اندلعت معارك عنيفة في جميع نقاط التماس بإقليم “ناغورني قره باغ” بين القوات الأذربيجانية والأرمينية، عقب إعلان “باكو” إطلاق عمليات لمكافحة الإرهاب، أكّدت أنها ستمضي فيها حتى النهاية ما لم تسلم التشكيلات المسلحة الأرمينية في الإقليم أسلحتها.
ووفقا لما أوردته “الجزيرة نت” أن هذا التصعيد الأخير يأتي في سياق عدم استكمال اتفاق عام 2020، الذي ينتهي بتبادل فتح الممرات البرية بين الجانبين، وهي عبارة عن ممر عبر أراضي أرمينيا بين إقليم ناختشيفان وأذربيجان الأم، وآخر عبر أراضي أذربيجان يربط أرمينيا بعاصمة إقليم قره باغ، والتي لا تزال تحت سيطرة الأرمن.
حيث يعكس التصعيد الحالي استمرار الصراع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورني قره باغ، والذي يعد محور توتر بين البلدين منذ الأعوام التي سبقت انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991.
وتسعى أذربيجان إلى استعادة السيطرة على كامل أراضي الإقليم، بينما ترفض أرمينيا التخلي عن أراضيها.
ويأتي التصعيد الأخير في ظلّ مصالح متشابكة لدول الجوار وقوى غربية عدّة، حيث تدعم تركيا أذربيجان، وتعارض إيران فتح الممرات البرّيّة، وتسعى روسيا إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي التصعيد الحالي إلى حرب ثالثة بين أذربيجان وأرمينيا، والتي قد تؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة وتدمير واسع النطاق.
ويرى المحللون أن الحل الدائم يتمثل في التوصّل إلى اتفاق سلام شامل بين أذربيجان وأرمينيا، يقوم على الاعتراف المتبادل بوحدة أراضي كل طرف وسيادته، ومعالجة ملف الممرات البرية.
كما تدعو الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار فوراً بين أذربيجان وأرمينيا، وحثت جميع الأطراف على الالتزام باتفاق وقف النار الموقع عام 2020.
اترك تعليقاً