من الامور المسلم بها قدر التشابك الكبير بين شعوب العالم، وهذا التشابك يزدد طردا مع زيادة عمر البشرية، ومع ما تحققه المكاسب العلمية والتقنية التي توصل اليها الانسان المعاصر، وللاسف لا يصب هذا التشابك الكثيف دوما في مصلحة الشعوب وتعاونها، بل ينحرف في احايين كثيرة الى وجهات غير محسوبة، وقد يُحرف ايضا لوجهات دبر لها.
يأتي الفيلم المسئ الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سياق المنهج الذي ينتهجه اصحابه في ارساء العداوة بين الشعوب، وتعميق الخلافات بين الدول، وتعزيز العداء بين ابناء البشر. ونحن من هذا المنبر نعتبر هذا العمل مشين ليس في حق المسلمين فقط، بل وفي حق كل المؤمنين في هذا العالم، المؤمنين الذين يحترمون رموزهم الدينية ويؤمنون بقدسية انبيائهم وصلاح معتقداتهم، ويترفعون عن الاساءة لغيرهم انطلاقا من ايمانهم، لكل ذلك:
1- ندين وبشدة الاعتداء على معتقدات البشر ودينهم ورسلهم ورموزهم من اي طرف كان، ونحتج باعلى صوتنا على الاعتداء الوقح على شخص الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
2- ندين العنف واستعمال السلاح والقتل – مبرر كان او غير مبرر – واي عمل تحت اي مسوغات خارج عن نطاق سلطة الدولة ومؤسساتها القانوينة المخولة، اي كان نوع هذا العمل، كالاعتداء على المقابر وعلى الاحياء، وكالقتل والتنكيل بالليبين او المقيمين او اعضاء الهيئات الاجنبية العاملة في البلاد، تحت مسوغات كاذبة وحجج واهية لتبرير الاعتداء على الناس.
2- لحرية الراي والتعبير حدود لا تتقاطع ولا تمس حريات الغير ولا تسلبها، فالحوار الصادق والاقناع بالتي هي احسن في إطار ديمقراطي هو المدخل الوحيد الى محيط يعيش فيه كل الناس بامن وسلام.
3- نطالب السلطة الليبية ومنظمات المجتمع الليبي ونخص بالذكر اتلاف ثورة 17 فبراير ان يقفوا صفا وبحزم وشدة ضد اؤلائك الذين يعملون – بوعي منهم وقصد او عن جهل – ضد مصالح ليبيا ومصالح الليبين، ويعملون على حرمان ليبيا من تحقيق حلمها في التقدم والنمو والازدهار، وتحقيق حاضر واعد للاجيال القادمة، عن طريق بناء دولة حضارية يعيشون في ضل نعيمها وفيء تقدمها، تضمن الحياة الكريمة لكل قاطنيها، وتكفل عزة وكرامة المنتسبين اليها. كما وتفوت الفرصة على التدخل الاجنبي في بلادنا، التدخل الذي قد يتخد من هذه الممارسات دريعة.
4- نطالب الهيئات القائمة ومنظمات المجتمع المدني وكافة الليبين في الذاخل والخارج بالتظاهر والاعتصام امام ممثليات الدولة والحكومة والمطالبة بوضع حد للذين يقفون حجر عترة في طريق انطلاق ليبيا لغد افضل، ولاجبار الحكومة وممثلي الشعب للاسراع في التغيير، والبد بجدة في بناء المجتمع، وتحقيق العدالة والمصالحة، وإفاء حق الثورة، واحترام كرامة الانسان الليبي.
5- نطالب الحكومة الجديدة بالاسراع في تشكيل جيش وطني وقوات امن وقضاء مستقل، وتعزيز صلاحية هذه القطاعات، حتى تكون قادرة على ممارسة دورها المناط لها في حماية الدولة، وحماية المواطنين تحت سقف القانون وشرعيته.
6- التخلص من كافة اوجه التسلح، وتجريم امتلاك وحمل السلاح غير المرخص له لاية جهة كانت، سياسية او حزبية او دينية او تحت اي مسمى اخر، فالجيش الوطني وقوات الامن هي الجهات الوحيدة التي تمتلك حق حمل السلاح واستخدامه في وقت الحاجة، والمخولة باستعماله لحماية الوطن والمواطن.
عن تجمع الجالية
اللجنة التنفيدية المكلفة
اترك تعليقاً