هند في مقالنا هذا هي بنت النعمان بن المنذر ملك الحيرة وكانت تتبع الفرس آنذاك، كانت هند شاعرة فصيحة اللسان مشهورة بجمالها وحسنها حتى أنه حين سمع بها كسرى ملك الفرس أرسل في طلب يدها من أبيها للزواج، فرفض أباها من أن يزوجها من أعجمي ولو كان ملكا وكان ذلك من عادات العرب، أقول العرب قديما أما اليوم ولأكون دقيقا فلن أقول العرب ولكنني حتما سأقول حكام العرب اليوم الذين داس الغرب واليهود كرامتهم بل أشعُرُ أن هذا التعبير فيه ضعف في وصف حكام العرب المتصهينين فهم من اختاروا أن يكونوا أداة يتلاعب به الصهاينة وأعداء الإسلام ولعلنا سمعنا بطلب حكام بعض الدول العربية من أمريكا وإسرائيل بسرعة القضاء على حماس لاستكمال التطبيع مع دولة الاحتلال!!!؟؟ هؤلاء هم حكام العرب اليوم؟.
ماطلَ النعمان بن المنذر كسرى كثيرا فوشى به أعدائه وأوغلوا صدر كسرى عليه فغضب كسرى غضبا شديدا على رفض النعمان بن المنذر تزويجه ابنته واستدعاه إلى فارس، حينها ذهب النعمان إلى هانئ بن مسعود الشيباني وهو من قادات العرب وفرسانها من بني شيبان وطلب منه حماية أهله وماله وسلاحه فعاهده هانئ على ذلك ثم ذهب إلى كسرى فقبض عليه وأودعه السجن فبقي حتى مات وتولى من بعده إياس الطائي فبعث إليه كسرى يسأله أن يرسل إليه ما خلّفه النعمان، ولكن هانئ رفض تسليم ودائع النعمان فأرسل كسرى جيشا بقيادة هرمز واجتمعت معه قبائل العرب بقيادة إياس، فلما بلغ الأمر بني شيبان استنجدوا ببني بكر وغيرها من قبائل العرب فأجابهم العرب ولم يقولوا أنه لا طاقة لنا بكسرى وجنوده بل اتفقوا جميعا على قتال كسرى فأخرج هانئ السلاح الذي استودعه إياه النعمان ووزعه عليهم وخرجوا إليهم في بادية ذي قار وقاتل القوم الفرس قتالا أبلوا فيه بلاءً حسنا فكان أول انتصار للعرب على الفرس. قاتل العرب دفاعا عن شرفهم دفاعا مستميتا، بل حتى العرب الذين قاتلوا مع كسرى في بداية القتال ثارت فيهم نخوة العرب فانقلبوا على كسرى وقاتلوا مع إخوانهم العرب انتصارا لكرامتهم ولشرفهم. كان ذلك عرب هند الذين استجابوا لنجدتها وحمايتها وإرث أبيها من الفرس!!!.
وبين عرب هند وعرب حماس وغزة اليوم اختلافا كثيرا! لقد ترك العربُ عربَ غزة لوحدهم حين قرر كلب الروم بايدن وكلب اليهود نتنياهو استئصالهم من الوجود كما أراد كسرى استئصال بني شيبة، أُحتلت فلسطين ودُنّس المسجد الأقصى وحوصرت مدينة يسكنها أكثر من مليوني مسلم وهوجمت وشُنت عليها الحرب تلو الأخرى وجوَعت وحوربت بشتى الوسائل لقرابة العقدين وحين انتفضت للخلاص من الظلم والتجويع والحصار ومقاومة الاحتلال وتطهير وتحرير الأرض والعرض وللثأر للكرامة استنجدت غزة بالعرب ليكونوا عونا لها على دفع الظلم وتحرير الأرض وحماية العرض، ولكن عرب اليوم (وأخص هنا الحكام فهم الذين يستطيعون تحريك الشارع) أمواتٌ غير أحياء كالأصنام ميتة قلوبهم لا يشعرون بما يعانيه إخواننا في غزة وما صمتهم على ما يعانيه المسلمون في الهند والصين إلا دلالة على أنهم أمواتٌ لا يشعرون وأن قضية تحرير المسجد الأقصى وكل أرض فلسطين ليست قضيتهم وإنما قضيتهم هي كيفية التطبيع مع كيان وُجد ليزول وسيزول حتما.
إن حكام عرب اليوم صمُّ بكمٌ عميٌ ساكتون عن نصرة الحق تركوا الساحة لليهود حتى يتمكنوا الإنفراد بإخوانهم وأن يفعلوا بغزة ما يشاؤون قال فيهم وزير خارجية أمريكا اليهودي في زيارته أخيرا لعدد من الدول العربية أنهم يريدون إنهاء الحرب التي تقودها حماس ثأرا لكرامتنا ضد دولة الاحتلال بأسرع وقت للتطبيع مع الصهاينة هذا ما قاله الوزير عنهم؟ فهؤلآء هم العرب الذين استنجدت بهم غزة، عرب حماس اليوم أغلقوا حدودهم حتى أمام علاج جرحى المسلمين من جرَاء غارات الإحتلال الصهيوني فأي عرب هؤلآء!!!.
يا حكامنا يا من يتخذ العملاء أربابا وأولياء يا من يرقصون على أشلاء الشهداء في غزة وفلسطين اليوم غزة وغدا أنتم، إننا بعون الله لمنصورون وإن رجال حماس لغالبون لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه مخلصين له الدين وما النصر إلا من عند الله، والمتغطي بالأمريكان عريان؟.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً