بسبب التوترات في الشرق الأوسط.. توقعات بارتفاع غير مسبوق لأسعار الطاقة

لا تزال التوترات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط تلقي بظلالها الثقيلة على الاقتصاد في العالم، وسط توقعات بارتفاع غير مسبوق لأسعار الطاقة.

وأكد صندوق النقد الدولي، “على مراقبته عن كثب التصعيد في الشرق الأوسط، بقلق شديد”، محذرًا من أن “الصراع قد يكون له تأثير على الوضع الاقتصادي”.

وقالت المتحدثة باسم الصندوق، جولي كوزاك: “نحن نراقب عن كثب التصعيد الأخير للصراع في المنطقة بقلق كبير، إن احتمالات المزيد من التصعيد للصراع تزيد من المخاطر وعدم اليقين وقد يكون لها عواقب اقتصادية كبيرة على المنطقة وخارجها”.

وحذر خبراء متخصصون من تداعيات “استهداف المصافي النفطية وحقول الغاز الإيرانية، في ظل التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل”.

وأكد الخبراء أن “أسعار الطاقة يمكن أن ترتفع بشكل كبير، بعد ما شهدته من انخفاض، بما ينعكس بصورة خطيرة على أوروبا والصين بشكل أكبر”.

وقال الخبير الاقتصادي أحمد طرطار، إن “أسعار الطاقة ارتفعت بشكل مباشر بعد الضربة الإيرانية على إسرائيل، في ظل تخوفات في الوقت الراهن من التداعيات”.

وأشار طرطار، لوكالة “سبوتنيك”، إلى أن “استمرار تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل قد تذهب بالأسعار لمستوى 100 دولار للبرميل، حال ما خرجت عن السيطرة، وتحولت لحرب إقليمية”.

وشدد على أن “أوروبا أصبحت في حاجة ماسة للغاز وللطاقة في الوقت الراهن، ما يعني أنها ستقع في إشكالية كبيرة، إزاء استمرار الوضع الراهن وارتفاع المخاطر”.

من ناحيته، قال الدكتور عماد عكوش، الخبير الاقتصادي اللبناني، إن “الضربة الإيرانية لإسرائيل وخاصة ما يتعلق بمنشآت الغاز الواقعة بالقرب من مدينة عسقلان جنوب غرب إسرائيل، خلقت الكثير من التوتر والخوف في الأسواق العالمية”.

وأضاف لوكالة “سبوتنيك”، أن “التخوف الأكبر يرتبط بما تحدثت إسرائيل عنه بشأن الرد على إيران بضرب المنشآت النفطية، وبالتالي خسارة أكثر من مليون ونصف مليون برميل تصدرها إيران يوميا، وخاصة السوق الصيني، مما يمكن أن يحرم الصين من الطاقة الرخيصة والتي بدورها سيكون لها أثرها الكبير على نموها المستدام، والتي تعمل وتجاهد للإبقاء عليه”.

ورأى عكوش، أن “تطور الأمر وصولا لإغلاق المعابر، سينعكس حتما على الأسعار، لكن الأمر ذاته قد يجبر إسرائيل على عدم المغامرة، في ظل حاجتها للطاقة، حيث يمكن أن تعرض منشآتها الغازية للضرب، وبالتالي توقف كامل الاقتصاد الإسرائيلي القائم اليوم على إنتاج هذه الحقول والمنشآت، ما يجعلها تفكر جيدا قبل القيام بأي خطوة في الإطار”.

وأشار إلى أن “أوروبا هي الحلقة الأضعف دائما، كونها مستهلك للطاقة، وبالتالي أي تحرك للأسعار يخلق مشكلة إنتاج، يتبعه موجة التضخم مرة أخرى”.

هذا وفي ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، ارتفعت أسعار النفط، في تعاملات اليوم الجمعة، فوق مستوى 78 دولارا للبرميل، وذلك للمرة الأولى منذ 30 أغسطس الماضي.

ووفقا لما أظهرته التداولات، “ارتفعت العقود الآجلة للخام العالمي مزيج “برنت” بنسبة 0.81% إلى 78.25 دولار للبرميل، فيما صعدت العقود الآجلة لخام “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.84% إلى 74.33 دولار للبرميل”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً