خاصة بالتاريخ، تكون سندا للمنظومة التربوية في تدريس هذه المادة التي نريدها أن تستمر حية مع كل الأجيال”.
وكشف الرئيس تبون أنه أعطى توجيهات “بالانتهاء من إطلاق أسماء شهداء المقاومة الشعبية وثورة التحرير المجيدة على المجمعات السكنية، وأحياء المدن، والتوسع في ترميم المعالم التاريخية لتقف شاهدة على مر الأجيال على الثمن الباهض الذي دفعه شعبنا في التصدي لوحشية الاحتلال الاستعماري حتى يعيش حرا كريما وموحدا فوق أرضه، فخورا بماضيه ومسترشدا به في صياغة المستقبل في ظل الديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية”.
وأضاف الرئيس الجزائري أن الاستعمار الفرنسي قتل على مدار 132 عاما (1830- 1962)، نصف سكان بلاده قبيل الاستقلال، “في جرائم لا تسقط بالتقادم”.
وأشار تبون إلى أن “القمع الدموي الوحشي للاحتلال الاستعماري الغاشم، سيظلّ وصمة عار في جبين قوى الاستعمار التي اقترفت في حقّ شعبنا طيلة 132 سنة، جرائم لا تسقط بالتقادم، رغم المحاولات المتكررة لتبييضها”.
وتابع: “عدد ضحايا جرائم الاستعمار تجاوز 5 ملايين ونصف مليون ضحية من كل الأعمار، أي ما يمثل أكثر من نصف سكان الجزائر (في ذلك الوقت)”.
ووصف الرئيس الجزائري “جرائم الاستعمار” بأنها “ضد الإنسانية، وتخالف القيم الحضارية لأنها قامت على التطهير العرقي لاستبدال السكان الأصليين واستقدام غرباء”.
واعتبر أن هذه الجرائم “قامت على فصل الإنسان الجزائري عن جذوره، ونهب ثرواته، ومسح شخصيته بكلّ مقوماتها”.
يُذكر أن قوات الاحتلال الفرنسي ارتكبت في 8 مايو 1945، مجاز بشعة في مناطق سطيف وقالمة وخراطة، شرق الجزائر العاصمة، ذهب ضحيتها حسب تقديرات رسمية 45 ألف شهيد، خرجوا بمظاهرات للمطالبة باستقلال بلادهم.
وتُطالب الجزائر منذ سنوات فرنسا بالاعتراف والاعتذار والتعويض عن جرائمها الاستعمارية، لكن باريس تطالب في كل مرة بطي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل.
اترك تعليقاً